ارتفاع سعر الذهب إلى 2706.76 دولار للأوقية للمرة الأولى    ارتفاع سعر الروبل مقابل العملات الرئيسية    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول أمطار على معظم مناطق المملكة    مغادرة الطائرة الإغاثية السادسة لمساعدة الشعب اللبناني    ديربي القمة    «حرب العصابات».. ورقة «حزب الله» الأخيرة    «صرخات مؤلمة».. تكشف مقتل الطفلة سارة    فريد الأطرش .. موسيقار الأزمان    «إندبندنت»: النساء بريئات من العقم.. الرجال السبب!    السياسة الخارجية تغير آراء الناخبين في الانتخابات الأمريكية    سينر وألكاراز يواصلان تألقهما وينتقلان إلى نهائي "The six Kings Slam"    5 مواجهات في انطلاقة دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة    لصوص الأراضي.. القانون أمامكم    الدفاع المدني ينبه من استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة    «تحجّم».. بحذر!    اللثة.. «داعمة الأسنان» كيف نحميها؟    استيقظ يااا مانشيني    المساقي عليها تضحك العثّري    الحل في لبنان.. يبدأ من لبنان    إيطاليا: مقتل السنوار يدشّن «مرحلة جديدة»    التسويق الوردي!    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً عن هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية    تركي بن طلال.. العاشق المحترف    الابتعاث للدراسة الأكاديمية للباراسيكولوجي    مفهوم القوة عند الغرب    أبسط الخدمات    «وقاء نجران» يشارك في مهرجان مزاد الإبل بأعمال الفحص والتقصي    عبدالرحمن يحصد ذهبية الاسكواش بالألعاب السعودية    ذاكرة الهلال لن تنساني    الأمير فيصل بن سلمان يدشّن الأعمال الكاملة للمؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى    إنفاذًا لتوجيهات القيادة: تمديد فترة تخفيض سداد المخالفات المرورية    العلاقات العربيّة / الصينيّة: نحو مجتمعٍ ذي مصيرٍ مُشترَك    الحضور السعودي «أوروبياً» .. لردم هوة العثرات العالمية    الدولار يدخل معركة الرئاسة الأمريكية    «وثيقة الإيمان في عالَم متغير».. إعلان عالمي يؤكد مركزية الدين في قيام الحضارات وازدهارها    قمة الشباب والنصر تشعل عودة دوري روشن بعد فترة التوقف    الهلال ينهي تحضيراته لمواجهة الفيحاء وتأكد غياب بونو    وزير الإعلام يفتتح أكاديمية "واس" للتدريب الإخباري بالرياض    «اسبقيه بخطوة»... معرض للكشف المبكر ومكافحة سرطان الثدي    «المواصفات السعودية» : تبني المنشآت الصناعية لمعايير الجودة يعزز قدراتها التنافسية والإنتاجية    محمية الشمال للصيد.. رؤية الحاضر بعبق الماضي    الأمير فيصل بن بندر يطلع على إنجازات جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض    وزير الثقافة يشهد توقيع هيئتي المتاحف والتراث أربعة برامج تنفيذية في الصين    برقية شكر للشريف على تهنئته باليوم الوطني ال94    تجمع الرياض الصحي الأول يطلق فعاليات توعوية بمناسبة "اليوم العالمي للإبصار"    الشؤون الإسلامية في جازان تنظم جولة دعوية في بيان مفهوم الأمن الفكري والحديث عن نعمة الأمن    متوفاة دماغيًا تنقذ ثلاثة مرضى في الأحساء    السعودية تترأس اجتماعات الدورة ال 35 لمجلس الوزراء العرب لشؤون البيئة    اليوم..ظهور القمر العملاق في سماء السعودية    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة لمساعدة الشعب اللبناني    36 ألف جولات رقابية على جوامع ومساجد منطقة المدينة المنورة    نباح من على منابر الشيطان    السعودية إنسانية تتجلى    أمير المدينة يناقش مع البنيان الموضوعات المرتبطة بقطاع التعليم بالمنطقة    أمير القصيم يرأس اجتماع "الإسكان".. ويستقبل مجلس الربيعية    نائب أمير تبوك يستقبل أعضاء جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليا    أمين الطائف يقف على المشاريع التطويرية بالمويه وظلم    26 من الطيور المهددة بالانقراض تعتني بها محمية الملك سلمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



500 مليون ريال قيمة العود "المغشوش" في الأسواق . طارق المسلم ل"الحياة": السعودية أكبر سوق للعطورات في العالم وحجم الاستثمار في "العود" يتجاوز بليوني ريال
نشر في الحياة يوم 18 - 12 - 2006

أكد الرئيس التنفيذي لعالم الصفوة للتجارة والعطورات طارق المسلم، أن حجم الاستثمار في مجال العطورات يتجاوز بليوني ريال سعودي، ويوجد أكثر من 5 آلاف نوع من العطور في السعودية، مشيراً إلى زيادة اهتمام السعوديين بالعطور خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصاً العطورات العطورات الغربية، لافتاً إلى أن العطورات الشرقية من العود ومشتقاته والورد تسمى هدية الملوك والأمراء، وأنها أعلى سعراً من الذهب، وقدّر المسلم حجم الزيادة السنوية على سوق العطورات بأكثر من 20 في المئة، حيث تحتضن السوق السعودية أكثر من 30 ألف طن من العود ومشتقاته العطرية. وأضاف أن السعودية تعتبر الدولة الأولى في حجم استهلاك العود بنسبة تبلغ 80 في المئة من السوق العالمية.
وأوضح المسلم أنه يوجد في السعودية أكثر من 3 آلاف تاجر للعطورات بأنواعها. وأوضح أن شدة المنافسة ستساعد على تفوق العطورات الجيدة، من دون غيرها، إذ إن البقاء للأفضل، وأن هذا الأمر سيساعد في انخفاض الأسعار بنسبة 15 في المئة على سوق العطورات الشرقية. جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه"الحياة"، فإلى الحوار:
تجارة العطور تشهد الكثير من المتغيرات والعرض والطلب كيف تقيمون ذلك؟
- يوجد في السعودية أكثر من 5 آلاف نوع من العطور بأنواعها إلا أنها تختلف، بحسب الجودة والنوعية، وكذلك فإن الإقبال ازداد في شكل لافت على العطور الشرقية، خصوصاً المخلطات التي لم يكن لها وجود قبل سنوات قليلة، وأعتقد أن لكل إنسان ذوقاً في العطور، إلا أن دهن العود والورد الطائفي والمسك والعود تتصدر القائمة بالنسبة إلى مستوى المبيعات والإقبال.
كم يبلغ حجم كميات العود المتوافرة في السعودية؟ وما المواسم الأكثر إقبالاً؟
- الجميع يعلم أن العود ومشتقاته يسمى"هدية الملوك والأمراء"، وأن أسعار العود الأصلي أغلى من الذهب بحيث يصل سعر كيلو العود الهندي القديم المخزن إلى مئة ألف ريال.
أما بالنسبة إلينا في"عالم الصفوة"فلا يوجد موسم معين، لكن أجمع تجار العود على أن شهر رمضان هو الموسم الرئيسي، خصوصاً أنه يشهد استهلاكاً تتجاوز قيمته600 مليون ريال من العود ومشتقاته من المعمول والمبثوث والدهن والمخلطات والورد الطائفي، وكذلك بعض العينات المخلوطة مع العطور الفرنسية، وذلك بنسبة زيادة سنوية في الإقبال على العطور تتجاوز 20 في المئة. ويوجد في السوق السعودية أكثر من 30 ألف طن من العود.
العمل في هذا المجال الواسع أقرب ما يكون إلى تصميم الأزياء التي تعتمد على الإبداع والذوق الرفيع. وتعتبر السعودية الدولة الأولى من حيث استهلاك العود حيث تستهلك بنسبة 80 في المئة من حجم سوق العود في العالم.
وماذا عن الأسعار، والمناطق الأكثر استهلاكاً؟
- تتفاوت أسعار كيلو العود بين 80 و90 ألف ريال، وتعتبر الرياض هي المنطقة الأكثر استخداماً للعود تليها مكة المكرمة ثم دبي ثم المنطقة الجنوبية في السعودية. ويتم استيراد العود ومشتقاته من إندونيسيا التي يأتي منها ما نسبته 70 في المئة من حجم المستورد في السعودية، بعدها ماليزيا وكمبوديا، وكذلك فإن استهلاك العود يقدر بمئات الملايين وأن تجّاره في السعودية يتجاوز عددهم 3 آلاف.
والعود الجيد هو الذي يستخرج من أشجار تجاوز عمرها 60 عاماً، أما الإقبال فتزايد من الشباب والنساء بشكل كبير على العود في رمضان وغيره من المواسم، وكذلك المخلطات التي أصبحت أكثر من ألف مخلط عطري، تحتوي على العود ودهنه والعنبر والمسك والورد الطائفي وغيرها من الروائح العطرية التي يعشقها السعوديون.
وهناك أنواع من العود انتشرت خلال الفترة الماضية، وهو العود المصنع في دول شرق آسيا، ثم يأتي إلى السعودية، ووصل السعر إلى 20 ألف ريال في بداية انتشاره، ثم تراجع سعره حتى وصل إلى 2500 ريال، خصوصاً بعدما حذّر كثير من الأطباء من استخدامه لما له من تأثيرات جانبية، وأنه من المفترض أن يتم سحبه من الأسواق السعودية لما سيلحقه من أضرار بصحة الإنسان المستنشق له.
أشرتم إلى عود طبيعي من أشجار قديمة وإلى عود اصطناعي... هل لكم أن تحدثونا عن كيفية استخلاص العود ودهنه، وكذلك عن المواد الطبيعية التي تستخدم في تركيبات العطور؟
- أولاً العود ينشأ نتيجة إصابة الأشجار بالبكتيريا، وهي نوع معين من الطفيليات تتغذى بمادة تفرزها الأشجار والفضلات التي تخلفها هذه الطفيليات هي مادة العود. وهو عبارة عن خشب داكن اللون، وتعتبر عملية استخلاصه عملية صعبة جداً ومعقدة وتحتاج إلى وقت طويل، فكل 10 كيلوغرامات تقريباً من أخشاب العود تنتج حوالى 10 تولات من دهن العود الطبيعي النقي، ويحفظ بين 3 و 7 سنوات في أماكن مغلقة.
كم يقدر حجم السوق السعودية؟ وكم تبلغ حصتكم من هذه السوق؟
- نحن في السوق السعودية يوجد معنا في هذا المجال عشرات الشركات ومئات المحال، التي تبيع العطورات بأنواعها، سواء شرقية أم غربية، وأعتقد أن حصتنا لا تقارن بشركات كبيرة، خصوصاً أننا نخاطب طبقة معينة من المجتمع السعودي، وهم النخبة والصفوة في السعودية، ويتجاوز حجم الاستثمار في هذا المجال بليوني ريال باعتبار أن السوق السعودية أكبر سوق عالمية في مجال العطورات الشرقية والعود ومشتقاته.
ما أسباب نمو حجم الاستهلاك بالنسبة للعطورات بشكل عام خصوصاً في السنوات الثلاث الماضية؟
- أعتقد أن السعوديين أصبحوا قادرين على المعرفة والتمييز بين الجيد والرديء، كما أن الوعي الحاصل دفع كثيراً منهم إلى العودة إلى العطورات الشرقية والعود ومشتقاته، بدلاً عن العطورات الغربية"الخفيفة جداً"التي لا يبقى من رائحتها شيء. ويضاف إلى ذلك الشباب الذي يمثلون الشريحة العظمى من مستهلكي العطور الشرقية. وكذلك فإن النساء يملكن ذوقاً رفيعاً في هذا الجانب، وأصبح لدى كثيرات منهن عطور خاصة لهن بحسب أذواقهن.
وأعتقد بأن في السنوات الماضية لم يكن هناك اهتمام كبير في جانب المخلطات، أما الآن في الوقت الحالي أصبح هناك منافسة كبيرة في هذا الجانب.
ما توقعاتكم حول أوضاع أسواق العطور وأسعارها في السعودية؟
- العمل في مجال العطور يعتمد على الخبرة، وكثيرون دخلوا الاستثمار في هذا المجال، معتقدين أن المسالة تسويق فحسب، لكنهم تفاجأوا في نهاية الأمر بعدم تمكنهم من الاستمرار. وكذلك صُدِم كثر من التجار في هذا المجال بحالات غش كثيرة، وإن دل ذلك على شيء، فإنه يدل على خطورة العمل في مجال العطور والعود، إلا على أصحاب الخبرة الكافية. أما في ما يتعلق بالأسعار فإن المنافسة ستجعل الأسعار تنخفض قليلاً عما عليه الآن بنسبة 15 في المئة.
تحدثتم عن التقليد والغش التجاري... كيف يمكن التعامل مع هذه الأمور؟
- أولاً هذا المجال يوجد فيه غش كثير، خصوصاً أن الخبراء في هذا المجال قليلون جداً، ويتشابه كثير من المنتجات، إلا أن بعض المحال والشركات المعروفة تعتمد على بناء علاقة قوية بينها وبين العملاء من خلال التقديم، ونحن - ولله الحمد - نعتمد على الصدقية والجودة العالية من خلال توفير منتجات عالية الجودة لعملائنا الذين يتجاوز عددهم 13 ألفاً يملكون العضوية الدائمة التي توفر لهم نهاية كل عام عدداً من النقاط التي يعطون على إثرها خصومات وكذلك هدايا وعطور مجانية.
يمكن أن يفهم من حديثكم عن الغش أن بعض منتجي العطور يدعون من خلال الدعايات والإعلانات، جودة منتوجاتهم، لكن ألاّ يتسبب ذلك بضياع المستهلك؟ كيف يمكن أن يُفَرَّق المغشوش من الأصيل؟َ
- أعتقد بأن لكل منتج مواصفات معينة تميزه عن الآخر، فهناك منتجات عطرية مواصفاتها رديئة تستخدم فيها مواد كيماوية، يوهمون الناس بأنها مواد طبيعية، وخبرة العملاء في هذا المجال قليلة، فلا يستطيعون معرفة الأمر، أما نحن فنحرص من خلال منتجاتنا على الجودة العالية والمواصفات الممتازة التي تعتبر الأهم في نهاية المطاف.
ما أبرز المتغيرات الحديثة في السوق السعودية؟
- أرى أننا نمر بمرحلة طفرة ثانية كما يصفها بعض السعوديين، إلا أنها تختلف عن الأولى من جوانب عدة. السوق السعودية الآن تشهد تطوراً ملحوظاً في شتى المجالات، وسمعنا وشاهدنا افتتاح وإنشاء عدد من المدن الصناعية في مختلف مناطق السعودية، وكذلك دخول شركات ضخمة وعودة رؤوس أموال إلى السعودية، للاستثمار في مختلف المشاريع التنموية، وهذا يدل على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي الذي يمر بمرحلة انتقالية سترى النور قريباً. ويضاف الى ذلك عدد من الأمور، أولها أن القدرة الشرائية للمستهلك السعودي ارتفعت في السنتين الأخيرتين، وبحسب مصلحة الإحصاءات العامة هناك زيادة في النمو السكاني، ما يجعلنا نسعى الى التوسع أكثر لتصدر عالم العطور الشرقية، وألا يقتصر علمنا على مدن المملكة وبعض الدول الخليجية، بل التصدير إلى مختلف دول العالم.
تحسّن المستوى المعيشي في السعودية... كيف يمكن أن يؤثر في حركة النمو الاقتصادي؟
- هناك علاقة جوهرية بين دخل الفرد ومستوى القدرة الشرائية له، وحول التحسن في المستوى المعيشي في السعودية بالنسبة إلى دخله الشهري سيكون ايجابياً في تقدم ونهضة الحركة الاقتصادية، ولكن يجب أن يكون متوافقاً مع النمو الاقتصادي العام، وبخاصة من حيث زيادة الناتج الوطني والقضاء على أسباب التضخم الذي يستنزف الزيادة في مستويات الدخل، ما يقلل من مستوى القدرة الشرائية له.
هل تنعكس هذه الطفرة منافسة في مجال تجارتكم داخل السوق السعودية؟
- هناك منافسة قوية وكل يوم نسمع بافتتاح محال في مختلف مناطق المملكة، إلا أننا نقول دائماً إن البقاء للأفضل، وأنا أعتقد بأن هناك محالاً وشركات تخاطب فئات من المجتمع السعودي، وكذلك هناك محال أخرى تخاطب فئة محددة ومعينة. فكل محل أو شركة لها سياسة تعمل من خلالها، وأنا أؤكد أن الصدقية والثقة والأمانة هي أساس المنافسة الشريفة وأساس التعامل مع العملاء بأنواعهم من الجنسين، وأنا أفرح كثيراً عندما أجد منافسين، وأرحب بهم، لأن العملاء لهم الحكم في نهاية الأمر.
