"بيدي لا بيد عمرو"، مقولة تصف حال الشاب معشوق بن غازي العتيبي، الذي يتولى منذ نحو عام مسؤولية المرافعة لمصلحة 300 خريج وخريجة من حملة البكالوريوس في تخصصي الكيمياء الحيوية والإحياء الدقيقة، في الدعوى التي أقاموها ضد وزارتي الصحة والخدمة المدنية أمام ديوان المظالم في الرياض، على رغم أنه ليس محامياً. وتعتبر هذه القضية فريدة من نوعها، فهي، كما يقول العتيبي ل"الحياة"، أول قضية يرفعها خريجون ضد وزارتين"أهملتا توظيفهم مع الحاجة الماسة لهم"، على حد تعبيره. ويضيف أنها دفعت خريجي تخصصات أخرى إلى المطالبة بحقوقهم عبر ديوان المظالم. والعتيبي هو أحد الخريجين المتضررين من عدم تعيينهم، وعلى رغم عدم دراسته القانون، إلا أنه قرر تولي الدفاع عن حقه وحقوق زملائه وزميلاته، ويقول:"استعنت بأصدقاء يعملون في مجال القانون والقضاء في بعض النقاط المهمة، وإضافة إلى اطلاعي على لوائح وزارتي الخدمة المدنية والصحة، ونظام المرافعات الجديد، والاستعانة بالانترنت". وعن الأسباب التي دعته وزملاءه إلى عدم توكيل محام في القضية، يشير العتيبي إلى أنه"ليس هناك أسباب بقدر ما أننا قادرون على أخذ حقوقنا بأنفسنا بشكل أفضل مما إذا وكلنا محامياً، مع احترامي للجميع". واتخذ العتيبي وزملاؤه هذا الموقف تأسياً بالمثل العربي"ما حك جلدك مثل ظفرك". وفي ما يخص الأمور القانونية، فيؤكد أنه تغلب عليها باطلاعه، وكذلك باستشارته بعض المستشارين القانونيين من أمثال المحامي نضال محمد عطا والمحامي هزاع الفغم، فلهم مني كل الشكر. ولكن كيف يتم توفير نفقات القضية؟ يقول العتيبي:"أنفقت عليها كثيراً من مالي ووقتي وجهدي، وكذلك زملائي خصوصاً محمد الكلدي، وفهد باوزير، ويحيى الشهراني، وعلي الزهراني، وفهد الزهراني وبعض الأكاديميين المهتمين بالقضية، وبعض أولياء الأمور". ويضيف أن القضية تطلبت تشكيل لجنة مالية، وأخرى إعلامية، وثالثة للمتابعة والتنسيق، موضحاً أن الجميع بذل جهوداً كبيرة، حتى وصلت القضية إلى وسائل الإعلام والرأي العام والمسؤولين بشكل واضح. وهناك أيضاً"مكاسب معنوية كبيرة حتى الآن بغض النظر عن الحكم النهائي". ويؤكد العتيبي احترامه لديوان المظالم وجهد قضاتهم ومساعديهم، لكنه يأخذ عليه استغراق وقت طويل نسبياً في نظر القضية وعدم إلزام الجهات المعنية بتقديم إفاداتهم بأسرع وقت ممكن، مضيفاً أن ذلك التأخير انعكس سلباً على نفسيات الخريجين والخريجات. ويستطرد قائلاً:"كان الإعلام سندنا الأول بعد الله تعالى، في هذه القضية، وأخص بالشكر وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز على اهتمام ديوانه الخاص بهؤلاء الخريجين وقضيتهم، وكذلك رئيس فرع ديوان المظالم في جدة الشيخ صالح الصالح، والدكتور جلال الدين أعظم، والدكتور احمد أبو خطوة، والدكتور حسين محضار، وجميع من ساندونا من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمستشفيات ورجال الصحافة والكتاب والمحامين". ويذكر أن العتيبي شارك في العديد من الأنشطة، من أهمها عضوية الوفد السعودي الشبابي عامي 1417ه و1423ه إلى سلطنة عمان ومصر، وقائد كشفي منذ عام 1420ه.