تتجه أنظار رياضيي القارة الآسيوية اليوم صوب العاصمة الماليزية كوالالمبور، لمتابعة مراسم قرعة نهائيات بطولة أمم آسيا 2007. وتأتي القرعة بعد عشرة أشهر من المنافسات القوية بين 24 منتخباً في مراحل التصفيات الآسيوية، التي أقيمت في 22 دولة آسيوية، تأهل على إثرها 16 منتخباً إلى النهائيات المقبلة. ويتوجب على المنتخبات المتأهلة، باستثناء منتخبات ماليزيا واندونيسيا وفيتنام وتايلاند المستضيفة للبطولة، أن تجتاز المنافسات الشرسة في تصفيات مجموعات النهائيات لكي تضمن مقاعدها، وينطبق ذلك على المنتخبات الآسيوية الكبيرة. وشهدت النسخ الست الأخيرة لنهائيات أمم آسيا تتويج بطلين، تبادلا الكأس بينهما، هما"الأخضر"السعودي و"الساموراي"الياباني، وذلك منذ عام 1984، ولم تعرف أي فائز آخر في الأعوام ال22 الماضية. كانت بداية المنتخب السعودي في سلسلة الاحتكار عندما توج في أول مشاركة له في النهائيات التي أقيمت في سنغافورة عام 1984، ليعلن عن نفسه منافساً حقيقياً على الساحة الكروية الآسيوية منذ ذلك الحين، وبقيت الكأس في خزانة الاتحاد السعودي ثمانية أعوام متتالية، وذلك عندما عاد"الأخضر"من جديد وتُوّج باللقب للمرة الثانية على التوالي في نسخة عام 1988، التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، وتغلب فيها المنتخب السعودي الذي كان يدربه حينها البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا، في المباراة النهائية على نظيره الكوري الجنوبي بالركلات الترجيحية. وهبت رياح التغيير على القارة الصفراء بدخول عقد التسعينات، عندما تمكّن"الساموراي"من الفوز بلقب البطولة التي استضافها، بعد أن هزم"الأخضر"في المباراة النهائية بهدف وحيد. وتمكّن المنتخب السعودي من العودة إلى منصات التتويج بعد أربعة أعوام، في النهائيات التي أقيمت في الإمارات عام 1996، حيث جمعته المباراة النهائية بالمنتخب الإماراتي، وانتهى وقتاها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، قبل أن يتغلب المنتخب السعودي بفارق الركلات الترجيحية 4-2. وبعد أربعة أعوام، وفي النسخة التي أقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2000، تأهل"الصقور الخضر"إلى المباراة النهائية، وشاءت الأقدار أن يواجه المنتخب الياباني في اللقاء النهائي، الذي انتهى لمصلحة الأخير بهدف وحيد، لتتخذ الكأس الآسيوية ارض"بزوغ الشمس"بيتاً لأربعة أعوام، قبل أن يتمكن المنتخب الياباني من الدفاع عن لقبه بنجاح في نسخة عام 2004 التي أقيمت في الصين، بعد تغلبه في المباراة النهائية على نظيره الصيني 3-1. ويعد"ابن آسيا الجديد"منتخب استراليا، الذي تأهل بعد ان تصدر المجموعة الرابعة، تاركاً"الأحمر"البحريني و"الأزرق"الكويتي يتصارعان على البطاقة الثانية عن المجموعة، التي ظفر بها أخيراً المنتخب البحريني، من المنتخبات القوية التي ستضفي على"أمم آسيا"نكهة كروية مثيرة، وسيصعّب المنافسة على بقية المرشحين للظفر باللقب الآسيوي. أما المنتخب الإيراني فيعد الوحيد الذي تأهل من دون أن يلقى أية خسارة، أما حامل اللقب المنتخب الياباني فابتسم له الحظ عندما أوقعته قرعة التصفيات إلى جانب منتخبات السعودية والهند واليمن، وبلغ التأهل برفقة"صقور السعودية"، ويعد المنتخب السعودي مع نظيره الياباني مركزين للكأس الآسيوية منذ عام 1984. أما وصيف النسخة السابقة المنتخب الصيني، فبدأ التصفيات بنتائج جيدة، قبل أن يتراجع مستواه ويسلّم زعامة المجموعة الخامسة للمنتخب العراقي، الذي خاض جميع مبارياته على ارض محايدة، مقدماً عروضاً قوية أهلته لأن يتوج بطلاً للمجموعة. بينما جاء تأهل المنتخب الإماراتي بسهولة، بعد أن حقق أربعة انتصارات متتالية، ليضمن مقعده في النهائيات بعد أن فاز في مباراة"الدربي"ضد عمان بهدف وحيد. والحال ذاتها تنطبق على المنتخب القطري، الذي لم يواجه صعوبة تذكر في حجز بطاقته إلى النهائيات، تاركاً المنتخب الأوزبكي يتصارع مع هونغ كونغ على البطاقة الثانية، قبل أن يتأهل للنهائيات بعد فوزه في اليوم الأخير من التصفيات على نظيره القطري.