زوران ماميتش لن يكون رحيل المدرب الكرواتي زوران ماميتش من تدريب النصر سلبياً على الفريق الذي يكافح من أجل المنافسة على صدارة ترتيب "دوري جميل" واستعادة لقبه الذي انتزعه الأهلي في الموسم الماضي وحسب، بل ستمتد تداعياته إلى آلية وطريقة العمل التي يسير عليها الفريق بعد أن اتضح منذ بداية الموسم أن الكرواتي الذي لفت الأنظار بعمله الفني الكبير، غير قادر على السير بالشكل المثالي نتيجة غياب البيئة المثالية والجاذبة. لم يكن زوران ماميتش أول المدربين المميزين والذين يحملون سيرة ذاتية جاذبة حضوراً إلى الملاعب السعودية ويرحلون لأسباب غير فنية، وتحديداً بسبب الحروب التي تخاض ضدهم بسبب تفضيل لاعب أو أكثر من نجوم الفريق على قائد المجموعة وانتصار المصالح الفردية على روح الفريق، فالمدرب عانى كثيراً منذ فترة الإعداد التي شهدت إبعاد المشرف السابق بدر الحقباني والذي كان يقدم عملاً لافتاً ويحظى بثقة الجماهير وشرفيي وإدارة النادي قبل أن يفضل الرحيل بسبب الحظوة والنفوذ الذي يحظى بهما بشكل عجز النصراويون أنفسهم عن تفسيره، قبل أن يلحق نائب الرئيس عبدالله العمراني بالحقباني وهو الذي كان أكبر الداعمين لسياسة زوران. وبالنظر لحالات مماثلة في أندية عدة، كان قائد الاتحاد السابق محمد نور مثار أحاديث إعلامية عن قدرته على إبعاد أو إبقاء المدربين بمجرد البقاء على علاقة جيدة معه، والأمر هنا لا ينطبق على نور أو عبدالغني مع الاتحاد والنصر بل ينسحب على أندية عدة. لا يمكن تبرير حدوث مثل هذه الحالات في الأندية السعودية، إذ أصبح مألوفاً أن يتم التفريط بمدرب يملك قدرات كبيرة وحضر بملايين الدولارات من أجل خاطر لاعب أو اثنين يستطيعان التأثير على بقية اللاعبين ويحاولان قيادة تمرد لإسقاط قائد المجموعة والمسؤول عن إدارة شؤونها، والمؤسف أن إدارات الأندية تتماهى وتسير في الغالب مع إرادة هؤلاء اللاعبين حتى لو كان ذلك على حساب الاستقرار الفني وخسارة أموال طائلة وأحياناً الدخول في نفس الشكاوى المالية، وكل ذلك من أجل إرضاء لاعب أو اثنين يحظيان بحصانة إدارية من الممكن أن تكون أكبر من الكيان وجماهيره، فمتى تندثر مثل هذه الحالات من أنديتنا ومتى يعي الرؤساء والمسؤولون أن الكيانات أكبر بكثير من مزاجية وأهواء لاعب مهما كان حجمه وموهبته وجماهيريته؟