في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة الاستشكال حول تفاصيل قضايا جوهرية، تتباين آراء النساء حولها، وتعد غير مطروحة للنقاش في شكل علني، عبر وسائل الإعلام ? مثلاً ? والمرئي منها خصوصاً نتيجة لحساسيتها، تظل"العفة"في مفهوم البعض مختزلة في القشور الخارجية، فيما تغوص في مفهوم البعض الآخر في ما وراء السلوك السطحي والشخصية المطروحة للعلن والأفكار وغيرها من المقومات. تعتبر عضو جمعية الملك فهد الخيرية عضو جمعية الثقافة والفنون في جازان فاطمة يحيى صديق، العفة"تنزيهاً للروح عن الرذيلة وترقيتها إلى ماهو اسمى وإن كان توجد في مجتمعنا نساء يعانين نقصاً أو خللاً في عفتهن، فمرده إلى أسلوب التربية والبيئة ومن يكرسون حرمان الفتاة من تفاصيل الانفتاح على العالم واكتشافه مثل التعامل مع الانترنت والمشاركة في المجتمع هناك من يعتقد أنها وسائل وأدوات تخدش العفة، مدعين أن المنع حماية للعفة أو ترقيتها". وتلفت صديق إلى"إنهم يرسخون صوراً مغلوطة تبعد المرأة من حقها في الاكتشاف وهم لا يعلمون أن هذا يمس عفتها ومنظومة القيم لديها، ولدينا من يتطرف فيرى أن عدم ظهور الفتاة من المنزل والعزلة والانطوائية منتهى العفة وهذا يؤدي في المحصلة إلى التخلي عن العفة من وراء الحجاب". فاطمة تعتقد أن هذه الخصلة ليست مهددة أكثر من أي وقت مضى"لوكانت المرأة تتحلى بها لا يوجد ما يهددها فهي متعلمة ومثقفة واثبت العلم إنها أكثر حرصاً وتركيزاً من الرجل". رشق المرأة بنقص العفة تقول صديق أنه مؤلم وقد ترفضه المرأة التي تواجه هذه الإشكالية حتى ولو كانت لديها ممارسات سلبية و"هذا بسبب غريزة الإنسان والرغبة الباطنية في العفة، لكن الواقع يجر بعض النساء إلى تقبل هذا الوصم والقبول به، بينما في حالات أخرى قد يدفعها إلى حب العفة والبحث عن مصدرها، وكم امرأة انصلحت حالها بعد فساد". وتعتقد الاختصاصية الاجتماعية هنا الفريح، أن مفهوم العفة مختلف عليه في الأوساط النسائية"في مفهومنا كنساء سعوديات، ينظر له على انه الحشمة وهو مرتبط بالأخلاق والتربية ومحصلته الاتزان"، كما تقول"الظاهر في مجتمعنا إن نساءنا عفيفات لكن لا احد يستطيع الدخول إلى بواطن الآخرين ولا يعود لنا القرار في تصنيف العفاف". وتسترسل الفريح"حتى المرأة التي لديها ممارسات لا تعترف في داخلها أنها ليست عفيفة ونحن كمجتمع لا نعتبر ان لكل جواد كبوة، لأن المرأة في مجتمعنا السعودي المسلم أخطاؤها لا تغتفر مع افتراض أننا في الأساس نربي الأجيال على العفة وليس على العكس". الفريح تضيف:"مجتمعنا يواجه تحديات ربما تمس العفة إذا لم تتابع وتراجع أولها"الفضائيات وثانيها الشبكة العنكبوتية"، وهي تؤمن بأهمية تقوية وسائل الضبط والمتابعة للتدخل أثناء الاقتراب منها لحماية المنظومة القيمية. حنان القحطاني وهي موظفة في القطاع الحكومي تربط بين مفهوم العفة والشكل الخارجي من واقع نظرة المجتمع وتلفت إلى أن التقويم الأخلاقي للمرأة لابد أن يعتمد الشكل الخارجي والأسلوب في التعامل وهناك من يهوي بسيف الحكم من موقف صغير جداً حتى لوكانت المرأة قمة في العفة الداخلية". وتفند المختصة في العلوم الاجتماعية منى الشربيني مفهوم النساء للعفة بقولها:"مجتمعنا صار مجتمعات في مجتمع وبين المتحرر جداً والمتشدد تطرف والسواد الأعظم الوسطي يجد البعض في العفة حرية شخصية وفي الخفاء تتم ممارسة ما تختلف عليه شرائح المجتمع، في الوقت نفسه هناك من تمارس ماتشاء مع تجنب التصادم ولو كان غير مرض عنه من بعض الشرائح مثل حرية السفر والاستقلال مع المحافظة على النفس والأخلاق وعدم الانفلات في حين هناك من يعتبر العفة انغلاقاً، ولكن عامة الشعب تعتبر وسطية تتفهم الحشمة والفضيلة".