الضيف معروف في الوسط الرياضي والمجتمع الاقتصادي، تتميز شخصيته بالمثالية، وبطيبته الكبيرة، فهو ما زال يحتفظ بأناقته ووسامته، على رغم أن عمره تجاوز ال50، كشف لنا عن الجانب الآخر في حياته، إنه رئيس النادي الأهلي أحمد المرزوقي، الذي بات أكثر بيتوتية في رمضان، وإليكم نص الحوار. أبا بدر اكشف لنا بطاقتك الشخصية؟ - أنا أحمد المرزوقي من عائلة سعودية معروفة في المجتمع السعودي، وهبني الله زوجة طيبة ودوداً ولوداً، أنجبت لي بدر وهشام وسارة وزينة وبسمة، وربما تبحث عن معرفة عمري... فأنا في الخمسين من عمري، والعمر يتقدم كل يوم فاللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها. كيف ترى علاقتك الأسرية؟ بفضل الله على ما يرام، وأسعى في حياتي إلى تنظيم وقتي وإعطاء كل ذي حق حقه، سواء داخل منزلي أو من الأقارب والأصدقاء، إلى جانب النادي، ولعل ظروف العملية الحالية تجعلني موجوداً أكثر في أحضان أسرتي، إلى جانب ارتباطاتي بالتساوي. ماذا تقصد بظروفك العملية الحالية؟ هل أنت من دون عمل؟ - يا سيدي، وكما يعمل الجميع، بعد ترجلي من كرسي إدارة شركة سدافكو، اتجهت إلى استثماراتي الخاصة، وبات لدي المزيد من الوقت بعد أن كنت أقضي ساعات طويلة خلف كرسي إدارة"سدافكو". ولماذا ترجلت عن الكرسي؟ هل لمقاطعة المسلمين المنتجات الدنماركية دور في ذلك؟ - طرقت باب الشركة وعمري 27 سنة، وغادرتها وأنا في الخمسينيات من عمري، أي أنني قضيت فيها ما يقارب ال23 سنة، ووضعت فيها كل خبراتي ودراساتي وتجاربي. هل للمقاطعة دور في ذلك؟ - الكل يعرف بتلك المقاطعة، ولكن تظل شركة سدافكو سعودية وقوية في السوق، ويقف خلفها رجال أتمنى لهم كل التوفيق، وأنا آثرت الرحيل بعد رحلة عمل وعناء طويلة، وكنت كالمكوك لا أهدأ، كل فترة في بلد أو في رحلة عمل، والآن الوضع أهدأ بالنسبة إلي، واستثماراتي الشخصية جديرة بوقتي. أبا بدر، بما أنك رجل اقتصادي، كيف ترى سوق الأسهم السعودية؟ - من دون شك هي سوق قديمة جديدة، وعلى رغم أنني خدمت في الصناعة 23 سنة، إلا أنني لم أكن أتابع الأسهم أو أعيرها اهتماماً كبيراً، إلا أنني في الآونة الأخيرة بدأت أعطيها بعض الاهتمام البسيط، وأسعى لأن أكوّن استثمارات معقولة، كون سوق الأسهم عندنا ما زالت مخيفة جداً. أبحث عن إجابة شافية حول ترنح سوق الأسهم بين يوم وآخر؟ - يا أخي الفاضل، لكثرة المتداولين دخل في ذلك، لأن سوقنا السوق الوحيدة التي فيها 75 في المئة أفراد لا مؤسسات مالية، وبالتالي أشخاص يشترون وآخرون يبيعون، وكل ذلك يتم تبعاً للإشاعات، وكثرة المضاربة والمخاطرة فيها واردة جداً، ولعل نزولها من 22 ألف نقطة إلى 11 ألفاً يعتبر طامة كبرى، أرهقت المساهمين كثيراً. وكيف ترى اكتتاب المساهمين في الشركات والمؤسسات التي تطرح جزءاً كبيراً من رأسمالها للاكتتاب العام؟ - الاكتتاب يقوي سوق الأسهم، والسيولة تقوي كثيراً من أصحاب رؤوس الأموال لطرحها في سوق المال، لإعطاء الفرصة للمساهمين أو المستثمرين المشاركين، لكن الانجراف بقيم الشركات التي تنزل السوق ويبالغ في سعرها كما يبالغ في سعر السهم، وبالتالي تقع النتائج كما ترى في السوق. وكيف ترى مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في محافظة رابغ؟ - أعتقد أن مشروع مدينة الملك عبدالله، هو المشروع الذي سيكون بوابة لوضع السعودية في مصاف الدول المتقدمة إقليمياً وقارياً ودولياً. وبعد استكمال المشروع وتشغيله سيكون انفتاح أفق أرحب في عالم الصناعة والتجارة السعودية، من خلال النضوج الاقتصادي، وخلق فرص عمل وفيرة للشبان السعوديين، إلى جانب المردود المستمر في اقتصاد الدولة. هل يراودك الحنين ل"سدافكو"خصوصاً أنك قضيت فيها سنوات طوالاً؟ - لا أنكر أن"سدافكو"صقلت خبرتي اقتصادياً لأكثر من 22 سنة، وخلال تلك الحقبة الزمنية تغيرت هوية"سدافكو"من خلال العمل وتطور الشركة، وهي الرائدة في صناعة الأغذية في المملكة، والقائمون عليها حالياً سيكملون المشوار، ولا أنكر أن الشركة من أهم مراحل حياتي العملية، جئتها وعمري 27 سنة، وهي السن - كما أسلفت سابقاً - التي يمكن أن تطور وضع الشخص وخبرته، وبفضل الله اكتسبت الخبرة الناضجة والعلاقات الوطيدة مع رجال الأعمال. وأخيراً آثرت الجلوس والابتعاد عنها، حتى وإن كان هناك اختلاف في وجهات نظر أعضاء مجلس إدارة الشركة، والفرصة متاحة في مجال أرحب. ماذا عن رحلة الطفولة والدراسة؟ - درست المرحلة الابتدائية في مدارس الفلاح في جدة، والمرحلة المتوسطة في مدارس الثغر النموذجية، والمرحلة الثانوية في مدرسة الشاطئ الثانوية، ثم الشهادة الجامعية من القاهرة، والماجستير من ولاية كاليفورنيا الأميركية. ما علاقتك بالرياضة؟ - علاقة وطيدة بدأت منذ طفولتي وقبل المرحلة الابتدائية، من خلال ممارسة الهواية المفضلة كرة القدم، ثم تطورت إلى الأفضل في السنوات التالية. ومتى بدأت علاقتك ب"قلعة الكؤوس"؟ - بدأت علاقتي بالنادي الأهلي وأنا في المرحلة الابتدائية، وتفجرت في تلك الحقبة الزمنية، خصوصاً بعد فوز الأهلي على الاتحاد بنتيجة خمسة أهداف في مقابل هدف يتيم للاتحاد، في ملعب الصبان في الثمانينات الهجرية، وعمري ما بين10 و12 سنة آنذاك، واستمر هذا الحب حتى الوقت الراهن، على رغم أنني انقطعت عن النادي بعد الثانوية ثماني سنوات بسبب دراستي الجامعية والماجستير، إلا أنني كنت أتابع أخباره من خلال الصحافة والتلفزيون، وبعد ذلك عدت للنادي. هل تحتفظ بذكريات قديمة مع الأهلي؟ - نعم، أحتفظ بحب النادي أولاً، ثم أحتفظ بأول بطاقة عضوية بتوقيع الأمير خالد بن عبدالله إبان رئاسته الأولى للنادي، عندما أسس مجلس أعضاء شرف الأهلي، وكان مقر النادي في الكندرة، كانت سعادتي بتلك العضوية كبيرة وكأنني حققت الكأس، فتجدني أيام الثانوية أحملها معي وأجعل أصدقائي يشاهدونها، ومنذ ذلك كنت أشارك في اجتماعات أعضاء الشرف، كما أنني خدمت النادي إدارياً. يقال إنك كنت تشارك في تدريبات الفريق؟ - نعم، ولكن ليس في شكل رسمي، كان يحدث ذلك في الإجازات أيام الجامعة، وأتذكر من اللاعبين أمين دابو وطارق كيال ومعتمد خوجلي وعلاء رواس. كيف ترى علاقتك بأبنائك؟ - بالتأكيد علاقة وطيدة، يسودها الحب والاحترام والتقدير. هل ينتسبون إلى الوسط الرياضي؟ - هم من عائلة أهلاوية، وانتماؤهم أهلاوي بكل ما تعنيه الكلمة، وهم يذكرونني بطفولتي. أين أنت من أصدقائك؟ - هم كثر بفضل الله من داخل الوسط الرياضي ومن خارجه، ومعظمهم ميولهم اتحادية بحتة. أين تفضل قضاء إجازاتك الأسرية؟ - في الصيف في سويسرا، وفي الشتاء في دبي. أنت مثالي في شكل مبالغ فيه؟ - المثالية في التعامل الجاد والنظيف مع الناس غيبت وهمشت، واستبدل بها الضعف، وهل هذا هو المعنى الحقيقي؟ يا سيدي إدارتنا تتعامل بجد، وبحسب اللوائح والأنظمة، فعندما يحتاج الأمر للشدة نفعل ذلك، وعندما يكون الوضع مغايراً نعطيه ما يستحقه. عندما ينتصر فريقك يتطاير شماغك كالأطفال الأبرياء؟ - الفرحة أساسها البراءة والتعبير الصادق، ولحظات الانتصار أعيشها بكل معانيها، حتى في لحظات الهزيمة يكون الانطباع مغايراً. يقال إن الأمير خالد هو قلب الأهلي النابض؟ - من دون شك هو كذلك، قدّم للأهلي الكثير ولا يزال يقدم ويدعم، وله جزيل الشكر والتقدير، إلى جانب رئيس هيئة أعضاء شرف الأهلي الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، وبقية أعضاء الشرف على ترشيحهم لي، وآمل من الله أن أكون عند حسن ظنهم، وأحب أن أؤكد أن للأمير خالد مواقف لا يتسع المجال لذكرها، فهو شخص رائع بكل ما تعنيه الكلمة. ماذا تقول عن هؤلاء... نيبوشا وصاحب العبدالله وإبراهيم هزازي؟ - نيبوشا: مدرب وضع بصماته، وإن شاء الله يستكمل السنة، ويهيئ العناصر الشابة للانتصارات. - صاحب: لاعب مميز، وإن شاء الله يأتي الحل الشافي المناسب لمشكلته. - إبراهيم هزازي: عنصر شاب جيد ومن النجوم الواعدة، وأما مشاركته في مباراة وإبعاده في أخرى فأمور فنية تخص المدرب وحده، وبحسب الخطط الفنية. أخيراً... على رغم تجاوزك ال50 إلا أنك تحتفظ بوسامتك، فما السر في ذلك؟ - يضحك كثيراً هذه نعمة من الله، والبعد عن الهموم والمشكلات والتعامل معها بحرفية وقت حدوثها وبعقلانية ضرورة، ومخافة الله في المقام الأول، وفي الحديث الشريف ما معناه:"روحوا القلوب ساعة وساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت". إلى جانب أنني أمارس الرياضة اليومية من خلال إجراء بعض التدريبات في غرفة الرياضة الخاصة في بيتي، ومن خلال الأندية الرياضية. علاقة الرئيس بالمدرب على رغم أن الرئيس أحمد المرزوقي ينفي وجود أي توتر في العلاقة بينه وبين مدرب الفريق الصربي نيبوشا موسكوفيتش، إلا أن القريبين من البيت الأهلاوي يؤكدون أن لغة التفاهم بين الرئيس والمدرب شابها بعض البرود، بسبب رفض المدرب التعاقد مع المهاجم التونسي هيكل قمامدية بديلاً لابن جلدته ميدراج، بل أن نيبوشا هدد بعدم إشراك اللاعب وقال:"أنا المدير الفني للفريق وأكثر الأشخاص معرفة بحاجات الفريق، والتعاقد مع المهاجم التونسي فيه تجاوز لصلاحياتي، فأنا لم أعرف بالتعاقد مع هيكل قمامدية سوى من الصحف". وجاء الرد حاسماً وسريعاً من رئيس الأهلي أحمد المرزوقي، عندما طلب من نيبوشا التفرغ للعمل وعدم التدخل في أعمال إدارته وقال:"نحن نسعى في الإدارة للبحث عما يفيد الأهلي ومسألة اعتراض نيبوشا على التعاقد مع هيكل قمامدية فيها تجاوز لحدود مهمة المدرب". وصرح أحمد المرزوقي في غير وسيلة إعلامية أنه إذا استمر نيبوشا في الاعتراض فسيكون مصيره الإلغاء. وتشير مصادر مقربة من الرجلين إلى أن المياه بدأت تعود إلى مجاريها بعد فوز الأهلي على النصر في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بنتيجة ثلاثة أهداف من دون مقابل بعد جهود بذلتها أطراف أهلاوية لإذابة جبل الجليد بين الرئيس والمدرب. المرزوقي مع التخصيص التدريجي يرى رئيس الأهلي أحمد المرزوقي أن الأجواء المحيطة بالأندية السعودية، لا تسمح بتخصيص الأندية التي يطالب بها الكثيرون، ويذهب المرزوقي إلى أن التخصيص هو الخيار النهائي للأندية، لكنه قال:"أنا ضد أن ترفع الدولة يدها عن الأندية بعد تخصيصها، فالأندية أماكن لممارسة أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية من فئات المجتمع، ويُخشى في حال تخصيصها وقصرها على تحقيق الأرباح أن يبتعد منها ممارسو تلك الأنشطة". وذكر المرزوقي ان الخصخصة يمكن أن تتم في شكل تدريجي، وقال في هذا الصدد:"أنا من مؤيدي الخصخصة التدريجية، بحيث تنتقل ملكية الأندية في شكل جزئي إلى القطاع الخاص، وتكون الدولة هي المختصة بالإشراف على الأندية في هذه المرحلة". وأضاف المرزوقي:"يمكن بعد هذه المرحلة الانتقالية، أن تسند المهمة بكاملها إلى القطاع الخاص، بشرط أن تبقى بعض الأنشطة تحت إشراف الدولة، كالنشاطين الاجتماعي والثقافي، أما النشاط الرياضي فيكون تحت مظلة القطاع الخاص".