ارتبط اسم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، بالمنافسات الآسيوية في كل وقت وحين، وذلك نظراً للتاريخ الكبير، والسمعة المميزة التي جاءت بعد أن قدمت المنتخبات الوطنية الكثير من الإنجازات في جميع الدرجات الكروية ( أول ، شباب ، ناشئين )، منذ تأسيس الاتحاد السعودي للعبة عام 1959 م. وبالنظر إلى أكبر بطولات القارة وأهمها " كأس أمم آسيا "، يتبوأ الأخضر السعودي مكانة مرموقة بين المنتخبات المشاركة، عطفاً على الإرث المميز الذي يمتلكه المنتخب الوطني منذ أن وطأت أقدام لاعبيه نهائيات كأس القارة في سنغافورة عام 1984م. ورغم غياب المنتخب السعودي عن أول سبع نسخ من كأس أمم آسيا، إلا أنه يحمل رقماً مميزاً يتمثل بحصوله على اللقب في ثلاث مناسبات، فضلاً عن حلوله في مركز الوصيف في ثلاث أخرى، من أصل تسع مشاركات خاضها حتى الآن. وأولى مشاركات المنتخب السعودي في نهائيات أمم آسيا بشكل عام، كانت في تصفيات كأس القارة عام 1976م، وحينها وقع المنتخب في المجموعة الثانية مع كل من العراقوقطر وأفغانستان، وأقيمت التصفيات ذهابًا وإيابًا في العراق، حيث تمكن الأخضر من التأهل كوصيف للمجموعة إلى نهائيات القارة إلا أنه انسحب قبل خوضه غمار البطولة. وجاءت أولى المشاركات الرسمية بنهائيات القارة في سنغافورة عام 1984م، وحينها وقع المنتخب السعودي في المجموعة الأولى التي ضمّت إلى جانبه كل من: الكويت وقطروسورياوكوريا الجنوبية، حيث تمكن الأخضر من تصدّر مجموعته ب 6 نقاط، متفوقاً على كوريا الجنوبية " الوصيف "، بعد أن تعادل بهدف لمثله أمام كوريا الجنوبيةوقطر، مع تحقيق لانتصارين أمام سوريا والكويت وبذات النتيجة ( هدف مقابل لاشيء ). وفي الدور النصف النهائي واجه الأخضر نظيره منتخب إيران، واستطاع التفوّق عليه بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 4/5 بعد أن سجّل ماجد عبدالله هدف التعادل في الدقيقة ال 90 من عمر اللقاء. وجمعت المباراة النهائية للبطولة، المنتخب السعودي ونظيره الصيني، في لقاء تألق من خلاله نجوم الأخضر آنذاك، وكسبوا نظراءهم الصينيين بثنائية جاءت عن طريق شايع النفيسة وماجد عبدالله على التوالي، ليحقق المنتخب السعودي أول لقب قاري في تاريخه في أول مشاركاته الرسمية. والمشاركة الثانية للمنتخب السعودي، لا تقل تألقاً وتفوقاً عن سابقتها، حين استطاع الفريق المحافظة على اللقب القاري الكبير للنسخة الثانية على التوالي، التي احتضنتها العاصمة القطريةالدوحة عام 1988م، وبمشاركة 10 منتخبات آسيوية. وأوقعت القرعة الأخضر في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات الصينوسوريا والكويت والبحرين، حيث تفوّق في المواجهة الأولى أمام سوريا بهدفين دون مقابل، قبل أن يتعادل مع الكويت سلباً، والبحرين 1-1، وفي اللقاء الأخير كسب نظيره الصيني مجدداً بهدف وحيد دون مقابل، ليتأهل بذلك كمتصدر للمجموعة. وفي دور الأربعة واجه المنتخب السعودي نظيره الإيراني في نسخة مكررة من الدور النصف نهائي في سنغافورة، وفي هذه المباراة استطاع المنتخب السعودي كسب خصمهم بهدف وحيد حمل توقيع ماجد عبدالله. وفي اللقاء الختامي على اللقب القاري، واجه المنتخب السعودي نظيره منتخب كوريا