تتحدثون عن هذه الشرائح من العملاء وعن منافسة حادة... ألا يتطلب الأمر خططاً مستقبلية في التوسع في المحال التجارية والتسويق؟
- من خلال مشاهدتنا لإقبال السعوديين على استهلاك العود والعطور الشرقية التي أزاحت البساط من تحت العطور الغربية بأنواعها، وفي مقدمها الفرنسية، سعينا إلى التوسع في المنطقة الشرقية من السعودية، وكذلك في مدينة جدة، وكذلك في قطر حيث سنفتتح فيها أول فرع خليجي لنا، كما أن لدينا عدداً من الوكلاء في بقية دول الخليج الكويت والبحرين والإمارات ودبي. وكذلك لدينا عدد من الفروع في العاصمة الرياض باعتبارها الأكثر استهلاكاً للعطور الشرقية، خصوصاً العود.
وسنفتتح أيضاً خلال العام المقبل عدداً من الفروع في مراكز تسوق مختلفة، أولها في شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز التحلية في مركز"لوكا لايزر مول"وسنفتتح فروعاً في مراكز نسائية خاصة، ليتسنى لنا نشر منتجاتنا العطرية الخاصة في عالم الصفوة.
وكذلك سنفتتح مصنعاً نموذجياً غير تقليدي في نهاية عام 2007 في منطقة الصناعية الثانية في الرياض، وسيخصص لإنتاج العطور الشرقية.
ما خططكم في مجال"السعودة"والتوظيف، خصوصاً أنكم تحدثتم عن مشاريع مستقبلية وتوسع في المملكة وخارجها؟
- حققنا النسبة المطلوبة منا في السعودة، لكننا ما زلنا نحتاج إلى الكوادر والطاقات السعودية الشابة التي تلتزم بالعمل وتحرص على التطوير، وهذا واجب وطني على الجميع من دون استثناء، ولكن السعودة تحتاج الى معالجة بطريقة أخرى من الجهات ذات الاختصاص والغرف التجارية والصناعية، تتمثل بتوعية الشباب وجعلهم مدركين للمجالات التجارية المختلفة.
بالنسبة إلى الشرائح المستهلكة للعود، قلتَ إن الشباب هم الأكثر استهلاكاً، لكن، ماذا عن مقولة إن النساء يشكلن الغالبية في نسبة اقتناء العطور أم أن النسبة تغيرت في الفترة الماضية؟
- كانت هذه المقولة صحيحة قبل سنوات، أما الآن فقد تغير الوضع، وأصبح هناك وعي واهتمام أكثر في اقتناء العطور والمخلطات من الجنسين، فالنساء كن يمثلن 70 في المئة في الماضي، أما في الوقت الحالي فأصبحت النسبة متساوية بين الرجال والنساء، وهذا في جانب العطورات الشرقية، أما الغربية فأنني لا أستطيع تأكيد الأمر، وأعتقد أن النساء أكثر قليلاً من الرجال.
ما النشاطات الأخرى التي برزتم فيها غير تجارة العطور؟
- هناك نشاطات كثيرة لنا في مجال العقار والأسهم، وكذلك في مجال النقليات داخل السعودية وخارجها، وهي تعتبر من أهم المجالات التجارية في السعودية، خصوصاً أن سوق الأسهم جذبت الصغير والكبير، ولكن بعد انهيارها بدأ الناس بالعودة إلى المنتج الأول في السعودية، وهو العقار الذي يشهد تحركاً كبيراً خلال الفترة المقبلة.
