الراتب الذي يتقاضاه الشاب محمد القحطاني من عمله موظف استقبال لا يكفيه، إذ لا يتجاوز 1500 ريال، لذلك يضطر إلى نقل زبائن من مطار الملك خالد الدولي وإليه في سيارته الخاصة ما يؤمن له دخلاً يعينه على مشاق الحياة. القحطاني هو واحد من مئات المواطنين الذين"يكدّون"لتأمين دخل إضافي، لكن إذا استثنينا دوريات المرور التي تلاحق"الكدادة"الذين يستخدمون سياراتهم الخاصة في نقل الزبائن، فإن ما ينغص عيش هؤلاء المنافسة التي يجدونها من المقيمين. يقول القحطاني:"أتوجه في ساعات الصباح الباكر إلى مطار الملك خالد الدولي سعياً وراء نقل بعض المسافرين، لكن عدداً كبيراً من المقيمين يسرقون الزبائن لأنهم يعرضون أسعاراً رخيصة جداً". ويضيف:"غالبية الأجانب لا يقبلون بإيصالهم عندما يعلمون أنني لست سائق سيارة أجرة، أما السعوديون فيوافقون، خصوصاً بعدما أخبرهم أني لجأت إلى هذه المهنة لتحسين دخلي ولسداد أقساط السيارة ومساعدة أسرتي". ويتحدث زميله نايف العنزي عن التعاطف الذي يجده من السعوديين:"في كثير من الأحيان يفاصل الزبون السعودي في السعر، وأحياناً يتمسك بسعر يعلم أنه غير مناسب، وأثناء تبادلنا أطراف الحديث خلال الطريق، يعلم بحاجتنا، فنفاجأ به يدفع ضعف المبلغ المتفق عليه، وأحياناً أكثر من ذلك"، مضيفاً: إن بعض الأشخاص الذين يسيئون لمهنة"الكدادة"هم من جعل بعض الركاب يتخوفون منهم". ويعتبر المواطن محمد الحربي أن لجوء بعض الشباب إلى هذه المهنة بدل البطالة والتسكع في الشوارع أمر جيد. ويضيف:"يستحق هؤلاء الشبان التشجيع، ولا أبالغ إن قلت إنني أشعر بالفخر لوجود هؤلاء الشباب الذين وجدوا لأنفسهم مخرجاً من البطالة". ويشير إلى أن بعض"الكدادة"الذين يعملون على نقل المسافرين بين المدن يحققون دخلاً كبيراً، داعياً إلى استثمار الفرص"على رغم منافسة الوافدين للمواطنين في مختلف المجالات، إلا أن للمواطن الكثير من الامتيازات التي لا يتمتع بها الوافد، وأعتقد أنه على الشباب استغلالها، لشق طريقهم وبناء مستقبلهم".