أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان وزارته قطعت شوطاً في الاستفادة من العنصر النسائي، منطلقة من مبدأ اهمية الاستفادة من الكفاءات التي اكتسبتها المرأة السعودية، مشيراً الى سعي الوزارة الى تحديث الانظمة الادارية وتطويرها، بهدف توحيد المعاملات والملفات، وتمكين"اليد اليسرى"مما تفعله"اليد اليمنى". وأوضح الفيصل في كلمة له امام سفراء المملكة في مقر وزارة الخارجية في الرياض امس، حيث يلتقي جميع السفراء السعوديين، ان تحديث وتطوير الانظمة الحالية يهدف الى ايجاد آلية فاعلة ومرنة تدار بها شؤون الوزارة، تلافياً للمشكلات، وكذا الاستخدام الامثل للموارد المتوافرة في حدود ما هو متاح، وقال:"ان من اهداف الهيكل الاداري الجديد القضاء على الازدواجية وطول الاجراءات وكثرة اللجان". راجع ص4 واشار الوزير السعودي إلى ان من ابرز المواضيع التي نعاني منها في الوزارة،"تشتت المواضيع التي تخص علاقات المملكة مع دولة من الدول بين الادارات المختلفة، وذلك لاعتمادنا على المواضيع كأساس لتقسيم العمل، ما حال دون ايجاد ملف موحد لهذه الدولة او تلك". ولفت الفيصل الى ان أبرز سمات التنظيم الجديد الذي جاء بعد بحث ودراسة، تتمثل في التركيز على طبيعة العلاقة مع الدولة، ونوعية التعامل، بدلاً من الاخذ بالتقسيم الجغرافي او المواضيعي، لافتاً الى أن التنظيم يستند الى محورين، الأول: محور العلاقات الثنائية مع الدول، والثاني: العلاقات المتعددة الاطراف مع المنظمات والهيئات والتجمعات، او أية مواضيع تمس اطرافاً متعددة مثل حقوق الانسان والارهاب، وقال:"يجب ألا يُفهم من التقسيم المقترح انه يهدف الى فصل وظيفي ...، بل انه يعتمد على مبدأ التكامل والتجانس وتجنب الازدواجية". وأوضح ان هذا الجهد التطويري في اداء الوزارة جزء من التوجه العام للدولة نحو تطوير ادائها، والتخلص من سلبيات الاسلوب التقليدي في العمل الحكومي، خصوصاً في الحقل الديبلوماسي وتعامله مع القضايا الدولية، لافتاً الى ان الوزارة عملت على بناء قاعدة صلبة لمرحلة جديدة من الاداء الامثل، داعياً السفراء الى ان يسهموا في تحقيق هذا التوجّه، وقال:"مسؤولية السفير لا تقف عند حد الشكوى من المشكلات والعقبات، وانما المساهمة الفعلية في ايجاد الحلول". وحول انخراط المرأة في العمل الديبلوماسي، ذكر وزير الخارجية ان وزارته قطعت شوطاً في هذا الاتجاه، مستفيدة من الكفاءات التي اكتسبتها المرأة من خلال ما وفرته الحكومة لها من فرص التعليم والتدريب، المكملة للتنشئة الدينية والاخلاقية التي تربت عليها المرأة السعودية، داعياً الى ان تكون السفارات السعودية بيوتاً للمواطنين السعوديين، وعدم ادخار أي جهد في سبيل الدفاع عن مصالحهم وحمايتهم. وكانت وزارة الخارجية السعودية دعت جميع سفرائها في الخارج لاجتماع موسع على مدى خمسة ايام، لمناقشة كل ما يخص عملهم وتطوير اداء البعثات الديبلوماسية. وخاطب وزير الخارجية السفراء بقوله:"نتطلع لأن يحقق اجتماعنا النتائج المرجوة منه، وهي: تحقيق الرسالة السامية للمملكة من خلال ترجمة سياساتها الخارجية المعتدلة، والخروج بمنهج واضح لإنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين بمصالح البلاد، واعطاء الاولوية لمصالح المواطنين، والعمل على تحقيق مصالح المملكة الاقتصادية، اضافة الى ابراز الوجه الحضاري للمملكة".