تعيش أم راكان وجارتها، الواقع منزلهما في الشارع الخلفي للاستراحة التي شهدت المواجهة مع الإرهابيين في حي اليرموك، حالاً من التردد في العودة إلى ممارسة هويتهما المفضلة"رياضة المشي"بشكل طبيعي، بعد تفاجئهما أن جيرانهم من العناصر المطلوبة. وتخصص السيدتان جزءاً من وقتهما منذ سكناهم في الحي قبل سنتين، لممارسة رياضة المشي يومياً، والذهاب لأداء صلاة التراويح في المسجد خلال شهر رمضان المبارك. وتتفقان الجارتان على أن وجود الاستراحات داخل الأحياء السكنية يعد مشكلة كبيرة تقلقهم باستمرار سواء للإزعاج الصادر عنها، واستقطابها لعناصر مجهولين لا يحترمون حقوق الجيران أو خصوصيتهم. في المقابل، تتمنى ربة المنزل أم سعود، إزالة الاستراحات التي تشوه منظر الحي، مؤكدة أنها تتحول إلى"صداع"" خلال أيام العطل بالذات. وتجد ربة المنزل أم ريان الذيابي، في الحي الذي تسكنه من سنة ونيف، في حي اليرموك الهدوء والبساطة والموقع المفتوح والجيران"الطيبين"، ولكن ما ينغص عليهم هو كثرة الاستراحات"أوكار الفساد"كما أطلقت عليها. ولا تخفي تضجرها من خروج"السكارى"من الاستراحات عند بزوغ الفجر وإزعاج سكان الحي، لافتة إلى كثرة العمالة الوافدة والشباب العاطل الذين يقطنون هذه الاستراحات على مدار العام. وتضيف أنها منذ سماعها"أصوات الرصاص"في ليلة المواجهة، لم تستنكر لاعتيادهم على أصوات الطلق الناري والمطاردات بين الحين والأخرى داخل هذه الاستراحات. ومن جهة أخرى، تشكو زوجات يسكن في حي اليرموك، من هروب الأزواج اليومي إلى الاستراحات، التي تعتبر متنفساً لمعظم سكان الرياض للمتعة وكسر"روتين"الحياة اليومي، مؤكدات أنهن ينظرن إليها"كضرة"تشاركهن أزواجهن وتستحوذ على حق من حقوقهن وتستحوذ على وقت زوجها الذي هول في الأصل من واجباته المنزلية ليكون قريب من زوجته وأطفاله، ولهذا يطالبن ب"إقفالها". وتصف أم تركي العمري ربة منزل،"الاستراحة"بالشريكة التي ما أن يستريح زوجها في منزله بعد عودته من العمل، إلا وتخطفه"الاستراحة"من بعد صلاة العصر حتى منتصف الليل أيام الدوام، وإلى حد الثانية ليلاً خلال الإجازات الأسبوعية. وتؤكد أن ذلك كان وراء طلبها الطلاق، بعد صعوبة الحياة مع زوج يضع أصدقاءه والاستراحة في أعلى سلم اهتماماته، ويرفض النقاش في هذا الموضوع، على حد قولها. وتصر على أهمية"إقفال"الاستراحات، وإيجاد بديل عنها يكون للأسرة فرصة للحضور فيه والمشاركة.