أدى زحام الأسواق قبل أيام من العيد، إلى حدوث مشاجرات بين المتسوقين، وبخاصة السيدات، اللواتي سيطر عليهن شعور بأن وقت التسوق يكاد ينفد، فيما لم يستكملن شراء مستلزمات العيد، من ملابس وعطور وأحذية وحلويات وغيرها. ورصدت"الحياة"ملاسنات كلامية مساء الخميس والجمعة الماضيين بين متسوقات في مجمعات عدة في مدينتي الدمام والخبر، كانت غالبيتها بسبب رغبة إحداهن في شراء قطعة"خطفتها"متسوقة أخرى، أو بسبب تجاوز سيدة لسيدة أخرى أمام صندوق المحاسب. وفقدت متسوقة طفلها ثلاثة أعوام أثناء ملاسنة كلامية مع متسوقة أخرى، فبدأت البحث عنه، وهي في حال لم تستطع التركيز على شيء، فأبلغت دورية أمنية كانت موجودة في المكان، وبدأ أفراد الدورية البحث عن الطفل، ووجدوه في محل الألعاب. وفي حادثة أخرى شهدها محل ملابس أثناء تزاحم متسوقات لدفع قيمة المشتريات، إذ تقدمت متسوقة على أخرى، فتعالى الصراخ في المكان، وتجمهر بقية المتسوقين حول المتشاجرتين، فيما حاول المحاسب حل الموقف، إلا أن صوت النساء وصراخهن غطى على صوته. ولجأت إحداهما إلى الدعاء على الأخرى، وردت الأخرى"أن هذه الأيام أيام عبادة وبركة ولحظات عيد". وعلقت حاضرة على الموقف"العيد فوضى، على رغم كثرة الأسواق والمجمعات، إلا أن غالبية المتسوقين تفضل أسواقاً بعينها". وتتعجب من"علامات الغضب والتسابق مع الوقت في مطاردة البضائع، خوفاً من حلول العيد من دون قضاء الحاجات". ولم تقتصر حالات التلاسن والمشاجرات على النساء، إذ شملت الرجال أيضاً، وبخاصة عند زحام السير والبحث عن موقف، ويتبادل السائقون السباب والكلمات النابية. وفي الظهران، لم تجد سيدة عربية، تعرضت لمحاولة سرقة في مجمع تجاري في مدينة الظهران مساء أول من أمس، سوى توزيع الشتائم على السارقة التي لاذت بالهرب، وكل الآخرين، الذين وصفتهم بأبشع الألفاظ. وأثارت شتائم السيدة للآخرين حفيظة كثير من الموجودين في المجمع التجاري، وبخاصة أنها لم تستجب لاعتذار قدمه سعوديون وجدوا في المجمع، إذ واصلت توجيه الشتائم في صورة أثارت غضب الموجودين، ووقفوا ضدها احتجاجاً على ألفاظها، وتجمع كثيرون للرد عليها، بينما تسمر الباقون في أماكنهم لمتابعة ما يجري، وسماع صوت السيدة يتعالى أمام الجمهور، إلا أن سيدات عربيات أمسكوها وأمرنها بالرحيل ل"لملمة"المشكلة بسرعة، خشية تطور الأمر، فيما أصرت على التلفظ بألفاظ بذيئة، حتى وهي تغادر المكان. وعلق أحد الحاضرين على الأمر"لا ندري على من نلقي اللوم، فالسيدة تعرضت لمحاولة السرقة، ولكنها في المقابل تمادت في توجيه الشتائم إلى المجتمع السعودي بأكمله، وكأنها لا تدرك أن كل مجتمع فيه الفاسد والصالح". وأضاف"ربما تكون لها تجربة قاسية مرت بها وترسبات سابقة أدت لمثل ردة الفعل العنيفة تلك، ولكن ما يثير الغضب حقاً هو أن تعمم، كان عليها أن تحترم الناس الذين تعيش بينهم، وليس شرطاً حتمياً أن تكون السارقة سعودية، فجميع النساء يرتدين الزي السعودي". يذكر أن الفترة الأخيرة شهدت تنامياً في حالات السرقة داخل المجمعات التجارية في صورة لافتة، لدرجة هلع كثير من السيدات اللواتي فقدن حافظاتهن في زحمة الأسواق، وبخاصة خلال فترات الأعياد والمناسبات. وفي هذا الصدد تروي ناهد الصالح"كنت في أحد المجمعات، وكنت أضع حقيبة يدي المفتوحة على عربة طفلتي بجانبي، ولم أع إلا والحافظة مفقودة، فبحثت عنها، ولكنني لم أجدها، وعندما أعاد مسؤول المحل الذي كنت فيه شريط تسجيل المراقبة، اكتشف أن السارقة سيدة، لا يُرى منها شيء غير السواد والقفازات، مرت بقربي وتناولت حافظتي بكل خفة وجرأة في الوقت ذاته، في حين كنت مشغولة بتقليب ملابس أمامي". وأضافت"تعجبت كثيراً من جرأتها وأنا أشاهد المقطع، إذ لو أدرت وجهي قليلاً لاكتشفتها، وكان في حافظتي بطاقات ائتمانية و800 ريال، سرقتها، وألقت بالحافظة في المحل الذي هاتفني بعدها لإبلاغي بالعثور عليها". وعلقت متسوقات أخريات على السرقات"بعضهن يأتي للسرقة فقط، بحرفية تامة، وهذا ما يعلل تكرار السرقات في أوقات متقاربة في اليوم ذاته". من جانبه، أكد مسؤول في مجمع تجاري في الشرقية أن"المكتب يتلقى عشرات الشكاوى والبلاغات عن فقدان حافظات وسرقات خلال الأسبوع الواحد، ووصل عدد المسروقات تسع حافظات في يوم واحد فقط، غالبيتها يُعثر عليها خالية من النقود وملقاة بين جنبات المجمع".