تتسيد وليمة"المفطح"أجندة الضيافة في السعودية، خصوصاً عند سكان البادية، إذ تعد هي الوليمة الواجبة لكل من يحل ضيفاً عليهم، وعدم إقامتها يعد تقصيراً في حق الضيف، ولكن مع بداية نزول الفقع"الكمأ"بكميات قليلة جداً للأسواق في المناطق الشمالية، تفوق على وليمة"المفطح"وأزاحها من أجندة الضيافة. ويؤكد عدد من السكان في تلك المناطق، أن ضيوفهم يأتون من أجل"الكمأ"، بل يشترطون أن يكون ضيافتهم قبل أن يقصدوا أقاربهم أو أصدقاءهم في الشمال. هذا الرواج الشعبي للوجبة البرية أسهم في ارتفاع أسعار الفقع بصورة خيالية، نتيجة قلة المعروض منه لتأخر المطر"الوسمي"هذا العام، وارتباطه الوثيق بوجود الغطاء النباتي، خصوصاً بعض أنواع النبات مثل نبات"الرقروق"المعروف لدى سكان شمال المملكة. هذه الندرة لم تمنع المتنزهين ورواد الرحلات البرية من البحث عن"الكمأ"في كل مكان وقطع المسافات من أجله، وخلال هذه الفترة توجه هواته إلى المناطق الواقعة بين محافظة رفحا ومحافظة حفر الباطن، على رغم أن كمياته قليلة. ويقول دخيل العنزي، الذي يستمتع بوقته في احد المواقع القريبة من قرية سامودة ل"الحياة":"هذا العام الفقع له مذاق وطعم خاص، بعكس الأعوام الماضية، فتفوقت"كبسة الفقع"على"المفطح"السعودي، إذ يفضله غالبية المتنزهين لأنه طيب المذاق والطعم". وحول ارتفاع شعبية وجبة"الكمأ"على حساب"المفطح"أكد علي الرويلي، أن كميات الفقع كانت وفيرة جداً خلال الأعوام الماضية، وفي متناول الجميع، وتوصلنا لمرحلة التشبع منه بحثاً وأكلاً، أما هذا الموسم ولتأخر الأمطار فالكميات قليلة وتصل إلى حد الندرة، ومن هنا تأتي القيمة التذوقية العالية لطعم"الفقع". ويستمتع المتنزهون خصوصاً خلال أيام الإجازة الأسبوعية، بالتخييم في المناطق الربيعية، والبحث عن"الفقع"في كل مكان وتناوله، وليس بمستغرب مشاهدة أسرة كاملة رجالاً ونساءً وأطفالاً تبحث عن"الكمأ".