بمناسبة الحديث عن سوق الأسهم... هل كان لها تأثير في نشاطكم؟
- لا شك في أن هناك تحسناً ملحوظاً في مستوى معيشة السعوديين، وكذلك هناك تطور كبير في اقتصاد المملكة، أما في ما يتعلق بسوق الأسهم فهي بالتأكيد أثرت في كل المجالات التجارية، خصوصاً أنها جذبت أكثر رؤوس الأموال، إذ اعتبرها كثيرون من الأولويات، بينما كانت في الماضي تقتصر على بعض رجال الأعمال. أما الآن حتى الطلاب من الجنسين مهتمون بأخبار الأسهم، والسبب الرئيس لذلك هو الأرباح الخيالية التي حققت خلال الفترة الماضية، لكن في مقابل ما حصل في سوق الأسهم، شهد الوضع الاقتصادي إعلان مشاريع عملاقة ستكون نتائجها جيدة في المستقبل، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي ستساعد على التطور الاقتصادي والتجاري في مختلف المجالات، لا سيما أن السعودية تسعى لإنشاء عدد من المدن الصناعية في مختلف مناطق السعودية، كما أننا نعيش طفرة تعتبر الثانية في المملكة، وهذا دليل واضح على زيادة دخل الفرد، وكذلك حجم استهلاكه بنسبة تقدر بنحو 20 في المئة.
كيف ترون السوق العقارية خلال الفترة المقبلة؟
- أعتقد بأنه لا يمكن لرجل أعمال ناجح الاستغناء عن العقار بأي حال من الأحوال، لأن العقار مطلوب لإقامة المشاريع الصناعية والتجارية والزراعية. كما أعتقد أن كلمة"عقار"تستحق الاحترام والتقدير باعتبارها التجارة الصامدة والثابتة.
كما أن العقار يمرض ولا يموت، فأكثر التجار كانت بداياتهم في العقار ثم توسعوا في مجالات أخرى، ولكن الأساس والمرجع هو العقار، والطفرة التي حصلت عام 1395ه أكبر دليل على ذلك، وسبب في ظهور عدد كبير من رجال الأعمال السعوديين. والعقار ضروري في المجال التجاري سواء بقطع صغيرة أم بمساحات كبيرة، وهذا هو الرصيد الثابت للتاجر.
ما المجالات التي تعتبر من اقل مجالات الاستثمار جذباً وتحتاج إلى رؤوس أموال أكثر قوة للبدء بها والتوسع فيها؟
- الكل يبحث عن الكسب السريع مثل الأسهم التي أصبحت حديث الساعة، ودائماً التاجر يبحث عن الاستثمارات المرحبة والسريعة، ومن دون مخاطر عالية متوقعة، وبالتالي فإن العائد للاستثمار ودراسات الجدوى لذلك هي الحكم في تجديد المجال الاقتصادي الجيد، ومن هذا المنطلق فإن الصناعات الثقيلة هي من المجالات التي تحتاج إلى سيولة كبيرة وتعتبر استثماراً رائداً على المدى الطويل.
بكم تقدر قيمة العود المغشوش في السوق؟
- تقدر قيمته بأكثر من 500 مليون ريال تقريباً للأسف، وهذا بسبب التجار من خارج السعودية، وايضاً للأسف بعض تجار الداخل ضعفاء النفوس، ويأتي ايضاً من مسوقين ودخلاء على تجار العود بصفة خاصة، والعطورات الشرقية بصفة عامة.
الاسم العلمي للعود وموطنه:
هو الألوة افوالوريا ويصل عمر شجرة العود ما بين 20 و30 سنة، وتنمو في المناطق الاستوائية الرطبة الممطرة، وتعتبر الهند هي الموطن الاصلي للعود وبعدها كمبوديا واندونيسيا وماليزيا وتايلند والصين.
10 - 15 في المئة فقط من اشجار العود التي يتم قطعها يتم العثور فيها على مادة العود، ولا يمكن معرفة ما اذا كانت الشجرة تحتوي على اخشاب العود الا بعد قطعها، وهذا ما يبرر ارتفاع ثمن العود، اضافة الى مشقة البحث عنه، وخطورة اكتشافه في الغابات الكثيفة.
استخدامات العود خارج منطقة الخليج
يستخدم اليابانيون العود لإحياء طقوسهم الدينية، وفي الهند يستخدمون اخشاب العود لحرق جثث الشخصيات المهمة عندهم، وفي الصين استخدمه الاطباء قديماً لتعقيم غرف العمليات، كما يدخل دهن العود في عمليات التحنيط، كما انه يعالج حالات الربو والسعال، وايضاً المسك الذي يستخرج من غدة الغزال، ويستعمل مزيجاً مع شيء من الزعفران للصداع الناجم عن البرد، ودواء للسموم، وهو نافع لخفقان القلب، ويستعمل دهاناً على فقرات الظهر لعلاج الخدر، كما يستعمل مسحوق المسك لتعطير الشعر، ويستعمل المسك في تثبيت اجمل واغلى العطور، والمسك ملك الطيب واشرفها وأطيبها، وهو الذي يضرب به الأمثال، وهو طيب الرسول صلى الله عليه وسلم.
