يفتتح مقر"مركز رؤية للدراسات الاجتماعية"في محافظة الرس رسمياً اليوم حضور أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس الشورى الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، وتعقب مراسم الافتتاح جلسة حوارية حول"أهمية مراكز الدراسات الاجتماعية وأثرها الاستراتيجي على واقع المجتمع السعودي". وبهذه المناسبة أجرت"الحياة"مقابلة مع مدير المركز الدكتور محمد بن عبدالله الشائع، أوضح في مستهلها أن المركز تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، ويشارك في تمويله بعض المهتمين بمجال عمله، مؤكداً الحرص على عدم الاعتماد على الجهات الرسمية في مسألة التمويل،"حتى لا يكون على المركز أي تأثير خارجي، ولتكون أطروحاته ونتائج دراساته متسمة بالحقيقة، لأننا قد نصل إلى حقائق معينة، ولكن ليس من المناسب نشرها إعلامياً فنقع في حرج كبير". وأشار في هذا الصدد إلى أن الدراسات التي يتصدى المركز لإنجازها مكلفة، فبعضها تتراوح كلفته ما بين نصف مليون إلى مليون ريال، مضيفاً: أن عمل المركز يستهدف"كل من يريد التقدم والرقي في مجتمعنا، من سياسيين وشرعيين ومفكرين وإعلاميين، وكل من يحمل هم إصلاح المجتمع ورقيه". ومن مهام المركز أيضاً رصد الظواهر الاجتماعية، واقتراح حلول علمية وعملية لها، تقديم الدراسات والاستشارات لمتخذي القرار في القضايا الاجتماعية، توفير البحوث والمعلومات الموثقة عن الظواهر الاجتماعية للمهتمين، العناية بإنتاج المهتمين في مجال القضايا الاجتماعية ونشرها، التفاعل الإعلامي الإيجابي مع القضايا الاجتماعية. ويدخل في مهامه، بناء منظومة من الكفاءات والخبرات في المجالات الاجتماعية كلها، وتهيئة بيئة عمل فاعلة لهم، إقامة علاقة مهنية استراتيجية مع الهيئات والمؤسسات العلمية والتدريبية الرائدة، وتوظيف التقنية المعلوماتية ووسائل الاتصالات في خدمة أهداف المركز، وتعزيز مكانته المهنية، وتقديم الخدمات التدريبية والتعليمية والتثقيفية ذات الصلة بالمجتمع، وتفعيل دور المرأة في خدمة القضايا الاجتماعية، من خلال مشاركاتها على الصعيدين العلمي والعملي. وكان المركز تأسس تحت اسم"مركز الدكتور إبراهيم الدويش الخيري للدراسات والبحوث الاجتماعية والشرعية"بقرار وزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ 4/2/1424ه، ليكون نواة انطلاق مؤسسه الدكتور إبراهيم الدويش، مع كوكبة من الاختصاصيين، ليحولوا هذا المركز بأنظمته ولوائحه إلى عمل جماعي ومؤسسة جماعية بدلاً من أن يكون عملاً فردياً خاصاً. ففي شهر شعبان من العام 1424ه التقى مؤسس المركز الدكتور إبراهيم الدويش ومجموعة من ذوي التخصصات الإدارية يزيد عددهم على ال"25"، وتمخض عنه تكون فريق استشاري إداري يتكون من 6 منهم. واستمرت اجتماعات الفريق الأسبوعية وزياراته الميدانية لعدد من المراكز المناظرة في الوطن العربي لمدة عام. وبعد ذلك اجتمع الفريق مع مؤسس المركز في محافظة الرس ووضعوا خطة استراتيجية لرسالة المركز ومجالات عمله الرئيسة، بالإضافة إلى الهيكل التنظيمي الذي سيدار به، والميزانية المقترحة، فضلاً عن الاتفاق على تغيير مسمى المركز من"مركز الدكتور إبراهيم الدويش الخيري للدراسات"إلى"مركز رؤية للدراسات الاجتماعية". فالأهداف والغايات المرجوة أكبر وأسمى من أن ترتبط باسم شخص معين، ومنذ تلك اللحظة انطلق"مركز رؤية"كأول مركز من نوعه على مستوى المملكة العربية السعودية. وأكد الدكتور الشائع أن المركز وقع عقداً لدراسة العنف الأسري"لصالح أحد المهتمين بهذه القضية"، بعد عرض الأمر على هيئة استشارية علمية تشرف على إدارة البحوث والدراسات. وأشار إلى أن هذا الموضوع اختير من ضمن أكثر من 50 موضوعاً كانت مطروحة للدراسة، نافياً ارتباطه بحادثة معينة شهدها المجتمع السعودي أخيراً. وأوضح في هذا الصدد أن العنف الأسري ظاهرة عالمية، وما يخص منها المجتمع السعودي بخاصة والخليجي عموماً يجب أن تدرسه مراكز محلية، لتثبت وجود تلك الظاهرة من عدمها، ومدى حجمها وأسبابها وطرق علاجها، ليستأنس صناع القرار بمثل هذه الدراسة. وقال:"إن عمل المركز سيقتصر في سنته الأولى على دراسة القضايا العامة، وبعدها سنستقبل المشاكل الخاصة للأفراد". وأوضح أن نشاط المركز لا يقتصر على الدراسات، فهناك إدارة للبرامج والتدريب، وسيكون هناك الكثير من البرامج والحوارات التي سيقيمها المركز ويستضيفها، وتجمع نخبة من المفكرين والأدباء أو الباحثين أو حتى الإعلاميين. وأضاف أن المركز ينوي تنظيم العديد من الدورات التدريبية،"ولكنها ستكون لنخب مختارة ومؤثرة في المجتمع". وأشار إلى أن المركز سينظم كذلك دورة إقليمية للإعلاميين تحت عنوان"تحرير المصطلحات الاجتماعية في وسائل الإعلام"، بالإضافة إلى دورة خاصة بخطباء الجوامع في المملكة تحت عنوان:"كيف تطرح وتعالج مشكلة اجتماعية؟". وأكد أن المركز لن يجري أية دراسة من دون إشراك العنصر النسائي كعنصر أساسي مع فريق البحث،"فوجود المرأة في أية دراسة شيء مهم لحرصنا على أخذ تصورها لإكمال هذه الدراسة، وتوجد لدينا إدارة نسائية مستقلة، كما أننا بحاجة ماسة إلى الكوادر من الجنسين ولدينا العديد من الوظائف الشاغرة". ويبقى أن نعرف أن فكرة المركز تبلورت منذ نحو 20 عاماً عبر مجموعة محاضرات وندوات وحوارات. والمركز - كما يؤكد الدكتور الشائع - لا يهدف إلى الربح، ويقدم حلولاً عملية لتنمية المجتمع من خلال بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي.