ربما أنت مثلي، لا تصدق أن يكون في بلدنا الكريم من يتجرّأ على سرقة سلة محتاج، بات يعدُّ الشهر ليلة ليلة، للحصول عليها، ليعول أسرته. وهذا المحتاج المسروق هو أحد المواطنين، مِمَّن تعفَّفتْ نفسه عن سؤال الناس، والتسول في جيوب الآخَرين، مِمَّن يحملون في أرواحهم رصيداً ضخماً من المروءة المتأصلة، فلم تسلك به نفسه الشريفة طريقَ الحرام في كسب قوته وقوت مَنْ يعول، ولم يتلبَّس بصفة الجشع. وما أذكره هو إحدى السرقات التي تتكرر كثيراً أمام جمعيات البر المنتشرة في الأحياء. سرقات دأبت عليها عصابات منظمة أو شبه منظمة، من بعض الجنسيات المقيمة، معروفة بالسرقة والنشل. تصوَّروا... مواطن يُسْرَق حقُّه من مقيم في وطنه! ربما يكون هذا المتعدي اللص لا يحمل إقامة شرعية في بلادنا! فمَنْ يحمي هذا المواطن المحتاج من صعاليك المجتمعات؟ هذه المأساة المستمرة الحدوث أكدها بغيظ وشدة امتعاض، محمد بن عبود الدوسري أحد المتعاونين مع جمعية البر في حي معكال، الذي أكد وجوب عدم الاستسلام لهذا الوضع مواطن يُسْرَق في وطنه، وعدم غض الطرف عن هذه الجريمة التي تتكرر كثيراً، خصوصاً في شهر رمضان الكريم. واقترح عبدالله عبدالعزيز أحد المتعاونين أيضاً توفير الحماية لهؤلاء الضعفاء، من خلال دورية أو دوريتين من الشرطة في الحي، مشدداً على ضرورة تطهير الحي المستهدَف من الأيادي السوداء السارقة ما ليس لها. ويضيف:"أن خير طريقة لحماية هؤلاء الضعفاء وأموالهم، أن يعطوا شيكات مصدقة، وأن تبادر سيارات الجمعيات الخيرية إلى إيصال سلة الأغذية وغيرها إلى بيوتهم، وهذا بدوره يقلل من ظاهرة الازدحام وانتظار ساعات طويلة من الأفضل أن تُستثمر في ما يناسب روحانية هذا الشهر الفضيل". ويؤكد عبدالله أن خير علاج لأي ظاهرة هو الوقاية منها،"لا بد في البداية من التشديد على المارقين عن نظام العمل والإقامة، والضرب عليهم بلا هوادة أو رحمة، ومن ثم إصدار أحكام أكثر صرامة وشدة، ليبقى هذا البلد الأمين بلا مخالفين، وهو ما سيتبعه بالتأكيد تقليص كبير في صور المخالفات من سرقات وأعمال تزوير وغيرها كثير قد لا يظهر في الظلام". كما تمنى أن يتوسّع نطاق المداهمات، ويستمر ليشمل كل بقعة في البلد،"هناك أماكن كثيرة تتكاثر فيها عمالة غير نظامية ومقيمون غير نظاميين، فنجدها مثلاً في المزارع والأحياء الصناعية والقديمة والاستراحات ومحطات الوقود على الطرق السريعة"، مشيراً إلى أن الجميع ينتظرون قرارات جديدة على مخالفي العمل والإقامة تهدف إلى التقليل من هذه العمالة الوافدة بقدر الاستطاعة، خصوصاً من يكثر فسادهم وشرهم في هذا البلد، وأن تطبق أحكام التزوير وترويج المخدرات على كل من تتطابق حاله وجرائمه مع أصحاب التزوير وترويج المخدرات. وفي الختام هناك سؤالان من الأهمية أن نجد لهما إجابة، الأول: هل وقفْنا على العوامل المساعدة على تكاثر العمالة الوافدة في بلادنا؟ الثاني: ما مدى أثر نظام الزيارة للحج والعمرة في كثرة الوافدين المتخلفين؟ الرياض - عبيد الدوسري