تسلل مؤشر الأسهم السعودية أمس في"غفلة"من الناس والمتداولين، لكن في خطى"واثقة"، إلى حاجز ال 20 ألف نقطة، فتجاوزها واستقر عند 20061 نقطة، مختتماً أياماً من"النضال"لبلوغ هذا الهدف. واللافت ان هذا الأمر حصل ولم يخلف يوماً ك"الخميس العاصف"، ولم يتمكن المضاربون أيضاً خلال يومين من بدء تداول أسهم شركة ينبع للبتروكيماويات ينساب، من تحقيق رهانهم الذي قطعوه على أنفسهم بإيصاله قيمته إلى 1200 ريال، على خلفية تجربة سابقة في بنك البلاد. وأقفل سعر السهم أمس عند حد أعلى بلغ 615 ريالاً، و570 ريالاً كحد أدنى، فيما كان سعر الافتتاح 600 ريال، وبلغت قيمة الكميات المتداولة 2.8 مليون سهم، مقارنة ب8.6 مليون سهم أول من أمس، بقيمة 1.6 بليون ريال مقارنة ب 5.6 بليون ريال في أول يوم تداول. وكان المضاربون نجحوا في أول يوم من بدء تداول"ينساب"، في أن يصلوا بسعره إلى 750 ريالاً حتى إقفال الفترة المسائية، معتمدين على سلوك صغار المستثمرين، الذين يندفعون في أول يوم إلى البيع رغبة في جني أرباح سريعة، لكنهم ينجحون في اليوم الثاني. وما ساعد أيضاً في ذلك، اتجاه المصارف إلى تعطيل تنفيذ أوامر البيع والشراء"الورقية"لمدة يومين أو ثلاثة، بحسب ما أكده متعاملون في السوق. وعلى رغم ذلك، لا يزال المضاربون يأملون خلال الأيام المقبلة في تحقيق ذلك الوعد، خصوصاً أن الكثيرين منهم أسهموا في نشوء سوق سوداء لأسهم"ينساب"، قبل بدء تداوله، إذ بلغ سعره نحو 900 ريال، ما يعني أنهم سيحاولون جاهدين ذلك. إلا أن المراقبين يرون أن المضاربين ربما يخسرون هذه الجولة مستقبلاً، فتجربة بنك البلاد تختلف عن تجربة"ينساب"، فالأولى كانت أسهمها محدودة، فيما يبلغ عدد أسهم الأخيرة 39.375 مليون سهم. في تجربة الأمس، وضح جلياً أن صغار المستثمرين حققوا أرباحاً مجزية، فاندفعوا إلى السوق متجهين إلى سهمي"الكهرباء"و"المكيرش"، على اعتبار أن أسعارهما منخفضة، في محاولة لخوض التجربة، بعد أن ذاقوا"طعم"الأرباح. ما يعزز حقيقة أن السوق السعودية لا تزال تفتقد العمق والثقافة. وفي شأن ذي صلة، أعلنت هيئة سوق المال صدور قرار مجلسها، بإيقاف التعامل فوراً مع الحسابات الاستثمارية في الأسهم السعودية لأحد المتداولين، بحيث لا تنفذ له أوامر شراء في أسهم الشركات المدرجة في السوق، بعد أن ثبت إجراؤه عمليات شراء وبيع بمبالغ كبيرة في أسهم شركة بيشة للتنمية الزراعية، بقصد إيجاد انطباع غير صحيح بشأن سعر السهم، ما يعد من الممارسات التي تنطوي على احتيال وتدليس وتلاعب، إضافة إلى ترويجه توصيات في منتديات الإنترنت بهدف التأثير على سعر سهم الشركة. وتضمن القرار استكمال التحقيق في الموضوع، تمهيداً لإقامة الدعوى ضده أمام لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية، بحسب النظام، وسيتم التأكد من عدم تعامله مع السوق بشكل مباشر أو غير مباشر.