اتسمت مباريات الجولة الثامنة بالكثير من الانضباط التكتيكي الذي ساعد المدافعين في القيام بأدوارهم على أكمل وجه، وصعب المهمة على المهاجمين في الوصول إلى مناطق الخطر حتى شمل لاعبي الوسط المتقدمين الذي عجزوا أيضاً عن بناء الهجمات بالطريقة الصحيحة، لذلك تلاشت الأخطاء واستغل حراس المرمى هذه المباريات لالتقاط الأنفاس باستثناء حارس مرمى الحزم وليد السبهان الذي وقف سداً منيعاً أمام نجوم الاتحاد الأجانب والمحليين، وتصدى ببراعة وفدائية للكثير من الكرات الانفرادية التي لم تبتعد منه سوى لأمتار قليلة ليحصل من دون مضايقة على لقب أفضل لاعبي هذه الجولة. الهلال صدارة بجدارة الانتصار السادس على التوالي للفريق الهلالي، توجه بتصدر فرق الدوري برصيد 21 نقطه عقب فوزه الصعب على مستضيفه القادسية بهدف وحيد، تاركاً منافسه فريق الشباب في المرتبة الثانية ب19 نقطة، إثر تعثره في محطة الاتفاق بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف، وتمكن الاتحاد من حجز المقعد الثالث بفارق الأهداف عن الوحدة الذي تراجع للمركز الرابع، وكلاهما يمتلك في رصيده 16 نقطة إلا أن الاتحاد يحتفظ بمباراة مؤجلة أمام نده التقليدي الأهلي، وكان فريق الوحدة حقق فوزاً معنوياً خارج قواعده على حساب الفيصلي بهدفين في مقابل هدف، وعلى رغم ابتعاد الأهلي من المشاركة في هذه الجولة، إلا أنه حافظ على المركز الخامس برصيد 11 نقطة، وعلى رغم حصول أندية الطائي والاتفاق والنصر على عشر نقاط، إلا أن تدخل الفارق التهديفي وضعهم بين المركز السادس والثامن، وتستمر الحال كذلك مع الحزم الذي أخذ الأفضلية في المركز التاسع من منافسة الخليج حينما تعادلا في النقاط برصيد 6 نقاط، وبقي الفيصلي في المركز ال11 برصيد خمس نقاط فالقادسية في المركز الأخير على نقاطه ال4. دفاع الهلال امتياز إذا كان الهلال خطف الصدارة من منافسه الشباب، فإن ثمة عوامل أسهمت في هذا التنصيب يأتي في مقدمها تفوق مدافعي الهلال على أنفسهم كثيراً، وتميزهم بالترابط والانسجام مع حارس المرمى الخبير محمد الدعيع حتى اقتصرت الأهداف خلال الجولات ال8 للمرمى"الأزرق"على ولوج 5 أهداف في مؤشر يبعث الاطمئنان والأمان لمسيري الفريق وللجماهير من خلفهم. تعادل الشباب بطعم الخسارة مباراة الشباب والاتفاق في هذه الجولة التي انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكلا الفريقين، جاءت كأول نتيجة تعادل للشباب في مبارياته التي خاضها في الدوري إذ لعب قبل هذه المباراة 7 مباريات تمكن من الفوز في 6 لقاءات وخسر مباراة وحيدة أمام الطائي بنتيجة 4 أهداف في مقابل هدفين، إلا أن هذا التعادل، على رغم إيجابيته، إلا أن الشبابيين تلقوه بطعم الخسارة عقب أن كانت النتيجة قريبة منهم لولا بعض الهفوات المؤثرة من مدافعيه. احتفالية للخليج لم تكن نكهة الفوز على الطائي بهدف وحيد نكهة طبيعية بالنسبة إلى لاعبي الخليج الذين احتفلوا بترك مقعد المركز الأخير عقب أن لازمهم طوال الجولات الماضية التي خسروا فيها جميع مبارياتهم حتى تم الاستغناء عن المدرب الوطني خالد المرزوق، ويتمكن مساعده من قيادة الفريق نحو الفوز في المباراتين التي اشرف عليهما، على رغم أن هذا الابتعاد لن يلغي التوقع في أن يعود الخليج من حيث أتى من الدرجة الأولى. مباراة الدمام