تشارك جمعية الثقافة والفنون في المدينةالمنورة في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، بمسرحية عنوانها:"ذهان"، وتدور أحداثها في غرفة أحد المستشفيات، وتتركز حول شخصية عانت عقدة نفسية، كما يقول مؤلفها الكاتب المسرحي محمد السحيمي، تودي بها إلى مرض الذهان، بسبب فقدانها حبها الأول، ليتحرك الحدث المسرحي باستعانة المريض بالظروف الخارجية، في يوم عاصف ممطر، ما ينجم عنه حريق في المستشفى وإحداث بلبلة وفوضى". وحول غياب العنصر النسائي يضيف السحيمي"أن استخدام الرموز والإيحاءات عن المرأة- التي تعتبر هي صلب الموضوع - لم يعوق الحركة التمثيلية في مشاهد المسرحية". أما الرؤية الإخراجية فيقول المخرج بادي التميمي، إن هذه التجربة هي الأولى من نوعها،"بالنسبة إلى مسرح المدينةالمنورة في الاعتماد على الشيكودراما"، موضحاً أنها تعني الدراما النفسية. وبين أن أحداثها:"تدور حول شخص يعاني من مرض الذهان العصبي، وتتناول القصة إسقاطات عوارض المرض، وكأن المتفرج يعيش داخل ذهن المريض ويشاهد ما يمثله الصراع النفسي من خلال المدرسة التجريدية". ونوه التميمي بالمؤثرات السمعية والبصرية، التي تعتمد عليها المدرسة التجريدية في المسرح، مضيفاً:"استعنا بمؤثرات صوتية لموسيقى شرقية، خلافاً لما هو متعارف عليه من استخدام موسيقى عالمية في غالبية الأعمال المسرحية الأخرى... إذ سنقوم باستخدام مؤثرات طبيعية وخدع بصرية وظلال لما يستدعيه الموقف". ويقول رئيس قسم المسرح في فرع الجمعية احمد أبو ربعية إن النجاح الذي حققوه في العام الماضي،"لن نتنازل عنه، إذ قمنا بتقديم مسرحية"جبا ياهوه"وحصلت على المركز الأول على رغم مشاركة مسرحيات عدة، من مختلف المدن في المملكة، إذ عكست المسرحية معاناة المسرح السعودي خلال فترة السبعينات الهجرية، أي زمن الكاتب المسرحي السعودي أحمد السباعي، الذي أسس أول فرقة مسرحية في مكةالمكرمة وأُوقفت من بعض المعارضين". وكانت مسرحية"جبا يا هوه"، وهي من تأليف محمد السحيمي الحاصل على جائزة الكاتب الأول في مهرجان العام الماضي، فيما حصل بادي التميمي على جائزة الممثل الأول، وحصد أبو ربعية جائزة تقديرية عن الإخراج، وعرضت في مكة بمناسبة الاحتفال بالعاصمة الثقافية وفي أبها، وتم إيقافها حداداً على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد عبدالعزيز رحمه الله، ثم رشحت فيما بعد لتمثيل المملكة في مهرجان أبو ظبي كما في مهرجان تونس. وحول غياب العنصر النسائي في المسرح يقول أبو ربعية:"في الأيام القليلة المقبلة سيتم تفعيل النشاط النسائي بافتتاح قسم نسائي في الجمعية، يهتم بالحركة المسرحية في المدينةالمنورة بما يتماشى مع عاداتنا وتقاليد بلدنا".