رسالتا مناظرة في مجال الشك والافتراض والتساؤل، ولا في مجال التأكيد واليقين وفق حركة تتراوح بين التفكك وإعادة التركيب في الشأن الثقافي، حملتهما صفحة أدب وفنون في صحيفة"الحياة"الاثنين 20-3-2006، الصفحة 33، الرسالة الأولى بتوقيع الناقد الكبير الدكتور عبدالله محمد الغذامي، القامة الشاهقة في الوعي الثقافي بمنجزه النقدي الفاعل والثانية بتوقيع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل. والموضوع تعيين مجالس إدارات اربعة أندية أدبية، والاثنان في قولهما ذكراني بقول نستشهد به عندما نصدم بنتائج فعل من الأفعال تمخض الجبل فولد فاراً...!، لي عدد من المقالات تناقش خيانة أعضاء الأندية الأدبية للأمانة، وتجاوزهم للنظام، بحرصهم على البقاء، عندما كنت معهم عضواً في مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي، وبعد خروجي مستقيلاً من مجلس الإدارة عام 1416ه، احتجاجاً على تدخل إدارة الأندية الأدبية القرار رقم 17672 وتاريخ 29-12-1415ه، في إعادة ترتيبات مجلس الإدارة، من دون العودة للمجلس أو الجمعية العمومية. وحتى الملتقى الأول للمثقفين في ضيافة وزارة الثقافة والإعلام، وصمتي الآن مع تعيين مجالس الإدارات من اصدقاء أجلهم، وبدء مجلس الشورى مناقشة مشروع نظام رابطة الكتاب والأدباء السعوديين الذي لا يمثل طموح المتقدمين بمشروعهم جمعية الأدباء والكتاب في السعودية، لوزارة الثقافة والإعلام منذ عامين. كلنا نعرف أن الأندية الأدبية عراب تأسيسها الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، الرئيس العام السابق لرعاية الشباب رحمه الله، ولم يترك هذه الأندية تمارس نشاطها بحسب هوى الأعضاء، إذ كانت تسير وفق الآتي: نظام الأندية الثقافية والأدبية / الصادر كلائحة بالقرار رقم 46 وتاريخ 7-5-1395ه. الضوابط المالية الموحدة للأندية الأدبية والثقافية الصادرة بالقرار رقم 318/1 وتاريخ 28-1-1403ه، وعد القرار هذه الضوابط مكملة للائحة الصادرة بالقرار رقم 46 في 7-5-1395ه. تعميم خطة سير العمل في الأندية الأدبية. ومن الرسالتين المتبادلتين بين الدكتور عبدالله الغذامي والدكتور عبدالعزيز السبيل يرتفع تساؤل لا يزال قائماً: هل الدجاجة أولاً أم البيضة...؟!. ولكن نعرف أن مؤتمر"إحياء سوق عكاظ"الذي جاء وفق صياغة اجتماعية فضلت الزمان على المكان، برعاية الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، هو منطلق قيام هذه الأندية، وأتذكر أننا في الطائف جيران سوق عكاظ لم ندع للمشاركة في المؤتمر، ولا نعرف ماهية نتائج المؤتمرين. ولكن عندما سمعنا بقيام خمسة أندية أدبية في الرياض، ومكة المكرمة، والمدينةالمنورة، وجازان، وجدة، بادرنا بالتجمع أحد عشر كاتباً ومؤرخاً ومبدعاً، وفوضنا الأستاذ حمد الزيد الدكتور حالياً، والأستاذ علي حسن العبادي، بمخاطبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى يكون للطائف ناديها، وجاءت الموافقة واجتمعنا مساء يوم 15-7-1395ه، نحن الأحد عشر مؤسساً، وانتخبنا بالتصويت مجلس إدارة مكوناً من سبعة أعضاء بحسب النظام وكان ذلك في مقر النادي المستأجر في حي قروي في الطائف، ولم يحضر من يراقب عملية الاقتراع، واكتفينا بعمل محضر للجلسة وقعنا عليه وأرسلنا صورته للرئاسة العامة لرعاية الشباب. ثم كانت الدعوة لعقد الجمعية العمومية بعد تردد ومماطلة بيننا كمجلس إدارة أكمل أربع سنوات بحسب المادة 20، من نظام إدارة الأندية الأدبية،"آنذاك"، التي كانت حسب ما عرفت، تنتظر مبادرتنا أخلاقياً في احترام النظام فلما سوفنا تحركت إدارة الأندية الأدبية، عندما كلف بالإشراف عليها الأستاذ أحمد فرح عقيلان رحمه الله، إذ أخذ"بحسب خطابه رقم 36/2 وتاريخ 24-2-1400ه"، موافقة الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز على عقد الجمعية العمومية في أربعة أندية هي: نادي المدينةالمنورة الأدبي يوم الأحد 8-4-1400ه. نادي جدة الأدبي يوم الثلثاء 10-4-1400ه. نادي الطائف الأدبي يوم الأحد 15-4-1400ه. نادي جازان الأدبي يوم الثلثاء 17-4-1400ه. ومن خلال تجربتنا في نادي الطائف الأدبي تم الإعلان في الصحف مثال ذلك صحيفة"الجزيرة"العدد 2751 تاريخ 23-3-1400ه، صحيفة"الندوة"يوم