الجنوبية، واستطاع الأخضر كسب اللقاء والظفر بالكأس للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن تفوّق عليه بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 4-3. وعادت كأس الأمم الآسيوية، لتحط رحالها في شرق القارة مجدداً، حين استضافت اليابان البطولة للمرة الأولى في تاريخها، وشارك المنتخب السعودي للمرة الثالثة في تاريخه كحامل للقب في نسختين ماضيتين، ووضعت القرعة الأخضر حينها في المجموعة الثانية مع كل من تايلاندوالصينوقطر، واستطاع المنتخب تجاوز دور المجموعات مجدداً بفوزه على تايلاند 4-0 ، وتعادله مع الصينوقطر بذات النتيجة 1-1 . وفي الدور النصف نهائي، اختلف الخصم هذه المرة للمنتخب السعودي، بعد أن واجه شقيقه الإماراتي للمرّة الأولى في تاريخ المسابقة، واستطاع كسبه والتفوق عليه بنتيجة 2-0 حملت توقيع سعيد العويران وفهد الهريفي. والمواجهة النهائية على اللقب، واجه فيها نجوم الأخضر مستضيف البطولة " منتخب اليابان " أمام جماهيره الغفيرة، وفيها خسر الأخضر اللقب الذي عاش 8 سنوات متتالية في أحضانه، وبنتيجة 0-1. ولم يكتف المنتخب السعودي بما تحقق في النسخ الثلاث الأولى له في تاريخ مشاركاته بنهائيات كأس آسيا، بل واصل مسيرة النجاح أعواماً أخرى، وذلك بعد أن عاد استعاد اللقب الذي خسره في اليابان، حين خاض نهائيات القارة عام 1996م في الإمارات، حيث وقع الأخضر في المجموعة الثانية إلى جانب تايلند والعراق، بالإضافة إلى إيران، ومنها تصدّر المنتخب السعودي مجموعته بفوزين متتاليين على تايلند 6-0 والعراق 1-0، قبل أن يخسر في لقاء تحصيل حاصل أمام إيران 0-3. وفي الدور الربع نهائي، واصل الأخضر تألقه وكسره للحاجز الصيني، بعد أن تغلّب عليه مجدداً في البطولة القارية بنتيجة 4-3، وفي دور الأربعة رد خسارته للمنتخب الإيراني حين استطاع تجاوزه نحو المباراة النهائية وبركلات الجزاء الترجيحية 4-3. وفي المباراة النهائية التي واجه فيها نجوم الأخضر المنتخب المستضيف " الإمارات "، وقفت الخبرة والباع الطويل في البطولات القارية إلى جانب المنتخب السعودي، بعد أن ابتسمت ركلات الجزاء الترجيحية مرة أخرى 4-2، ومنها حصدت السعودية لقبها القاري الثالث في رابع مشاركاتها الرسمية بالنهائيات. نسخة أخرى من البطولة، احتضنتها الملاعب العربية، وبمشاركة المنتخب السعودي، حين استضافت لبنان نسخة عام 2000 من البطولة، وفيها وقع الأخضر في المجموعة الثالثة إلى جانب أوزباكستان وقطر واليابان. واجه المنتخب السعودي نظيره الياباني في اللقاء الافتتاحي، وحظرت فيه البداية المتعثّرة للأخضر بنتيجة 4-1، ثم تعادل مع قطر سلباً، وفي اللقاء الأخير خرج الأخضر من عنق الزجاجة وكسب البطاقة الثانية المسجّلة بفوزه على منتخب أوزباكستان بخماسية نظيفة، حضر معها " الهاتريك الأول " في تاريخ المسابقة الذي سجّله لاعب المنتخب السعودي السابق محمد الشلهوب. وفي الدور الربع نهائي، كان المنتخب الكويتي خصماً للأخضر، وفي اللقاء الخليجي الآسيوي، استطاع المنتخب السعودي كسب المواجهة لصالحه بنتيجة 3-2، قبل أن يواجه كوريا الجنوبية في دور الأربعة، واستطاع عبوره بهدفين حملا توقيع طلال المشعل. المباراة النهائية كانت نسخة طبق الأصل من