افتتح المهندس عبد الله يحي المعلمي، مساء الأحد الماضي في مركز الفن السعودي في جدة، معرض"مسيرة وعطاء"، الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون في الباحة، وشارك فيه 30 فناناً من فناني منطقة الباحة، وقدموا خلاله أكثر من50 عملاً، تنوعت مدارسها وطرق التعبير عن فكرتها، وكان القاسم المشترك في كل الأعمال حضور منطقة الباحة بتضاريسها ومناخها، وإنسانها بفكره وتراثه. وبعد أن قص المعلمي الشريط إيذاناً بالافتتاح، بدأ بالتجول في المعرض بصحبة المشاركين، ليستمع والحضور إلى شرح عن اللوحات وفكرتها والألوان المستعملة فيها. وعبرالمعلمي ل"الحياة"عن سعادته الغامرة بمشاركة المبدعين في هذه الأمسية، وقال:"اطلعت على أعمال بالغة الإتقان، ولها رؤى عميقة، وصورة جمالية فائقة". واعتبر المعلمي أن المعرض يعد إثراء للحركة الفكرية والثقافية، وأنه يبشر بمستقبل واعد. وحول تجوال معرض"مسيرة وعطاء"في المناطق، قال إنها فكرة جميلة ورائدة"أن يقدم الإنسان نفسه في جميع المناطق، ولا مانع من إقامة المعارض المشتركة، التي تدعم التواصل والتفاعل بين التشكيليين السعوديين". وأشار إلى أن الفنانين"نجحوا في إشراك المتلقي في فهم العمل وتذوقه، ليصبح المتفرج جزءاً من العمل، وهذا غاية في الإبداع". وحاول الفنان راشد الشعشعي أن يقدم لمحة حول العمل الذي قدمه، وكان بعنوان"ريقيف"فقال:"قسمت العمل إلى ثلاثة أقسام، يمثل الأول منها الجسد الذي يحاول الآخر اختراقه ومدى مقاومته وتماسكه، وفي الجزء الثاني يحصل اختراق جزئي، ثم يتغلغل الدخيل ويفرغ الأصيل من محتواه". وعن المدرسة الفنية التي ينتمي لها الشعشعي قال:"لم يعد هناك مدرسة بالمفهوم التقليدي، هناك تداخل بين المدارس، وهناك استنساخ لمدارس جديدة، وهناك ابتكار، والفكرة تسبق دائماً عندي أي خطوة". فيما يرى الفنان أحمد الخزمري، أنه من محبي التجريدية، وهذا ما أسهم به في لوحة عن منطقة الباحة. وأكد أن رؤية الفنان تحدد فكرته، وقال:"للمخزون البصري دور في إخراج العمل، وإن لكل فنان طريقته". من جانبه، رأى مدير فرع جمعية الثقافة في الباحة عبدالناصر الكرت، أن منطقة الباحة آهلة بالمبدعين،"الذين متى ما ظفروا بالرعاية والتشجيع سطروا أجمل المنجزات". وحول تميز الباحة في التشكيل قال:"هذا صحيح، وما جاءت جائزة باحة الفنون إلا تبعاً لهذا الكم الرائع من التشكيليين".