طغى"الهم الوطني"على مداخلات معظم المشاركين في جلسات اليوم الثاني من اللقاء السادس للحوار الفكري، الذي خصص لمناقشة قضايا التعليم العالي، وتوزعت على"التمييز"بين الطلاب المنتمين للطوائف، وسيطرة فئات أخرى على الأنشطة، وتفاقم البطالة بسبب برامج الجامعات السعودية البعيدة من حاجات سوق العمل، ومخرجات التعليم. وعادت المشاركة فاطمة آل تيسان، لليوم الثاني على التوالي، لتشعل النقاش، بعد تطرقها الى ضوابط القبول التي"أقصت الكثيرين من دخول الجامعات من دون سبب، إلا لاكتشاف ان المتقدم من طائفة او منطقة غير مرغوبة لدى اعضاء اللجنة، فيوجهون له أسئلة لا تمت للتعليم ولا للثقافة العامة بصلة، كأن يُسأل عن مذهبه ورأيه في شخصية معينة، او عن أحداث وقعت هنا او هناك". راجع ص 33 وحمل الدكتور حمزة المزيني على بعض"المؤدلجين الذين سيطروا على البرامج والانشطة الصيفية، ما تسبب في تغييب روح الانفتاح عن الجامعات السعودية"، لافتاً الى الحاجة لتزويد"مناهج التربية الاسلامية بمواد تتحدث عن التحاور مع الآخر ونشر ثقافة التسامح". وركزت مداخلات الأكاديميين المشاركين في الحوار، على العودة الى"الدمقرطة"داخل الجامعات السعودية، بإرجاع قوانين الانتخاب داخل المؤسسات الاكاديمية التي تأتي تحت مظلة وزارة التعليم العالي، بعد تغيير النظام الى التعيين، خصوصاً القيادات. وطالب الدكتور عبدالرحمن الحبيب بضرورة"عودة الانتخابات، كي يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ويجد الاستاذ الجامعي مجالاً للتنافس، لا ان يكون الجميع في مستوى واحد"، مؤكداً الحاجة لفتح المجال أمام الطلاب لتنظيم اتحادات طلابية. وبرزت أصوات مطالبة باستقلالية الجامعات السعودية، وزيادة الإنفاق على البحث العلمي، وتقليل الساعات الدراسية، والتوسع في اختصاصات جديدة، وتمكين المرأة من اختيار الكوادر التي تُجلب للتدريس في الجامعات السعودية، والسماح للجامعات الغربية بفتح فروع في السعودية. وأثارت الدكتورة ليلى الجهيمان موضوع موازنات البحث العلمي، إذ رأت أن موازنة"البحث العلمي في إسرائيل توازي جميع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة في هذا الحقل المهم جداً". وتطرق الدكتور راشد الزهراني الى نقص الأبحاث التي"تواجه التطرف الديني، خصوصاً الأطروحات التي تحدثت عن تكفير الدولة والمجتمع، وألقت بظلالها على طلاب الجامعات". ورد وزير التعليم العالي السعودي الدكتور خالد العنقري، الذي حضر هو ومديرو الجامعات السعودية الجلسات، بأن"هناك خططاً استراتيجية لتنمية التعليم العالي والارتقاء بمعايير الجودة"، وقال:"رصدنا 8 بلايين ريال لاستكمال التجهيزات والمباني والمشاريع الجامعية". وأضاف أن الجامعات الغربية"تقدمت بطلبات لدخول سوق التعليم السعودية، الا أنها اشترطت أن تكون مختلطة بين الجنسين، وهذا يتنافى مع السياسات العامة"، لافتاً الى"تدشين مؤسسة علمية مستقلة تعنى بترجمة الأعمال العالمية والبحوث الى اللغة العربية، وتخصيص 4 بلايين ريال في الموازنة المقبلة لتجهيز كليات ومدن جامعية جديدة". ووعد العنقري الحضور بإعادة النظر في نظام الساعات، واختيار الأسلوب الأمثل بين التعيين والانتخاب.