طالعت ما كتبه أخي الأستاذ محمد عبد الله الحمدان في صحيفة الجزيرة 5 جمادى الآخرة حول أخطاء المصلين فجزاه الله خيرا .. وقد أحببت أن أعلق على كلامه وأدلي بدلوي. فأولا : الإخوة المصلون جاؤوا بيقين يريدون الأجر والثواب ومرضاة الله والمسجد ما بني إلا لذلك فمرحبا ثم مرحبا مهما كانت تصرفاتهم مجانبة للصواب. لكن نقول إن الصلاة درجات فمن كان يريد الدرجات العليا فعليه أن يتخذ الاستعداد التام لذلك فيأتي قبل الفريضة عسى أن يركع النافلة ويأتي بثياب نظيفة ورائحة حسنة لقول تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد). ثانيا : إن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد بخمس وعشرين أو بسبع وعشرين درجة فعلى المصلي أن يتذكر ذلك فلا يؤذي إخوانه المصلين بصوت عال أو بحديث في شؤون الدنيا داخل المسجد. ثالثا: إن الصلاة هي صلة بين المسلم وربه .. فعليه أن يلتزم بالخشوع والخضوع والحضور في الصلاة .. وهذه مرتبة أقولها بصراحة عجزنا عنها .. ولكننا نرجو مغفرة الله تعالى وقبول أعمالنا على ما فيها. رابعا: إن ثلاث حركات متوالية فاحشة ( أي كبيرة ) تبطل الصلاة ، لكن لو حك أحدنا جلده بأصبعه فلا يضر .. وأما الحركة الدائمة مثل النظر إلى الساعة ورفع الكم من أجل ذلك وإصلاح الغترة فإن ذلك يجرح الصلاة. خامسا: الكثير منا يأتي إلى المسجد ومعه جواله مفتوحا، فإذا رن رنة موسيقية أو حتى دعوية فإنه يشوش على نفسه وعلى بقية المصلين .. أما إذا فتح الجوال وتأمل الرقم الوارد.. وانشغل بالمكالمة ففي ذلك إعراض عن الصلاة.. فيا خسارتاه على اللحظات التي فاتت وقد أعرض أحدنا عن ملك الملوك سبحانه. سادسا: على عكس ما قلنا من رفع الصوت فهناك من لا ينطق بما يقرأ في الصلاة ولا تتحرك شفتاه لا بالفاتحة ولا حتى بالتكبير عند الإحرام بالصلاة وهذا خطأ قال تعالى (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها)، فإذا قرأ المصلي الفاتحة فعليه إن كان مأموما أو في الصلاة السرية أن يهمس بحيث يسمع نفسه فلا يكتم القراءة إلى النهاية. سابعا: لنتذكر قوله تعالى (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).. السطر الأخير : كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال : أرحنا بها يا بلال.