قبل فترة لم تتجاوز الشهرين طالب مدرب المنتخب السعودي الأول البرازيلي باكيتا عبر تصريحاته الصحافية مدربي الأندية المحلية بأن يمنحوا الفرصة للوجوه الشابة، لتتمكن من اثبات وجودها داخل المستطيل الأخضر، والزج بهم للدخول في تنافس قوي مع اللاعبين الأساسيين، لكن يبدو أن باكيتا ذاته نسي ذلك هذه المرة، حينما أضاع على الكثير من اللاعبين البارزين في الدوري المحلي فرصة المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في العاصمة القطرية الشهر المقبل، الدورة التي توقع الكثير من النقاد والمحللين أن تكون بوابة البروز للكثير من هؤلاء الصاعدين. وعندما نقول إن باكيتا وقع في تناقضاته فلأنه طالب مدربي الأندية بما لم يقم به هو، وعلى رغم أن المسؤولين في اتحاد الكرة السعودي أكدوا غير مرة أنه منح الصلاحيات الكاملة لإعداد المنتخب السعودي وفق رؤيته الفنية إلا انهم كانوا مطالبين بالتدخل بتعيين مدرب للمنتخب السعودي الأولمبي على غرار ما تفعله المنتخبات الدولية المختلفة. وإذا ما عدنا إلى المدرب باكيتا فسنرى أنه كان بإمكانه أن يمنح الكثير من اللاعبين الصاعدين في البطولات السعودية الفرصة لاكتساب المزيد من الخبرة والاحتكاك على المستوى الدولي، ولا شك ان دورة الألعاب الآسيوية تعتبر التجربة الأقرب والأمثل لحالة هؤلاء. باكيتا أيضاً فاجأ الوسط الرياضي في أحاديثه الإعلامية قبل الذهاب إلى اليابان بقوله إنه يخشى تعرض اللاعبين لمأزق الإرهاق، متعللاً بقصر الفترة الزمنية التي تفصل بين دورة الألعاب الآسيوية ودورة الخليج العربي، وهو بهذا تناسى أو تجاهل الكثير من اللاعبين الشباب كانت مثل هذه الدورات فرصتهم الأقرب للمشاركة على الصعيد الدولي. ولو تتبعنا الموسم الحالي لوجدنا أن هناك مجموعة من اللاعبين قدمت مستويات فنية لافته أجبرت الكثير من المحللين على الإشادة بهم وتوقع مستقبل كروي رائع لهم، وبنظرة سريعة نجد أسماء كثيرة تمر بين السطور مثل حارس الاتحاد الشاب فيصل المرقب ولاعب الوسط الاتفاقي عبدالرحمن القحطاني وهداف الدوري يوسف السالم ومهاجم الوحدة ناصر الشمراني ولاعب الوسط الشبابي أحمد عطيف وكذلك الأهلاوي تركي الثقفي وغيرهم من اللاعبين الذين تركوا بصمة جيدة لهم وأسهموا في تفوق فرقهم. الشارع الرياضي ينتظر أن يتراجع باكيتا عن هذه التناقضات الغريبة، ويعيد حساباته في إعطاء هذه الوجوه فرصة التنافس مع بقيه اللاعبين الموجودين في صفوف"الأخضر"وسيرى في النهاية أن الأهداف المرجوة من المنتخب لن تتحقق إلا بدخول أكثر من لاعب في تنافس على حجز مقعده في تشكيلة المنتخب، وحينها قد لا يحتاج إلى الرجوع إلى بعض الأسماء المستهلكة.