وصل إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة أمس، أربعون ناجياً سعودياً من حادثة غرق العبارة المصرية"السلام 98"، قادمين من ميناء الغردقة الجوي في مصر، على متن الطائرة الخاصة التابعة للخطوط الجوية العربية السعودية، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وكانت الطائرة ذاتها نقلت الناجين المصريين من مطار تبوك الإقليمي إلى مطار القاهرة الدولي وميناء الغردقة الجوي. واستقبل الناجين وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية الأمير عبد الله بن فهد بن محمد آل سعود، والمدير العام لحرس الحدود الفريق طلال عنقاوي، وعدد من المسؤولين، وأسر الناجين، وسط مشاعر من الحزن والأسى لفقد بعض أسرهم في هذه الحادثة المأسوية، ومشاعر الفرح لوصولهم إلى المملكة. ونقل وكيل إمارة مكةالمكرمة للمواطنين تهاني وتحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولى عهده الأمير سلطان، ووزير الداخلية الأمير نايف، وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد، بسلامة الوصولن ونجاتهم من الحادثة الأليمة التي راح ضحيتها عدد من الركاب. وقبيل وصول طائرة"الخطوط السعودية"فجر أمس، التي أقلت 40 سعودياً من الناجين، كان الشعور العام بين الأهالي الذين تدفقوا باكراً إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، أن أنباء نجاة أشقائهم أو أقربائهم، ليست سوى"أنباء صحافية". كانت الدموع والعناق الحار، هي لغة اللقاء بين الناجين وأهاليهم في المطار، وارتفع صوت البكاء كثيراً من الرجال والنساء على حد سواء، حتى الأطفال ذرفوها، ولحظات الذهول استمرت طويلاً، وكأنها تعبر عن الخيط الرفيع بين"الحقيقة"و"الخيال". وسجلت"الحياة"لقاءات خاصة مع بعض الناجين، باعتبارهم شهود عيان على حدوث الكارثة، كما أنهم شهود عيان على أن الفرق بين"الحياة"و"الموت"ربما يكون دقائق، أو ساعات، أو يوماً كاملاً. وبحسب روايات الناجين، فإن اندلاع الحريق داخل العبارة، كان السبب الرئيس وراء غرقها، وهو ما يعزز التحليلات النهائية التي صدرت من الجهات الرسمية. كما حمل الناجون طاقم السفينة جزءاً كبيراً من المسؤولية في زيادة حجم الكارثة، بسبب رفضهم العودة إلى ميناء ضباء، وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية وتداركها باكراً.