تعرض أحد المواطنين في محافظة حفر الباطن مساء أول من لحادثة إطلاق نار في قدمه، إثر مشاجرة بينه وبين مراهق لا يتجاوز عمره 16 عاماً. وكانت الشرارة الأولى للحادثة وقعت بعد نشوب مشاجرة بين أشقاء المصاب وبين المراهق، ما دفع بالأول إلى التوجه إلى منزل ذوي المراهق، لتقديم شكوى بحق ابنهم، واشتد عند باب المنزل النقاش ووصل إلى طريق مسدود مع أشقاء المراهق، الذي عاد وبسرعة إلى داخل المنزل وأحضر مسدساً، وأطلق رصاصة واحدة في اتجاه المشتكي، استقرت في ساقه، وكانت مفاجأة لذويه. ونقل أشقاء مطلق النار المصاب إلى مستشفى الملك خالد العام في حفر الباطن لتلقي العلاج، فيما تم الإمساك بالمراهق من جانب شرطة المحافظة، التي فتحت تحقيقاً في الموضوع. وتشكل حوادث المراهقين النسبة الأكبر من المشكلات التي تعاني منها المحافظة، نتيجة التهور المفرط من جانب الغالبية منهم في استخدام العنف غير المبرر تجاه الآخرين، ويلجأ كثير منهم لاستخدام السلاح الأبيض في إنهاء الصراع أو المشاجرة، التي تحدث مع أقرانهم. ويؤكد مصدر أمني في شرطة حفر الباطن أن"نسبة الحوادث التي تستخدم فيها السكاكين بين المراهقين في حفر الباطن في السنوات السابقة لا تتعدى التشابك بالأيدي، وتنتهي من دون حدوث إصابات خطرة، أما في الوقت الراهن فتطورت الأساليب المستخدمة لإنهاء الصراع بين مجموعات تلك المراهقين، بحيث أصبح استخدام الآلات الحادة أمراً شائعاً"، مضيفاً"كثيراً ما تتم مصادرة أعداد من السيارات التي يقودها المراهقون". وما يدعو للاستغراب أن بعض المراهقين يحمل سكين المطبخ معه أثناء تنقله داخل المحافظة، ويشير المصدر نفسه إلى"ضعف الرقابة الأسرية على هؤلاء الشبان". ويوضح الباحث الاجتماعي فهد الشمري أن"افتقاد هؤلاء المراهقين للأرضية الخصبة التي تدعوهم للحوار ومحاولة التفاهم في أي خلاف بينهم هو السبب، لذلك يميلون إلى العنف، والمشكلة أن خلافاتهم في غالبيتها ذات أسباب سطحية، ومحاولة غالبيتهم أخذ الأمور بالقوة"، مؤكداً أن"الرقابة الأسرية المستمرة والمتابعة اليومية أصبحت مطلوبة في شكل أكبر من السابق، خاصة في ظل انتشار وسائل الإعلام المختلفة من فضائيات وإنترنت، وما تزرعه في عقول الشباب من ثقافة العنف على أنها بطولات". ويحدد المطيري الأسباب التي تؤدي إلى مثل تلك الأحداث ب"ضعف الوازع الديني وانشغال الكثير من المراهقين في متابعة الأفلام الغربية بما تحمله من مضامين عنف، سواءً لفظية أو جسدية، مع تخلي الكثير منهم عن الآداب الشرعية من تواضع ولين الجانب وإحسان الظن في الآخرين، وافتقاد تلك المفاهيم واستبدالها بأخرى غير شرعية يسهم في تعزيز ثقافة العنف لدى أبنائنا".