اتهم عدد من الدارسات في معهد أهلي مرُخص له بإعطاء دبلومات في تخصصات منها التجميل وتصميم الأزياء والديكور والحاسب الآلي واللغة الإنكليزية، ويضم نحو 300 طالبة تحتفظ"الحياة"باسمه، إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض بنات بعدم مراعاة مصلحتهن لدى إغلاقها فرعي معهد تدريب أهلي يدرسن فيهما، مشيرات إلى أن إدارة التربية والتعليم لم تبلغهن بقرار الإغلاق وما إذا كان دائماً أم لا. واعتبرت الطالبات وأولياء أمورهن، أنه كان يفترض بالوزارة مراعاة المصلحة العامة قبل إصدار القرار، أن يلزم صاحب المعهد بتلافي مخالفات إن وجدت، أو على الأقل أن يؤجل تنفيذ القرار حتى تتخرج الطالبات من المعهد. وكان مالك المعهد رفع دعوى قضائية أمام ديوان المظالم ضد إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض بنات، معتبراً قرارها إغلاق"المعهد غير مسبب ولا يستند إلى نظام ذي صلة، ومتهماً موظفة فيها بالتزوير المعنوي". وقال زوج إحدى الطالبات في قسم الديكور الدكتور حسين العمر ل"الحياة"، إن زوجته أمضت في دراسة تخصصها عاماً ونصف العام وبقي على تخرجها فصل دارسي واحد، مضيفاً"كان يفترض بالوزارة قبل إغلاقها المعهد، مراعاة وضع الطالبات، ولا يذهبن ضحية خلافاتها مع المعهد". ولفت إلى أن زوجته أرادات الانتقال إلى معهد آخر، إلا أن المعهد طالبها بدراسة الدبلوم من البداية، رافضاً الاعتراف بالساعات التي درستها طوال عام ونصف العام. وطالب وزارة التربية بتصحيح وضع الطالبات، سواءً بإعادة فتح المعهد وعدم إغلاقه حتى تخريج آخر دفعة، أم مساعدتهن في إكمال دراستهن في معاهد أخرى معترف بها"، موضحاً أنه لا يعرف إذا كان سبب الإغلاق نظامياً أم لا :"إلا أن هناك اتصالات بين أولياء أمور تهدف إلى بعث خطاب إلى وزير التربية والتعليم نسأله فيه تصحيح أوضاع الطالبات بغض النظر عن مشكلة وزارة التربية مع المعهد". وقال محمود الكحلوت الذي تدرس ابنته في قسم التجميل في السنة الثانية ل"الحياة"، إن الطالبات تضررن من هذا القرار مادياً ومعنوياً، معتبراً أنه كان بإمكان الوزارة التريث قبل اتخاذ هذا القرار"المعهد ليس بقالة، ف300 طالبة يدرسن فيه، وكان يجب مراعاة مصالحهن عند تنفيذ مثل هذا القرار"، مؤكداً أن العام ونصف العام التي قضتها ابنته ذهبت سداً،"فهي لا يمكنها إتمام دراسة في مكان آخر، إذ إن المعهد هو الوحيد الذي رخُص له بمنح دبلومي العناية بالمرأة وتصميم الأزياء في السعودية". وذكرت طالبة فضلت عدم ذكر اسمها، في السنة الثانية في قسم التجميل، أنها تضررت من إغلاق المعهد. وأضافت"سمعنا وعوداً كثيرة من المسؤولات عنه أنه سيُفتح بعد رمضان إلا أن هذا لم يحدث"، مشيرة إلى أنها اتصلت بصاحب المعهد الذي أرجع سبب إغلاقه إلى شكاوى"كيدية". وذكرت أنها تخشى وزميلاتها أن تذهب المدة التي درسنها في المعهد بلا فائدة،"خصوصاً أننا تكلفنا فضلاً على الرسوم الدراسية، ثمن شراء المواد التي كنا نستخدمها في التدريب"، مناشدة الوزارة أن تمنحها شهادة معتمدة بالمواد التي درستها خلال فترة وجودها في المعهد،"لاستعين بها في الحصول على عمل". من جهته، ذكر مالك المعهد فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه تقدم بطلب مستعجل عبر محاميه إلى ديوان المظالم لإعادة فتح المعهد إلى أن يتم البت في القضية، مستنداً في طلبه هذا إلى"المادة السابعة من نظام المرافعات". وأضاف أن غياب ممثل وزارة التربية عن جلستين وطلب التأجيل في الثالثة عطل هذا الأمر، مؤكداً أنه كان يفترض أن ينظر إلى وضع الطالبات قبل النظر إلى مشكلته القائمة مع وزارة التربية والتعليم"، مرجحاً أن يصدر الديوان حكماً في القضية قبل عيد الأضحى. وعمّا ذكرته مديرة التعليم الأهلي ل"الحياة"من أن إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض بنات لم تغلق المعهد، قال:"هذا أحد التناقضات التي اعتدناها من بعض مسؤولي الوزارة، فهل يعقل أن أكون أنا الذي أغلقته وأرفع دعوى قضائية ضد إدارة تعليم البنات في ديوان المظالم بسبب هذا الأمر"، مشيراً إلى أن خطاب إغلاق المعهد موجود لديه، إضافة إلى خطاب آخر لدى الشرطة لتتولى تنفيذه. وأكد أن إغلاق المعهد"أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة به وبالطالبات اللاتي صار مستقبلهن مهدداً، معرباً عن أمله بأن يعطي القضاء كل ذي حق حقه.