"سيكون جاهزاً بعد العيد"،"أستطيع إنهاءه لكن يجب احتساب أجر إضافي"، أشهر عبارات الخياطين في العشر الأواخر من رمضان. أم أحمد 35 عاماً لم تجد خياطاً متفرغاً لتثبيت"كلفة"على فستانها"دارت على جميع الخياطين والمشاغل في مدينة الرياض لكنهم جميعاً مشغولون، وفي النهاية عرض علي أحد الخياطين تثبيت الكلف بسعر مضاعف". واعتبرت أن بعض الخياطين جشعون"يركنون طلبات أناس عاديين لحساب بعض الزبائن الذين يدفعون مبالغ إضافية". أما نوال 30 عاماً فلم يفدها وضع فستانها في مشغل قبل بدء شهر رمضان كثيراً، إذ لم يجهز حتى الآن:"كلما ذهبت لاستلامه يؤجلون ذلك إلى يوم آخر، وصلت إلى مرحلة حرجة من الشهر وأخشى أن يدخل العيد ولم ينتهِ بعد". ولا تختلف معاناة الرجال عن النساء، فخالد 30 عاماً تعلم من تجارب سابقة أن من يريد ثوباً جديداً قبل العيد فيجب عليه حجز دوره قبل دخول رمضان للتأكد من انتهائه في الموعد المحدد. أما عبدالله محمد فتوصل إلى قناعة استحالة إيجاد خياط ينجز عمله في العشر الأواخر من رمضان. وأرجع الخياط الهندي جمال التأخير في انجاز الطلبات إلى الضغط الشديد والكمية الكبيرة من الطلبات التي يجب انجازها قبل العيد. وأضاف أن تأخير بعض الطلبات ليس جشعاً بل هو استفادة من الموسم"الفائدة الحقيقية التي نجنيها هي في مواسم الأعياد والإجازات، ولذلك نجمع أكبر قدر من الطلبات للحصول على مكاسب". ووافقه زميله الخياط النسائي دالاور"من تدفع سعراً أعلى ينجز عملها بشكل أسرع". وأضاف أن المكاسب التي يحصل عليها الآن ضرورية لتعويض خسائر كساد المحل طوال العام.