تأهبت معظم الأوساط الشبابية في جميع المناطق، ومنذ وقت باكر لاستقبال الشهر الفضيل، بأنشطة ورياضات ذات نكهة رمضانية مختلفة، ومن ضمن هذه الأنشطة الدورات الرياضية الرمضانية تجمع الشباب سواء من سكان الحي نفسه أم الأحياء المجاورة. وتكمن روعة وأهمية هذه الدورات، بحسب الشاب عمر الكاف، في أن أغلبها يكون منظماً من أبناء الحي نفسه أو الفريق، ويتم إشراك عدد من الفرق من أحياء مختلفة من دون الاعتماد على جهات رسمية خارجية، على رغم أن لديها مثل هذه الأنشطة، مشيراً إلى أن "عدداً من مندوبيات الأحياء وكذلك المؤسسات تقيم مثل هذه الدورات، ولكن تلك المرتبطة بالأحياء الشعبية هي دائماً الأفضل والأكثر حماسة وشهرة". ويقول حسين العمودي أحد المنظمين لهذه الدورات إن الدوري الرياضي هو مكان لاجتماع أهل الحي من الشباب من مختلف الأعمار، إلى جانب مشاركة عُمد الأحياء في هذه المناسبات، فهم يعلمون ما تعنيه هذه الدورات من أهمية لشباب أحيائهم، حتى أنهم يبادرون كل عام للحصول على المساحات الأرضية المناسبة التي تتم عليها اللقاءات وتوفرها لشباب الحي، وعن طريقهم يتم الاتصال بالجهات المعنية وأخذ التصاريح اللازمة، حتى يتمكن الشباب من التنظيم بحيث لا تقتصر على عمر معين. عمدة حي حارة البحر واليمن عبدالصمد محمود عبدالصمد، يؤكد أن هذه الأنشطة مفيدة للشبان، خصوصاً في هذا الشهر الذي ترتفع فيه نسب تعاطي الطعام، إلى جانب أنها تشغل وقت فراغهم، كما تزيد من الألفة والمحبة بين أهالي الحي. يقول:"تعتبر هذه الدورات من سمات شهر رمضان، ونحرص سنوياً على الإعداد لها منذ وقت باكر". وفيما يعتبر البعض أن هذه التجمعات مكاناً خصباً لحدوث المشكلات والمشاجرات بين شبان الأحياء، ينفي عمدة القريات عبدالله القرني هذا القول، مؤكداً أن الشبان لديهم من الوعي الكثير، ويعون جيداً أهمية هذه اللقاءات وارتباطها بالشهر الكريم وسماحته. يقول:"نحرص على إقامة مثل هذه الدورات في كل عام، لإشغال وقت فراغ الشباب، وهي أيضاً فرصة لإبعادهم من الأسواق ومضايقة العائلات في الأماكن العامة"، أما عمدة حي البغدادية الغربية هشام أبو العينين، فيؤكد دعمه للشبان والأنشطة الرياضية في رمضان، بما يعود بالفائدة على أبناء الحي، يقول:"أتمنى أن تستمر مثل هذه العادات المسلية والمفيدة، لكن لا بد من تجهيز الملاعب وإنارتها، وكذلك القيام ببعض الأعمال التي تضفي لوناً احتفالياً على المكان قبل بداية الشهر، وهي مسؤولية تناط غالباً بالمنظمين الشبان". من جهته، يقول بكر عبدالله، وهو أحد الشبان المشاركين في هذه الدورات، إن"عدداً من كبار اللاعبين خرجوا إلى الملأ عبر الدورات الرمضانية، حتى وصل بعضهم إلى المشاركة في المنتخبات الوطنية الأولى"ويشير إلى أن هناك دورات شعبية اكتسبت شهرة واسعة، وأصبح الجميع يعرفها كدورة"ملعب البعداني"في جدة، و"ملعب البحر"في مكةالمكرمة. أما عبدالله فلاة فيقول، إن"هناك عدد من المؤسسات وحتى الجهات الحكومية، وأيضاً مندوبيات الأحياء تقيم مثل هذه الدورات، وهناك دورات منها أخذت طابع الشهرة كدورة كتيبة الحرس التي ينظمها الحرس الوطني كل عام، ولم يقتصر الأمر على كرة القدم بل شهد كرة السلة وعدداً من الأنشطة الأخرى". ويأخذ هؤلاء الشبان على البلديات وبعض الجهات المعنية، عدم تعاونها بتقديم الخدمات لدوري الأحياء، كإيصال التيار الكهربائي، خصوصاً وأن معظم الدورات يتم تنظيمها في الفترة المسائية، يقول الشاب صالح الحربي، إن العمد يسهمون في إصدار التصاريح من الشرطة، لكنهم لا يستطيعون مساعدتنا في توفير الكهرباء للملعب". أما همام عادل وهو أحد الشبان المشاركين، فيرى أن هذه الدورات الرمضانية مكان للالتقاء بالأصدقاء القدماء والغائبين لظروف العمل أو الدراسة، يقول:"أحرص على الحضور يومياً من الحي الجديد الذي أقطنه إلى الحي القديم الذي تقام فيه الدورة الرمضانية، ليس فقط للمشاركة باللعب، لكنها فرصة لرؤية الأصدقاء واسترجاع الذكريات والأيام الجميلة، وهذه حال معظم الشبان الذين انتقلوا من هذا الحي الى أحياء جديدة".