أنقذت التهديف جاءت مباراة الشباب والاتفاق التي سجل خلالها الفريقان 6 أهداف بالتساوي، لتدعم مؤشر التهديف حتى وصل إلى 17 هدفاً كنسبة جيدة من خلال عدد اللقاءات التي بلغت 6 مباريات، وشهدت انضباطاً تكتيكياً حرم المهاجمين من المساحات وفرص التهديف، إلا أن اللاعب المحلي سجل تفوقاً في القدرات والمهارات التهديفية على اللاعب الأجنبي، حينما سجل 13 هدفاً في مقابل 4 أهداف للأجانب كانت من نصيب حمادجي الوحدة وغيني الاتحاد الحسن كيتا والغاني في الشباب غودين أترام والبرازيلي في النصر دينلسون، ويتزعم قائمة الهدافين يوسف السالم هداف القادسية برصيد 7 أهداف، ينافسه المكسيكي غاريد بورغيتي وفهد الغادي وناصر الشمراني وغودين أترام وعثماني نداي برصيد 5 أهداف. واللافت في أهداف هذه الجولة غياب عنصر التهديف من مسافات بعيدة من منطقة ال 18باستثناء تسديدة دينلسون في مرمى الفيصلي التسديدة اليتيمة في هذه الجولة، أما بقية الأهداف فكانت من مقربة من المرمى وداخل منطقة الصندوق. حضور لافت للوجوه الصاعدة بعد طول انتظار زج مدربو الفرق ببعض الوجوة الصاعدة التي أسهمت بأدائها الجيد وحضورها اللافت في أن تسجل حالة إعجاب من المراقبين والمحليين، كما حصل في أداء لاعب الشباب محمد الهليل ومهاجم الخليج حسن الراهب وعبدالله الأسطا ومدافع الهلال عبدالسلام العبدالسلام وحارس الاتحاد صالح المرقب ومعتز الموسى في الأهلي وابراهيم شراحيلي في النصر ومحمد السهلاوي في القادسية ومهاجم الأهلي ناصر السلمي، ويتوقع أن تشهد الجولات المقبلة مزيداً من التألق للكثير من اللاعبين الشبان. قضاة الملاعب براءة سجل التحكيم المحلي ارتفاعاً في مستواه أثناء قيادة الحكام لمباريات هذه الجولة التي تصنف من أصعب الجولات نظير اغلاق المساحات أثناء المباراة، وهذا يؤدي لوجود مكثف من اللاعبين في مساحات ضيقة قد يفقد معها الحكم زاوية الرؤيا المثالية التي تمنحه اتخاذ القرار بكل ثقة، وعلى رغم خروج البطاقة الحمراء في مناسبتين من نصيب مدافع القادسية محسن الشهري ومدافع الوحدة سليمان أميدو نتيجة لأخطاء تكتيكية، إلا أن أداء الحكم المحلي ودقة قراراته تركا التفاؤل مفتوحاً بأن تشهد المباريات المقبلة مزيداً من تألق الحكم والتحكيم، ولن تكون الفرصة مواتية أمام بعض مسؤولي الأندية لكي يحملوا قضاة الملاعب مسؤولية ما يحدث لفرقهم عقب هذا التألق على رغم صعوبة المهمة التي تعتمد على تقدير شخصي وفي بضع ثوان. تساقط المدربين كما هو متوقع أن تشهد أي من جولات الدوري استغناء بعض الأندية عن مدربيها وهذا ما حدث في هذه الجولة التي اتخذت فيها إدارتا الطائي والاتحاد قراراً موحداً بالاستغناء عن مدربي الفريقين، إثر الخسائر التي مني بها الفريقان وكان الطائي السباق في هذا القرار حينما تلقى الفريق خسارة مفاجئة على أرضه من الخليج بهدف من دون رد، تبعة نادي الاتحاد بقرار الاستغناء عن خدمات مدربه الصربي خليلو فيتش وإحلال البلجيكي القديم الجديد الذي تمكن من قيادة الفريق للفوز على حساب الحزم بهدفين من دون مقابل، وتبدو رياح التغيير المرة المقبلة صوب الساحل الشرقي ومدرب القادسية بنصري ومن ثم للصربي نيبوشا الذي يرى الأهلاويون أنه استفد جميع الفرص المنوحة، والحال تنطبق على مدرب النصر الأرجنتيني هايبكر وللحزم احمد العجلاني.