عندما كانت كرة القدم مهنة الفنانين قبل أكثر من عقدين، وعندما كان الناس فيها بين اثنين، أولهما فنان يقدم المتعة وآخر مشاهد يطرب لها, كان بدر الحقباني طفلاً يرى في فريق النصر"مؤسسة إنتاج"مناسبة لمواهبه وطموحاته، إذ كان وقتها النصر مسرحاً جميلاً يقدم المتعة ويسلب الأنظار بلاعبيه الكبار ونجومه المتلألئة. وبدأت أولى أحلام صانع الألعاب الصغير تتحقق عندما انضم لناشئي النصر وتدرج حتى وصل للفريق الأول، وتخلل عمره الطويل في النصر محطات مشرفة مع المنتخبات السنية السعودية حتى وصل بعد ذلك لأن يكون قائداً للنصر وملهماً جماهيره. ولأن المثل يقول"إذا دخل المال من الباب هرب الحب من الشباك", فقد تحقق فعلياً على أرض الواقع ما قاله المثل وانتهت سنون العسل بين القائد الصغير وناديه الكبير. طلب الحقباني ثلاثة ملايين ريال في مقابل التجديد لخمس سنوات هي ما تبقى له"افتراضياً"في عمره الرياضي, وهو يرى أنه قدم الكثير للنصر ويستحق بعض ما يأخذ أقرانه في الفرق الأخرى، فضلاً عن مكانته بين لاعبي فريقه في وقته الحالي, لكن النصر لم يعرض عليه سوى 900 ألف ريال، رأى فيها جمهور النصر قبل اللاعب إهانة أكثر منها عرضاً مناسباً لختام المشوار. عند هذا الوضع المفصلي لم يجد الحقباني وهو تلميذ قائد بوليفيا خوليو سيزار حلاً سوى التلويح بالرحيل على رغم عشقه وحبه الكبير للنصر وجماهيره. دخلت بعض الأندية في الطريق ومنها الجار اللدود نادي الهلال وتسربت بعض الأنباء أن الهلال عرض المبلغ الذي طلبه الحقباني من إدارة ناديه مقابل التوقيع، ولكن"العاشق الصغير"تريث لأمرين, أولهما أنه يريد منح كامل الفرصة لإدارة النصر قبل اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تقطع الود بينه وبين جماهير النصر, والأمر الآخر هو ما تبقى في عقده من أيام ربما لا يعيشها مرة أخرى في عشقه النصر. على رغم أن إدارة النصر تعي جيداً حجم قائد فريقها الأول، وعلى رغم مايمثله الحقباني بجوار زميله الآخر المهاجم سعد الحارثي للنصر في مشاركاتهما المنتخب السعودي من بعد إعلامي, إلا أن ذلك لم يشفع للاعب في الحصول على ما يريد، إذ رفعت الإدارة المبلغ إلى مليوني ريال نصفها يتسلمه على دفعات قد تأتي أو لا تأتي. المؤشرات حتى اللحظة تدفع بالحقباني للرحيل، ومن يدري فقد يكون هذا ما تريده الإدارة ويمنعها من إعلان هذا الهدف ما قد يحدث من" توابع"يكون بطلها جمهور النصر.