خلت الشوارع القريبة من المدارس في الرياض بعد ظهر أمس، من تجمعات الطلاب، بسبب التحذير من النظر بالعين المجردة إلى كسوف الشمس، الذي شوهد بشكل جزئي في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما بدا كلياً في عدد من دول العالم منها تركيا، وشمال غرب مصر، وليبيا، والنيجر، ونيجيريا، وشمال غرب تشاد. وألقى رئيس قسم الفلك في معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الدكتور زكي بن عبدالرحمن المصطفى، محاضرة علمية عن ظاهرتي الكسوف والخسوف بالتعاون مع"واحة العلوم"، وذلك في خيمة الأمانة في الرياض، في حضور عدد كبير من المهتمين والمتابعين لهذه الظاهرة من المتخصصين في الفلك، ومن طلاب مدارس الرياض. واضطرت بعض ربات البيوت في الرياض إلى الخروج من منازلهن والتوجه إلى المدارس لاصطحاب أبنائهن لخوفهن من تعرضهم للكسوف. وتؤكد أم محمد أنها منعت أولادها من اللعب في فناء المنزل، مشيرة إلى أنها حثت زوجها على إخراجهم من مدارسهم قبل موعد الكسوف بوقت كاف. وتضيف أنها فرضت عليهم النوم حتى انقضاء وقت الكسوف. ويعتقد فيصل الفايز أن جهل البعض بمكان بيع المرشحات الضوئية للنظر حرم الكثيرين من متابعة هذه الظاهرة الطبيعية. ويتذكر سليمان بن علي 75 عاماً أن الناس قبل عقود من الآن كانوا كلما حدث كسوف للشمس أو خسوف للقمر يصلون صلاة مسنونة عن النبي"صلى الله عليه وسلم"، ثم يقومون بتفقد حاجات الجيران المادية والمعنوية وحثهم على تقوى الله والإقلاع عن المعاصي! ويؤكد الشيخ محمد الفرحان أن الصلاة التي سنها النبي"صلى الله عليه وسلم"في حال الكسوف هي أربع ركعات بتسليمة واحدة، وفي كل ركعة يقرأ المصلون سورة من القرآن، وفي الركعة الأولى تكون القراءة أطول من الركعة الثانية. وقال الدكتور زكي المصطفى، إن نسبة الجزء المحجوب المظلم من قرص الشمس المنكسف في المملكة، تراوح بين 66 في المئة في الشمال و20 في المئة في الجنوب، مشيراً إلى أن الكسوف بدأ على الجانب الغربي للشمس، لأن القمر يدور حول الأرض من الغرب إلى الشرق، ولذلك فإن سكان البلدان الغربية شاهدوا أول الكسوف بينما البلدان الشرقية شاهدوا آخره. وأضاف أنه من الطبيعي ألا يشاهد الكسوف من سطح الأرض بكاملها، وذلك لصغر حجم القمر، إذ أن المنطقة التي يكون الكسوف فيها كلياً في لحظة معينة لا تتعدى 12000:1 من سطح الأرض، وكذلك فإن الكسوف يرى جزئياً في بعض الأماكن من سطح الأرض، وفي الوقت نفسه يرى كلياً في أماكن أخرى، وقد لا يرى إطلاقاً في مناطق أخرى. في القصيم، لم تمنع التحذيرات الطبية بعض أهالي منطقة القصيم من التسابق للنظر إلى قرص الشمس عند الكسوف بواسطة نظارات واقية، أو التقاط صور له عن طريق الهواتف المحمولة المزودة بالكاميرا. وظهر الكسوف واضحاً لسكان المنطقة في حدود الساعة الواحدة وعشر دقائق، وأقيمت عندئذ صلاة الكسوف في عدد من المساجد في مدن ومحافظات ومراكز المنطقة.