الأربعاء 19-3-1400ه، وترشح 11 عضواً عاملاً من حملة البطاقة المسددين للاشتراك الرمزي، للمنافسة على عضوية المجلس المكون من 7 أعضاء، وحضر اجتماع الجمعية العمومية 28 من الأعضاء العاملين والمؤسسين، وشكلت لجنة للمراقبة والفرز من: مدير التعليم في الطائف. مدير مكتب رعاية الشباب في الطائف. المشرف على إدارة الأندية الأدبية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب. عضو عامل من النادي. عضو عامل من النادي. وحضر الجلسة التي عقدت مساء 15-4-1400ه، في مقر النادي مندوبو الصحف في الطائف، وصوت في الجلسة 28 عضواً عاملاً لاختيار أعضاء المجلس الجديد. هذه تجربتنا الحقيقية مع الأندية الأدبية وتاريخها. وعوداً على بدء، يقول الدكتور عبدالله الغذامي:"لا يسعني أن أدخل أي نادٍ أدبي تكون إدارته معينة"، أين هو وهو يكيل المديح لنادي جدة الأدبي، الذي شارك في عضويته، فقد تحول المجلس من منتخب إلى متمسك بالمكان عشرين عاماً، إذا حذفنا اربع سنوات بسبب الانتخابات كيف غفل الدكتور عن هذا الاغتصاب المتعسف للبقاء، وهنا نتذكر، طيب الذكر الدكتور علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الذي تم انتخاب غيره أخيراً، وهو ينتظر التوجيهات الرسمية حتى يجدد الترشيح لرئاسة الاتحاد. وكأني بالدكتور الغذامي، الباحث عن مؤسسة مدنية للثقافة ذات معطيات جديدة، بما يمكن أن نسميه المعاش الواقعي للمجتمع المدني، وفي ظل المجتمع المتجانس، الذي يعي أن الحقوق المدنية إنما هي للدلالة على الحقوق والحريات في إطار الواجبات، يتجاوز النظام في عشقه، وهو يتذكر الأمثال ويمارس اعتساف النصوص من خلال استلهامه لشخصية البطل من الأشكال السردية القديمة. وغفل الدكتور عبدالعزيز السبيل أن الأندية الأدبية مؤسسات قائمة منذ عام 1395ه، ولها نظام المادة الثالثة فيه تقول: للنادي الشخصية الاعتبارية ويباشر اختصاصه وفقاً للائحة الداخلية التي يضعها أعضاء مجلس الإدارة، وان يكون اتصاله مباشرة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، تم تجميد بعض مواده بفعل فاعل، إنما أثرت المكتبة العربية بإصداراتها وحرك منبرها الساكن، فكنت أتوقع الآتي: عمل قاعدة معلومات للأدباء في كل مدينة بها نادٍ أدبي. العودة إلى مطبوعات هذه الأندية الوثائقية كمثال نادي الطائف مسيرة وتاريخ الصادر عام 1414ه، وكتاب الأندية الأدبية في سطور الطبعة الثانية عام 1407ه. اختيار عشرين اسماً ممن لهم هم أدبي خاص وثقافي عام. يتم عقد اجتماع بين المختارين لانتخاب سبعة كأعضاء مجلس إدارة. ولكن ما حدث في الرياض، والمنطقة الشرقية، ومكة المكرمة، وجدة يخالف الواقع، جرى تعيين عشرة أعضاء وفي حضور وكيل وزارة الإعلام والثقافة للشؤون الثقافية جاء انتخاب الرئيس ونائب الرئيس وأمين السر وأمين الصندوق من بينهم حسب استعدادهم وفراغهم، علمت أن البعض اكتفى بشرف تعيينه عضواً لمشاغله، والإشكال أن العشرة المعينين كلهم دخل المجلس، في ما المطلوب خمسة أو سبعة تقول المادة 16 من نظام الأندية الثقافية والأدبية: يدير المجلس إدارة مكونة من رئيس وأربعة أعضاء إلى ستة على الأكثر يتم اختيارهم من الأعضاء العاملين، فهل بقية المعينين مجرد تكملة عدد...؟! ختاماً أقول الدولة في مجتمعنا لديها شبكة واسعة من القوانين تجعلها مسؤولة عن نشاط الفرد في مجالات العمل والمشاركة السياسية والترفيه ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والاتحادات المهنية والجمعيات بأنواعها، وتكاد الدولة لا تترك للفرد مجالاً من مجالات نشاطاته إلا وتتدخل تحت شعارات مختلفة وشاهدي هنا الأندية الادبية: تدخلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال مدير إدارة الأندية الأدبية في تأجيل عقد الجمعيات العمومية منذ عام 1404ه، واعتبار رؤساء الأندية الأدبية موظفين مكلفين بإدارة العمل حتى انتقال هذه الأندية لوزارة الثقافة والإعلام. وها هي وزارة الثقافة والإعلام من خلال الوكالة للشؤون الثقافية تمارس سطوتها فتلغي القائم وتعيد صياغته كفرع تتحكم في قيادته ومصروفاته، كباقي فروع الوزارة الحية والميتة. الأمر اليوم لا يعنيني...! إنما حوار الطرشان استفزني فليعذرني الجميع.