تجدد امتناع الكادر الطبي في مقر الشركة المشغلة للمستشفيات في محافظة الخبر أمس، بعد أن تخلف مسؤولو الشركة عن الوفاء بتعهد قدموه للممتنعين الأربعاء الماضي، بتسليمهم مستحقاتهم من الرواتب والحقوق المتأخرة، منذ إنهاء الشركة عقدها التشغيلي في مستشفى"بقيق"العام قبل نحو خمسة أشهر. ويعتزم الكادر الطبي"التوقف عن الطعام"لتحقيق مطالبهم، فيما تمكنت ممرضات فيليبينيات من أخذ حقوقهن والاستعداد للسفر. وأنهت الشركة الإمتناع الأول الذي بدأ الاثنين الماضي، بنقل نحو 30 طبيباً وممرضاً وفنياً، إلى مقر سكنهم في بقيق، بشرط أن تقدم لهم مستحقاتهم، إلا أن النتيجة جاءت بخلاف ما توقع معظم الأطباء، إذ قامت إدارة الشركة بإنهاء وضع بعض المتضررين فقط، وهم"لا يتعدون نحو عشرة في المئة من مجموع المتضررين"، كما قال أخصائي الأشعة الدكتور هشام عمر. وشهد أمس إنهاء وضع الممرضات من الجنسية الفيليبينية، من دون غيرهن من بقية الطاقم الطبي. ويقول عمر:"إن إنهاء وضع الممرضات فاجأ الجميع"، وتساءل"ما السبب في التعامل معهن بهذه الطريقة من دون غيرهم من بقية المتضررين؟". وحظيت الممرضات الفيليبينيات باهتمام خاص من مكتب العمل والعمال في الدمام، عبر إرسال مندوب عنها إلى مقر الشركة والتقصي عن أحوالهن، إلا أنه جاء متأخراً فقد خرجت الممرضات بحقوقهن من مقر الشركة، ولم يعد لوجوده فائدة. ويقول عمر:"حين طلبنا من المندوب أن ينظر في قضيتنا قال لنا إنه: غير مخول بذلك، وأن عمله يقتصر على النظر في وضع الممرضات الفيليبينيات من دون غيرهن". ويؤكد عمر"أنه على رغم من رد مندوب مكتب العمل، الذي رفض ذكر اسمه لنا، إلا أننا أطلعناه على أوضاعنا كافة منذ بدء المشكلة وحتى آخر المستجدات فيها"، إلا أن رد المندوب فاجأ المعتصمين طالباً منهم"التقدم بشكوى حتى يمكنه التعامل مع الوضع"، وأضاف عمر"قدمنا شكوى إلى جهات عدة". ونفى أن تكون سفارات الدول التي ينتمي إليها المعتصمون، وهي السورية والمصرية والباكستانية والهندية، أرسلت مندوبين عنها لمتابعة أوضاع أفراد جاليتها في القضية، ويوضح"لم يحدث ذلك لنا، عدا الممرضات الفيليبينيات، إذ كانت سفارتهن تتابع الموضوع في شكل واضح، لذلك انتهت أزمتهن بسرعة". وجدد مدير الشركة أمس، عبر محاسبها الموجود في مقرها في الخبر، وعده بصرف مستحقات المتضررين مساء اليوم، إلا أن الأطباء والممرضين الموجودين رفضوا الخروج من المقر والعودة إلى سكنهم في بقيق، مجددين بذلك امتناعهم، وإن لم يكن مثل الأول من حيث العدد. ورفض المحاسب في الخبر أن يدلي بأي تصريح ل"الحياة"أو شرح لطبيعة الوعد الذي قطعه مدير الشركة. يذكر أن المتضررين قدموا شكوى إلى مكتب العمل والعمال في المنطقة الشرقية، وحوّل المكتب قضية الأطباء والكادر الطبي إلى شرطة بقيق بعد امتناع صاحب الشركة أو مندوبها عن الحضور وتسوية القضية مع الأطباء، وكذلك قام مكتب العمل في بقيق بمخاطبة مكتب العمل والعمال في الدمام ووزارة العمل في الرياض، لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حق صاحب الشركة. إلا أن سير الوضع يدل على عدم تحقق شيء في صالح الأطباء وبقية الكادر الطبي.