يركض أطفال الحي من منزل إلى منزل آخر متسابقين، تجتاحهم نشوة العيد وهم يطرقون أبواب الأهالي والجيران بعد صلاة العيد مباشرة، ليحصلوا على العيدية. هذا التقليد الذي لا يتنازل عنه الأطفال وحتى الكبار أحياناً وإن اختلفت صوره لديهم عن الأطفال، هو العادة التي لا تندثر بدءاً من أول يوم العيد وحتى بقية أيامه. فرحة العيدية التي ينتظرها الأطفال تشكل لهم إحساساً مميزاً يشعرون معها بفرحة لا توصف، ولا ضير إن حصل الطفل على ريال واحد، فهو سيجمع حتماً عدداً من الريالات بعدد بيوت جيران الحي. ولكن بعض الأهالي لا يكتفي بعيدية من الريالات، وإنما يقدمون رشة من حلويات العيد على الأطفال. أما الجارات فيقدمن لكل طفل مع الحلويات مخبوزات الضيافة المتعارف عليها في كل منزل مديني، احتفاء بالعيد من المعمول والغريبة وأنواع من البسكويت الخاص بعيد الفطر السعيد. وعن العيدية وإحساس الأطفال بها، يقول حسام علي: فرحة العيدية لدى الأطفال لا توصف. ويكاد لا يماثلها أي شعور. لأن الطفل يسمح له في العيد بتناول الحلويات التي تنهى معظم الأمهات عنها أحياناً كثيرة، كذلك يجمع الأطفال حصيلة العيد ليبنوا عليها مشاريعهم الصغيرة كأحجامهم البريئة، التي وإن كبرت لا تصغر عن شراء لعبة يسعد ويفرح بها الطفل، وتشكل له ذكرى قيمة في عيده المقبل. كما ينال الأطفال العيدية تلك العادة التقليدية غير القابلة للانقراض من الجد والجدة، وبطبيعة الحال من بقية أفراد العائلة الكبار طبعاً، وحالياً أصبحت العيدية بأشكال جديدة، وذلك لتغيير جو الرتابة بين عيد وآخر بين أبناء العائلة الواحدة. وتذكر السيدة نجاح سعيد"للتغيير من شكل تقديم العيدية للأطفال بين سنة وأخرى، والاحتفاظ في الوقت نفسه بها كعادة، نفكر ملياً في إسعاد الأطفال وإدخال البهجة على نفوسهم، من خلال تقديم ابتكارات جديدة وجذابة على نفوسهم الصغيرة". وتقارن السيدة سعيد بين العيدية في الماضي والوقت الحالي قائلة: كنا أيام طفولتنا قديماً نقف على أبواب الحارة ما بين بنات وصبية لنردد جميعاً قائلين"يا عمي أعطينا العيدية يا عمي بكرة ما فيش"، ثم تنزل علينا القروش والحلويات من أهالي الحي والجيران. وكنا لا نحصل على ريال أو ريالين إلا من شيخ أو عمدة الحارة ومن كبارها. وبالعودة إلى الوقت الراهن تضيف، أما الآن، ومع تغير الزمن أصبح الصبية فقط هم من يقفون على أبواب أهالي الحي، خوفاً على البنات الصغيرات اللائي لا يحصلن على العيدية إلا بصحبة ذويهم، وحالياً نقوم بعمل مبتكرات لأطفال العائلة والأصدقاء بعيدية من نوع آخر. وعيدية السيدة سعيد هي رمي بالونات مملوءة بالريالات بمبلغ معين، ويحاول الأطفال إخراج الريالات منها بعد إتلاف تلك البالونات، ثم يقوم كل طفل بعدّ ما استطاع تجميعه. وضمن تلك الابتكارات تشتري بعض الأمهات مجموعة من الأقلام الملونة، التي تبدو على أشكال متنوعة من المزخرف وأشكال بعض الحيوانات والزهور بلصق حلاوة العيد مع بعض النقود. وتقول السيدة هوازن إسماعيل إنها تقوم بذلك العمل منذ بداية رمضان لتوزيعها بعد صلاة العيد في المشهد، وعند الأهل خلال زيارات العيد، وأختار تلك الأقلام لكي يستفيد منها الأطفال في الرسم أو الكتابة، حتى بعد تناول الحلوى وصرف المبلغ النقدي. وتسترسل قائلة: وهناك أفكار أخرى كعمل كيس صغير من الأوراق الملونة والمزينة، وفي داخله حلويات ومعمول العيد المغلف، يسعد بها الأطفال كهدية عيد لا ينسونها على الإطلاق.