اللقاء الختامي من البطولة عام 92، حين واجه الأخضر نظيره الياباني، الذي حصد لقبه الثاني على في تاريخه أمام ذات الخصم " السعودي " ، وبنفس النتيجة 1-0. ومع نهاية النسخة اللبنانية من البطولة، بدأ أداء ونتائج الأخضر في التراجع تدريجياً، حيث لم يحظى بالنجاحات السابقة التي دأب على تقديمها طوال 16 عاماً ( 1984 – 2000 م)، ففي الصين عام 2004م، وخلال تواجده في المجموعة الثالثة إلى جانب العراق وتركمانستان وأوزباكستان، سجّل الأخضر أول خروج في تاريخه من دور المجموعات، بعد أن تعادل مع تركمانستان 2-2، قبل أن يخسر من أوزباكستان0-1، ومن العراق 1-2، ليودّع البطولة بشكل نهائي في المركز الأخير. عاد الأخضر للبطولة الآسيوية مجدداً في نسختها الإندونيسية عام 2007م، وفيها كانت الآراء والأطروحات متباينة حول قدرة المنتخب على تجاوز كبوة الصين الماضية، أم مواصلة السقوط مجدداً، إلا أن المنتخب السعودي وبتشكيلة جديدة وصاعدة، قدّم أفضل المستويات خلال جميع أدوار البطولة. والبداية كانت حين وضعته القرعة مع الأخضر إلى جانب كوريا الجنوبية، وإندونيسيا " المستضيف "، ومنتخب البحرين، ومنها استطاع الأخضر تجاوز الدور الأول بتعادله أمام كوريا الجنوبية 1-1، وفوزين متتاليين على إندونيسيا 2-1، والبحرين 4-0. وفي دور الثمانية التقى الأخضر بنظيره المتطوّر منتخب أوزباكستان، حيث استطاع المنتخب الوطني مواصلة تألقه بتحقيقه الفوز بنتيجة 3-2، وفي دور الأربعة واجه المنتخب السعودي منافسه التاريخي منتخب اليابان، حيث استطاع نجوم الأخضر رد الدين لخصمهم بتحقيقهم لفوزٍ ثمين بنتيجة 3-2، إلا أن انطلاقة الأخضر توقفت عند المباراة النهائية، بعد أن استطاع منتخب العراق التتويج باللقب لأول مرة في تاريخه على حساب المنتخب السعودي وبهدف وحيد دون مقابل. آخر النسخ الآسيوية من البطولة الكبرى التي عادت إلى قطر مجدداً، حملت ذكرى سيئة للمنتخب السعودي، حيث سجّل الأخضر أسوأ نتائجه على الإطلاق، بعد أن وقع في مجموعة ضمّت إلى جانبه منتخب اليابان والأردن وسوريا، وخرج منها خالي الوفاض دون تحقيق أي نقطة، وبثلاث خسائر متتالية وضعته في المركز الأخير. وتعد النسخة الحالية من البطولة " 2015 " التي ستنطلق في استراليا بعد أيام، فرصة مناسبة لنجوم المنتخب السعودي لنسيان الماضي، وإعادة كتابة رواية التميّز الكروي في القارة الصفراء، الذي حضر في سبع نسخ كاملة من أصل تسع شارك بتا، حيث سيخوض الأخضر لقاءات البطولة في المجموعة الثانية إلى جانب كل من أوزباكستان وكوريا الشمالية والصين، ويمني النفس بأن يبتسم التوفيق له مجدداً في تسجيل نتائج مميزة تعوّض التراجع المخيف في السنوات الأخيرة للمنتخب السعودي الأول. وبالنظر إلى هدّافي المنتخب السعودي في النهائيات الآسيوية، يتصدّر ياسر القحطاني قائمة الهدّافين برصيد ستة أهداف، ويليه في المركز الثاني ثلاثة لاعبين معتزلين وهم يوسف الثنيان وفهد الهريفي وفهد المهلل برصيد أربعة أهداف، ويتساوى أربعة لاعبين في المركز الثالث برصيد 3 أهداف وهم ماجد عبدالله ومحمد الشلهوب ونواف التمياط وطلال المشعل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأخضر السعودي يتسلّح بالتاريخ لمواجهة الكأس الآسيوية