حذّر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير، من أثر النغمات التي تنبعث من الهواتف النقالة في خشوع المصلين. وقال خلال خطبة الجمعة في المسجد النبوي في المدينةالمنورة أمس:"من التشويش والإيذاء الذي عمّ وطمّ في مساجد المسلمين، وقطع عليهم خشوعهم وسكونهم، ما يصدر عن أجهزة الجوال من المقاطع الغنائية والنغمات الموسيقية والأصوات التي آذت المسلمين". وشدّد على أن"من واجب كل مسلم يخشى ربه ويخاف عقوبته، ألا يدنس بيوت الله التي بنيت للذكر والصلاة وقراءة القرآن، بهذه النغمات المحرمة والأجراس الشيطانية، وعليه أن يسارع إلى محوها والتخلص من شرها وإثمها". وتابع أن بناء المساجد وصيانتها من أعظم القربات لمن أخلص لله واحتسب، داعياً إلى تنظيف المساجد في شكل دائم، وتنزيهها وتطييبها، مذكراً بالحديث النبوي:"عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمر سول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور. يعني في القبائل، وأن تُنظّف وتُطيّب". ولفت إلى أن المساجد أحب البقاع وأطهر الأصقاع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها". مضيفاً أنه يستحب لقاصد المسجد أن يتجمل لصلاته بما يستطيع من ثيابه أو طيبه أو سواكه. قال الله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله أحق من يُتزيّن له". ودعا المصلين إلى اجتناب الروائح الكريهة في ملبسهم ومأكلهم، والتبكير إلى الصلاة، وعدم المزاحمة على الأماكن. فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه". وشدد على قاصد المسجد ألا يؤذي إخوانه المصلين بتخطي رقابهم، ومضايقتهم ومزاحمتهم، ومحاولة اقتحام الصف عليهم، مع تعذر ذلك بسبب الضيق والازدحام الشديد، أو بالتشويش عليهم بالجهر بالقراءة والدعاء. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر فقال:"ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة".