تدخل منافسات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم منعطف الإثارة مساء اليوم، عندما يلتقي قطبا الشرقية القادسية والاتفاق في مواجهه من العيار الثقيل، ويحرص الفريقان على عدم التفريط في النقاط سعيا إلى المنافسة على المراكز المتقدمة باكراً، وعادة ما تكون لقاءات الفريقين ذات طابع ونكهة خاصة لعشاقهما، ولا مكان لأي اعتبارات أو حسابات تسبق صافرة البداية، فمثل هذة المواجهات تكون الكلمة العليا فيها للفريق الذي يتمكن من التعامل المثالي مع مجريات اللعب، ويستثمر لاعبوه الفرص المتاحة أمام مرمى الخصم، وكان القادسية حقق الفوز في المواجهة الأولى هذا الموسم في بطولة الأمير فيصل بن فهد، ما يزيد من حدة الإثاره والندية في لقاء الليلة، كون الاتفاق يسعى إلى رد الاعتبار والثأر من الخسارة السابقة، فيما يحاول بنو قادس تأكيد أفضليتهم وتفوقهم على جارهم وغريمهم اللدود. ويعيش الفريقان شيئاً من الاستقرار الفني والجاهزية العددية، فالاتفاق قدم صورة رائعة أمام النصر في الدوري واستحق الفوز ولن يتنازل عن نقاط الليلة بسهولة، في ظل الطموحات للعودة إلى المنافسة على بطولة الدوري، إضافة إلى أن هناك حسابات خاصة عندما يكون الخصم القادسية، والمدرب البرازيلي باتريسيو نجح في إيجاد توليفة منطقية، إذ يعمل دائماً للسيطرة على منطقة الوسط في ظل تحركات القائد إبراهيم المغنم على محور الارتكاز وإلى جواره البرازيلي جوليو سيزار. كما يتحرك حسين النجعي بحيوية كبيرة في كل أرجاء الملعب، ويساند ظهيرا الجنب راشد الرهيب ووليد الرجاء الهجمة بفاعلية كبيرة مع القيام بالمهام الدفاعية على أكمل وجه، ويتكفل قلبا الدفاع ماجد العمري وسياف البيشي بالذود عن مرمى ظافر البيشي وتغطية الرجاء والرهيب في حال تقدمهما للخطوط الأمامية. وستكون عودة المهاجم يسري الباشا ذات تأثير إيجابي، فهو مهاجم خطر ويتعامل بمثالية مع الكرات التي يتحصل عليها قرب المنطقة، وقدم أداء رائعاً امام الهلال فبل أن يخرج مصاباً، ووجود مهاجم بقدرات صالح بشير إلى جانب الباشا يزيد من قوة وخطورة الهجمة الاتفاقية، وهناك أسماء يمكن لباتريسيو أن يستعين بها في الشوط الثاني أمثال التونسي خالد السويهلي وعبدالرحمن القحطاني. وعلى الطرف الآخر يدخل بنو قادس المواجهة بمعنويات مرتفعة بعد النتائج الإيجابية في كأس الأمير فيصل بن فهد، ويحاول مدربه المغربي عبدالغني بن ناصري مواصلة الأداء الجيد والإطاحة بالاتفاق والتي من شأنها إعطاء اللاعبين دفعة معنوية قوية في باقي المواجهات، ويتألق في الصفوف القدساوية يوسف السالم في خط المقدمة وإلى جواره الشاب محمد السهلاوي، ولعل الأول أكثر خطورة وهو هداف من الطراز الفريد، وقاد فريقه إلى انتصارين امام الاتفاق والخليج، وتعول عليه جماهير الفريق الشيء الكثير، ويوجد في الوسط الرباعي صالح الغوينم وعبدالله مبارك والمغربيان أحمد صادق ومحمد المديحي. ويعيب على خط الوسط القدساوي سوء المساندة الدفاعية والاندفاع في معظم الأحيان للخطوط الامامية، وقد ضم المدرب بن ناصري المدافع المخضرم زكريا الهداف لقيادة خط المؤخرة، ويسانده في هذه المهمة سلمان الخالدي وعبدالمطلب الطريدي. وتبدو كفة الفريقين متكافئة من النواحي الفنية، وهذا يؤكد أن الجماهير ستكون موعودة بمواجهة تليق بسمعة الناديين وبپ"دربي"الشرقية، ودائماً ما تحمل لقاءات الفريقين في طياتها الشيء الكثير من اللمحات الفنية التي ترتقي لتطلعات الجماهير عموماً وجماهير الفريقين خصوصاً، ويعتبر الفوز بمثابة البطولة الخاصة لدى محبي الفريقين، لذا سيكون الحضور الجماهيري إحدى العلامات المميزة لپ"دربي"الشرقية هذا المساء.