والعنبر يستخرج من الحوت، وأجوده الاشهب القوي، ثم الازرق ثم الأصفر، وأردأه الأسود، يستعمل داخلياً لفتح الشهية وزيادة الوزن والقدرة الجنسية والتخفيف من آلام التهاب المفاصل، ويستعمل مسهلاً وطارداً للغازات المعوية، ويستعمل عن طريق الشم ويفيد دخانه نزلات البرد وتقوية المناعة، ويستعمل دهاناً على فقرات الظهر لاوجاع العصب والتنميل، ويستعمل مثبتاً للعطور أيضا، ويستعمل العنبر مع العود لتبخير الضيوف.
صناعة دهن العود: يستخرج دهن العود من القشور المحيطة بخشب العود، إذ يمر بثلاثة مراحل رئيسة:
1 - مرحلة التحضير: تؤخذ القشور المحيطة بخشب العود وتوضع مع الماء في اناء لمدة ستة اشهر في ظروف مناخية طبيعية، بعد ذلك تُصفّى القشور من الماء وتطحن طحناً دقيقاً بآلة تسمى المدق.
بعد ذلك توضع القشور المطحونة في اناء مع الماء السابق نفسه لمدة ستة اشهر أخرى، وخلال هذه الفترة تتكون وبصورة طبيعية حشرات صغيرة تسمى دود العود، وتموت في نهاية المدة، واخيراً يُنقّى خشب العود المطحون من دود العود، وبذلك يصبح جاهزاً للانتقال الى المرحلة الثانية.
2 - مرحلة التقطير: يوضع ناتج المرحلة الاولى في اناء خاص بالتقطير يسمى قدر العود، إذ يوضع مع كل كيلو غرام من العود تسعة كيلوغرامات من الماء، ويسخن تحت نار مستمرة لمدة ستة اشهر متواصلة، في هذه الفترة يتبخر الماء مع ذرات دهن العود عبر انبوب، ويعبر خزان فيه ماء بارد يُسمّى المكثّف متصلاً بإناء صغير في الناحية الاخرى يسمى قدر التقطير، يقطر فيه الماء مع قطرات دهن العود، لما يستقر الماء في الاسفل ويطفو دهن العود فوق سطح الماء.
يُصفّى دهن العود من الماء كما سنذكر في المرحلة المقبلة، ويسمى دهن العود الناتج دهن عود قطفة اولى درجة اولى، ويعاد الماء المصفى من دهن العود في قدر العود عن طريق المحقن، استعداداً لاستخراج دهن العود قطفة ثانية درجة ثانية، وهكذا حتى يتصفى العود نهائياً في اربعة مراحل، ويصبح الناتج اربع درجات من العود ? درجة اولى - درجة ثانية - درجة ثالثة - درجة رابعة.
3 - مرحلة التصفية: تتم تصفية دهن العود من الماء بآلة يدوية تُسّمى مصفاة العود، وبعد ذلك يوضع دهن العود المصفى في قارورة زجاجية تسمى زجاجة التصفية النهائية، وبعد التصفية النهائية لدهن العود يصبح الدهن جاهزاً للاستعمال. علماً بأن الكيلو الواحد من قشور خشب العود تنتج في كل قطفة من 0.25 الى 0.75 تولة، أي من 3 الى 9 غرامات من دهن العود، بحسب جودة الخشب المستخدم.
ينتج بعد استخراج دهن العود بجميع درجاته، الاولى والثانية والثالثة والرابعة، ماء العود وهو الماء المستخرج منه دهن العود، ويستخدم برشه على المفروشات وكي الملابس وغير ذلك، إذ يعطي رائحة العود الحقيقي.
دهن العود المبخر: وهو الدهن الذي يستخرج من الانابيب التي تصل بين قدر العود وقدر التقطير، ويكون تركيزه عالياً جداً وذا رائحة قوية وجميلة.
المعمول: بعد نهاية تصفية دهن العود يبقى في قدر العود القشور المستأصل منها دهن العود، فيتم خلطها مع بعض العطور العربية وتستخدم في تبخير الجالس وغير ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.