تسنح الفرصة في رمضان أكثر من غيره من شهور السنة أمام المدخنين للإقلاع عن التدخين نهائياً، مستغلين فترة الصيام الطويلة نهاراً. مع العزم على الامتناع عن التدخين ليلاً. ويلفت المدير العام لجمعية مكافحة التدخين في جدة محمد بن مرزوق الحارثي في تصريح إلى"الحياة"إلى العديد من الفرص لوصول برامج التوعية بأضرار التدخين إلى الشبان وشرائح المجتمع كافة، من طريق المحاضرات، والعروض التوعوية في الجامعات، والكليات، والمدارس، والمساجد. وتدير جمعية مكافحة التدخين في جدة عيادة خاصة لمكافحة التدخين، مجهزة بالمعدات والتجهيزات الضرورية كافة لمساعدة المدخنين عن الإقلاع عن المادة المضرة. ويؤكد اختصاصي العلاج في العيادة سعيد الكثيري أن الإقبال على العيادة زاد منذ بداية شهر رمضان من مختلف شرائح المجتمع وطبقاته أكثر منه في أيام العام الأخرى. وأوضح أنه بعد استقبال المدخن الراغب في الإقلاع عن التدخين وتقويم وضعه يتم ترتيب ست جلسات علاج تكون كافية لمساعدته في الإقلاع عن التدخين من دون رجعة، وتستغرق كل جلسة منها نصف ساعة، يستخدم فيها جهاز يصدر ذبذبات خاصة لتحفيز الغدة النخامية على إفراز مادة"الاندروفين"لكي تكون نسبتها في الدم أكثر من نسبة النيكوتين، بحيث يمكن لها أن تغطي على الأعراض الانسحابية للتدخين، التي عادة ما تكون السبب الرئيس في عدم إقلاع المدخن عن التدخين، وخلال الأيام الستة تصبح نسبة الاندروفين كافية لتغطية تلك الأعراض. يقول عبدالله المالكي الذي امتنع عن التدخين نهائياً منذ حلول شهر رمضان، وجاء إلى العيادة للمعالجة من آثار النيكوتين:"إن الفرصة أكبر في رمضان للإقلاع عن التدخين من دون عودة إليه، وأرجو أن يحذو جميع المدخنين حذوي، وأن ينتهزوا هذه الفرصة"، مشيراً إلى أنه لم تعد لديه أية رغبة في التدخين خلال هذه الفترة البسيطة التي امتنع خلالها عن التدخين. أما عبدالله صالح الزهراني فيؤكد أن من يملك ولو نصف عزيمة قادر على ترك التدخين، معتبراً التدخين آفة اجتماعية لا تقتصر آثارها على النواحي الصحية فقط، بل تتعداها إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها تعد عائقاً أمام الإنسان في حياته. لم يكتف المالكي بالحضور وحده إلى العيادة، إذ حرص على أن يُحضر أصدقاءه، الذين أكدوا تصميمهم الأكيد على ترك التدخين خلال شهر رمضان. وبدا عبدالله الأحمدي الذي التقته"الحياة"في أول زيارة للعيادة سعيداً جداً بالحضور، وعاقداً العزم على الإقلاع بصورة نهائية عن التدخين. وتوجه طبيب العيادة إلى الأحمدي بعدد من النصائح حول ما يمكن أن يعينه على الإقلاع عن التدخين، وأولى تلك النصائح كانت حثه على الامتناع عن الجلسات التي يوجد فيها مدخنون، وكذلك الابتعاد قدر الإمكان عن أي أمور تشده إلى التدخين. ومن الأمور الجيدة التي اطلعت عليها"الحياة"في العيادة وجود متابعة للمدخن بعد إقلاعه، سواء من طريق الاتصال المباشر به، أو عبر رسائل الجوال، أو حتى دعوة المدخن المقلع فيما بعد لزيارة العيادة. كما تطبع العديد من المطويات والنشرات التي ترغّب العموم في الإقلاع عن التدخين، وتحثهم على عدم العودة إليه. وبلغ العدد الإجمالي للمنشورات الموزعة حتى الآن أكثر من مليون نشرة توعوية مختلفة في الشكل والمضمون.