"إن كانت السينما غائبة على الأرض في السعودية فهي تشهد إقبالاً شديداً في الجو". هذا ما نشرته إحدى الصحف في 26-2-2006، إذ ذُكر أن الخطوط السعودية تعرض لراكبيها أثناء السفر في الرحلات الطويلة أفلام "هوليود"، وهناك لجنة رقابية تمارس دورها الرقابي في الجو كما في الأرض من خلال الأفلام الموجودة في محال الفيديو المنتشرة في المدن السعودية. فالمواطن السعودي عندما يشاهد بعض الإعلانات في التلفزيون عن عرض فيلم جديد في السينما، يضطر هو وأسرته إلى السفر إلى إحدى الدول المجاورة لمشاهدة هذا الفيلم في إحدى دور السينما، ويترتب على هذه المشاهدة خسائر مادية، إضافة إلى إمكان عرض بعض المشاهد المخلة أمام أسرته وأطفاله. أما القناة الثانية في التلفزيون السعودي فهي تبث أفلاماً قديمة ومعادة من دون اهتمام إلى ما يستجد في قطاع الأفلام. وتعتبر القناة السعودية الثانية من أشهر القنوات العربية في فن حذف اللقطات التي يرونها تخدش الحياء. وفي تصريح لمدير إدارة التنسيق في القناة الثانية في الرياض، الأستاذ عبدالرحمن الجردان، قال:"إن من يشاهدوننا يريدون ذلك، وهؤلاء ليست لديهم محطات فضائية أخرى، أي هم بعيدون مما يراه الآخرون، فشاشاتنا هي عالمهم الخارجي فقط". قد يقلق البعض من مشكلة الاختلاط وما يترتب عليها من أمور يرفضها المجتمع، ولكن توجد حلول عدة لهذه المشكلة، مثل وجود صالات خاصة بالرجال وصالات خاصة بالنساء كما رأينا في التنظيم الرائع لمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة أو في المعرض الدولي للكتاب 2006، الذي أقيم في الرياض، إذ حددت أيام للرجال وأخرى للنساء ولم تُسجل أية مشكلات. السينما وسيلة من وسائل الإعلام المتوافرة في حياتنا كالتلفزيون والإذاعة والانترنت، ونحن نتحكم في ما نشاهده ونستمتع بعرضه، وندع ما لا نتفق عليه. فهل آن الوقت لوجود صالات سينما في السعودية لنشهد ولادة أفلام سينمائية سعودية، إضافة لمواكبة كل ما ينتجه العالم من أفلام سينمائية، تكون تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام، وتمارس حقها الرقابي على هذه الصالات فتسمح بما يتناسب مع مبادئنا وتعاليمنا الإسلامية، وتحذف أية مشاهد مخلة. إن وجود دور للسينما سيسهم بشكل كبير في الابتعاد من القنوات الفضائية الخاصة التي تقوم ببث ما يتعارض مع مبادئ المجتمع السعودي المحافظ. سعود الهويريني الرياض [email protected]