الصفحة: 3 - المحلية وسط الجدل المتأجج في الأوساط الإسلامية، حول موقف الحكومة الدنماركية من أزمة نشر الرسوم الساخرة على نبي الأمة الإسلامية، تتواصل حركة دعاة مسلمين يهدفون إلى توضيح حجم الخطيئة التي ارتكبت في حق المسلمين أمام الجمهور الدنماركي. وأعلن في الرياض عن تنظيم مؤتمر صحافي اليوم، يكشف فيه المتحدثون محاور وأهداف المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، المقرر عقده في العاصمة البحرينية المنامة يومي 22و23 من الشهر الجاري، بمشاركة رئيس جمعية"العلماء المسلمين"الدكتور يوسف القرضاوي، وأكثر من 250 داعية ومفكراً في الشؤون الإسلامية. وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن طالب رجال دين مسلمون أمس الجمعة بتقديم اعتذارات رسمية، وذلك قبل افتتاح مؤتمر، يفترض أن يسهم في إخماد التوتر الناجم عن قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقدم هذا الطلب الداعية المصري عمرو خالد، في مؤتمر صحافي، قبل افتتاح المنتدى حول الحوار الثقافي والديني الذي ترعاه وتموله الحكومة الدنماركية بمشاركة خبراء مسيحيين ومسلمين. وتنعقد هذه المؤتمرات، وسط ما يمكن تسميته"فضيحة"تراجع السفير الدنماركي لدى السعودية عمّا اتفق على التصريح به بعد لقائه رئيس مجلس الشورى الشيخ صالح بن حميد، وفيما شدد السفير على عدم صحة تقديمه اعتذاراً بلسان حكومته لمجلس الشورى السعودي، عاد رئيس المجلس في جلسة الاثنين الماضي للتأكيد أمام الأعضاء على حقيقة ما دار بينه وبين السفير. وإلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن الداعية عمرو خالد، اعتباره أن"على الحكومة الدنماركية أن تقوم بأشياء عدة"، وقال إن"عليها أن تقدم اعتذارات"، لكنه أضاف:"وحتى الاعتذارات لا تبدو كافية نظراً إلى المشكلات المتراكمة لهذه القضية". وأشار إلى رؤيته بأن"الدنمارك في حاجة لبناء جسور وفتح أسواقها للبلدان العربية واتخاذ مشاريع ملموسة لإعادة الحوار وكسب ثقة العالم الإسلامي". من جهته، وجه الداعية الكويتي طارق السويدان، الذي يشرف على قناة"الرسالة الإسلامية"التلفزيونية الفضائية، والمشارك في المنتدى، انتقادات شديدة للحكومة الدنماركية المحافظة الليبرالية برئاسة اندرس فوغ راسموسن. وقال:"نريد ان تلتزم الحكومة الدنماركية بحوار مباشر مع مسلمي الدنمارك، ونطالب باعتذارات رسمية، كما فعلت الحكومة النروجية". وهنا أضافت الفرنسية القول:"في الواقع لم تقدم أوسلو اعتذارات رسمية حتى وإن اتخذت موقفاً أكثر اعتدالاً من كوبنهاغن، إثر نشر الرسوم ال 12 في مجلة مسيحية صغيرة، بعد أن كانت صحيفة"ييلاندس بوستن"الدنماركية الكبيرة أولى الصحف التي نشرتها". ويشارك نحو 50 شاباً، من دول الشرق الأوسط والدنمارك، في منتدى كوبنهاغن، وهو الأول منذ اندلاع الأزمة في نهاية كانون الثاني يناير الماضي في الدول الاسلامية، إذ استهدفت السفارات الدنماركية بالاحتجاجات وحتى التخريب. ولا تزال مقاطعة المنتجات الدنماركية سارية في العديد من الدول الاسلامية. ويعقد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، والمشرف على موقع"الإسلام اليوم"الدكتور سلمان بن فهد العودة، في مقر الندوة في الرياض مساء اليوم، مؤتمراً صحافياً للحديث عن"المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم". ويهدف المؤتمر إلى استثمار الإيجابيات والقدرات لدى الأمة في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والإسهام في ترتيب العلاقة بين الإسلام والغرب وبقية دول العالم، إلى جانب تحديد مطالب المسلمين من القضايا الإسلامية، وتحديد موقفهم، وإبراز وحدة الأمة المسلمة تجاه الثوابت والمقدسات. ويناقش المؤتمر في جلساته الرئيسة، ظاهرة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكيفية وضع استراتيجية لنصرته عليه الصلاة والسلام، إلى جانب مناقشة الآليات والمشاريع العملية للنصرة. يذكر أن المؤتمر جاء بمبادرة من مؤسسة"الإسلام اليوم"، وبمشاركة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، إلى جانب جمعية الأصالة البحرينية، واتحاد علماء المسلمين، واللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء.