تتجه أنظار الشارع الرياضي في المنطقة الشرقية مساء اليوم صوب استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام، حيث يقام"دربي"المنطقة بين الاتفاق والقادسية، ضمن منافسات الجولة ال 12 لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، في مواجهة من العيار الثقيل, وعادة ما تكون لقاءات الفريقين ذات طابع ونكهة خاصة لعشاقهما، ولا مكان لأية اعتبارات أو حسابات تسبق صافرة البداية، ففي مثل هذه المواجهات تكون الكلمة العليا للفريق الذي يتمكن من التعامل المثالي مع مجريات اللعب ويستثمر أفراده الفرص المتاحة أمام مرمى الخصم, وكان القادسية حقق الفوز في المواجهتين السابقتين هذا الموسم في بطولة الأمير فيصل بن فهد، ومباراة الدور الأول من الدوري، وهذا ما يزيد من حدة الإثارة والندية في لقاء الليلة، كون الاتفاق يسعى إلى رد الاعتبار والثأر للخسارتين السابقتين، والإعداد المناسب للمباراة الختامية على نهائي كأس الأندية الخليجية أمام القادسية الكويتي الأسبوع المقبل, فيما يحاول"بنو قادس"تأكيد التفوق على المنافس التقليدي واكمال مهمة الهروب من المراكز المتأخرة نحو منطقة الأمان. الاتفاق يعيش استقراراً فنياً منذ استلام التونسي عمار السويح مهمات التدريب، وقدم خلال الجولات السابقة مستوى كبيراً، تقدم على أثرها للمنافسة على اقتحام المربع الذهبي، ولن يتنازل عن نقاط الليلة بسهولة، في ظل الطموحات للعودة إلى المنافسة، إضافة إلى أن هناك حسابات خاصة عندما يكون الخصم القادسية, والمدرب السويح نجح في إيجاد توليفة منطقية، إذ يعمل دائماً على السيطرة على منطقة الوسط، في ظل تحركات القائد إبراهيم المغنم على محور الارتكاز وإلى جواره التونسي وجيه الصغير، كما يتحرك حسين النجعي بحيوية كبيرة في كل أرجاء الملعب, ويساند ظهيرا الجنب راشد الرهيب وجمعان الجمعان الهجمة بفعالية كبيرة مع القيام بالمهمات الدفاعية على أكمل وجه، ويتكفل قلبي الدفاع ماجد العمري وسياف البيشي بالذود عن مرمى ظافر البيشي وتغطية ظهيري الجنب في حال تقدمهما للخطوط الأمامية، ويوجد في خط المقدمة صالح بشير وخالد السويهلي، وأثبت هذا الثنائي جدارته في قيادة الهجوم الاتفاقي، وكلاهما يملك القدرة الكافية للوصول إلى مرمى الخصم، ومشاركة يسري الباشا واردة في الشوط الثاني، ومتى ما حدث ذلك ستزداد قوة الفريق الاتفاقي، فهو مهاجم نهاز وخطر. وعلى الطرف الآخر، يدخل"بنو قادس"المواجهة وهدفهم النقاط الثلاث، من أجل الهروب من القاع، الذي بات يهدد مستقبل الفريق في دوري الأضواء، ويسعى المغربي عبدالغني بنصري إلى استعادة شيء من هيبة الفريق، وتحقيق الفوز أمام المنافس التقليدي ما من شأنه إعطاء اللاعبين دفعة معنوية قوية في بقية المواجهات, وأبدت الجماهير القدساوية استياءها الشديد من تواضع أداء الثلاثي الأجنبي، وانعدام الفائدة من خدماتهم، وهددت الإدارة المحترفين الأجانب والمدرب بالاستغناء في حال الفشل في مباراة الليلة، وبنظرة فنية تفتقد خطوط القادسية للانسجام، فالأداء الفردي يقلل من خطورة الهجمة، ويفتح مساحات كبيرة لمهاجمي الخصم، ويتألق يوسف السالم في خط المقدمة وإلى جواره الشاب محمد السهلاوي, ولعل الأول أكثر خطورة وتعول عليه الجماهير الشيء الكثير, ويعاب على الوسط القدساوي سوء المساندة الدفاعية، والاندفاع في معظم الأحيان للخطوط الأمامية, ومن المنتظر أن يعتمد بنصري على خالد الحرندا وزكريا الهداف ومحسن الشهري وعبدالمطلب الطريدي في خط الدفاع، وهذه الأسماء هي الأمثل للدفاع عن شباك هاني العويض، وتبدو مهمة رباعي الوسط صالح الغوينم والمغربيين أحمد صادق ومحمد المديحي واحمد الرويعي صعبة من أجل مجاراة الوسط الاتفاقي والتفوق ميدانياً, ودائماً ما تحمل لقاءات الفريقين في طياتها الشيء الكثير من اللمحات الفنية التي ترتقي لتطلعات الجماهير عامة، وجماهير الفريقين خاصة، ويعتبر الفوز بمثابة البطولة الخاصة لدى محبي الفريقين, لذا سيكون الحضور الجماهيري أحد العلامات المميزة لدربي الشرقية هذا المساء، وسيحمل الطرفان شعار الفوز ولا شي غيره منذ صافرة البداية، وتبقى الطموحات متباينة، فالاتفاق يبحث عن المنافسة على مراكز المقدمة، والقادسية ينشد الهرب من معمعة الهبوط باكراً.