منذ أن بدأت مكاتب الحج نشاطها، وهناك ضحايا موسميون لها، هؤلاء الضحايا هم الراغبون في الحج والباحثون عن حملات تكفل لهم أداء مناسك الحج بيسر وسهولة، والسير وفق برنامج مُعد. وإلى الموسم الحالي والأحلام تتطاير، فمكاتب الحج الوهمية نشطة حتى قبيل وقت الانطلاق صوب مكة لتجدهم"فص ملح وذاب"، هكذا يروي رعد جبران أبو علة أحد المواطنين الذين غرر بهم، فيقول:"دفعت 7500 ريال لأحد مكاتب حملات الحج العام الفائت لأحج وأمي، ومع قرب موعد الحج اتصلت بالمكتب فلم أجد أي رد، فاتجهت إلى الموقع فإذا بأبوابه موصدة، وترددت مرات عدة على الموقع، وفي كل مرة كنت أجد المكان مزدحماً بالباحثين عن حقوقهم، واتضح لنا في ما بعد أن المؤسسة وهمية. من جهته، يقول الطالب علي إبراهيم سهل:"اتفقت وخمسة من زملائي على الذهاب إلى الحج، وفكرنا في أيسر الطرق لأداء مناسك الحج، فوجدنا أن الالتحاق بإحدى الحملات حل مثالي، اتجهنا إلى أكثر من مكتب واستقر بنا الحال لدى أفضلهم برنامج مُعد وتعامل شفهي راق، دفعنا المبلغ، وانتظرنا موعد الانطلاق مع حملتنا، إلا أننا لم ننطلق". ويؤكد سمير محمد راجح أن الحملة التي التحق بها كانت غير وهمية، ويقول:"التحقت بإحدى الحملات ذات البرامج المميزة والخدمات المشجعة، وانطلقنا لأداء مناسك الحج فوجدنا أن الوهم يكمن في البرنامج والخدمات، إذ واجهتنا مشكلة في السكن وكذلك التنقل، وحتى في وجبات الطعام المقدمة لهم، ونبقى بين همّين، همُّ انطلاق الحملة وإثبات أنها غير وهمية، وهم الالتزام بالبرنامج المُعد والخدمات المعلنة". أما جبريل عقيلي فقد كان محظوظاً، إذ يقول:"التحقتُ بإحدى الحملات وكانت الحملة جداً مثالية وملتزمة ببرامجها وخدماتها كافة، ووجدنا كل سُبل الراحة، ولكن من سوء حظنا أن الحملة توقفت، ولن تكون ضمن حملات هذا الموسم". وفي اتصالٍ أجرته"الحياة"مع مدير أحد مكاتب الحج محمد أبو جبل، أوضح أن الحملات يجب أن تكون مُساهمة خيّرة من مسؤولي المكاتب، ومعونة حسنة تُعين الراغبين في حج بيت الله على إتمام أحد أركان الإسلام، بتخفيف الرسوم وتوفير الخدمات، وقال:"إن المبالغ التي يدفعها المنتسب للحملة لا تعني المكسب المادي والعائد المالي للمكتب، بقدر ما هي كلفة حجه، وأن حملته تتوقف في حال وجود ما يُعيق الصدقية مع المنتسب". ومع إحباط وزارة الحج لما يربو عن خمس عشرة حملة وهمية، للتغرير بحجاج الداخل في مختلف المناطق السعودية، فقد بقيَ الوضعُ هادئاً في جازان. يشار إلى أن قرار الوزارة أفاد بأن المتورطين من أصحاب الشركات والمؤسسات ستتم إحالتهم لإمارات المناطق، لإلزامهم بإعادة ما جمعوه من مبالغ مالية، ومن ثم إحالتهم للقضاء لإصدار حكم شرعي بحقهم، كما أن وزارة الحج دعت في حملاتها الإعلانية عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى الحرص على التعاقد مع مؤسسات وشركات نظامية مصرح لها في موسم الحج الحالي 1427ه، والحصول على صورة من ترخيص المؤسسة والاستفسار من وزارة الحج عن نظامية الشركة من عدمها. إلى ذلك، علمت"الحياة"أن إمارة منطقة جازان لم تتلق إلى الآن أية شكوى في خصوص حملات وهمية لهذا العام.