أثارت وفاة فتاة بخطأ طبي الأسبوع الماضي، الجدل بين مستشفيين في منطقة القصيم، حول المتسبب في وفاتها، بعد تدهور حالتها الصحية إثر إجراء عملية استئصال اللوزتين، فيما طالب والدها ب"إحالة المتسبب إلى القضاء، والحد من تكرار تلك الأخطاء في المستشفيات التي يحدث فيها أخطاء طبية قد ينتج منها وفاة بعض المرضى". وقال سالم الجار الله والد الفتاة المتوفاة أفنان 14 عاماً، الذي يقطن في مدينة بريدة:"إن أفنان ذهبت ضحية خطأ الأطباء وإهمالهم"، مشيراً إلى أنها"أجرت عملية استئصال اللوزتين في مستشفى"بريدة المركزي"، وخرجت من المستشفى وهي في حال فقد جزئي للوعي، بعد التخدير، الذي يزول بعد نحو أربع ساعات من انتهاء العملية". ولاحظ الأب على ابنته بعد خروجها من المستشفى عدم القدرة على الأكل أو الشرب، فعاد بها مرة أخرى إلى مستشفى المركزي، ويؤكد"كانت أفنان تسير على قدميها، على رغم ما كان يعتريها من تعب وتوعك"، وطلب الطبيب المعالج إدخالها قسم التنويم لحقنها بالمغذي، من أجل تعويض السوائل المفقودة من جسمها، وتم إدخالها غرفة التنويم. ويضيف الأب"طلب الطبيب المعالج إدخال أفنان إلى وحدة العناية المركزة، بسبب إصابتها بجفاف حاد، وارتفاع نسبة الصوديوم، ولا بد من تعويض نقص السؤال في الجسم، بواسطة أحد الأجهزة التي لا تتوافر إلا في وحدة العناية المركزة، وأخبرنا أنها قد تحتاج للمكوث في وحدة العناية من ست ساعات إلى 24ساعة". وتلقى الجار الله بعدها اتصالاً من الطبيب المعالج، يطلب منه توقيع وثيقة الموافقة على إجراء أشعة مقطعية على الدماغ. ويضيف"عندما وصلت لتوقيع الوثيقة، وجدت ابنتي في حال غيبوبة تامة، وبعد إجراء الأشعة المقطعية أبلغوني في حضور ثلاثة أطباء وطبيب الأشعة من المستشفى أنها تُعاني من انتفاخ يشمل كامل الدماغ". ونقلت المريضة إلى مستشفى"الملك فهد التخصصي"في بريدة، وأجريت لها أشعة مقطعية على الدماغ، وتحاليل واكتشف الأطباء ارتفاعاً حاداً في نسبة ملح الصوديوم وارتفاعاً في السكر واضطرابات في سوائل الجسم، نتج منها جفاف سوائل الدماغ. وأكد الأب ان المتوفاة"لم يكن لديها أي تاريخ مرضي من أي نوع، وبعد ذلك أدخلت العناية المركزة، لتتوفى بعد ذلك بأيام". ويعيش الجار الله وعائلته حال حزن كبيرة، كونه فقد ابنته الصغرى، على رغم ذلك يؤكد إيمانه"بقضاء الله وقدره". وقال:"إن التحقيقات، وإن كشفت عن المتسبب الأول في وفاة ابنتي، فهي لن تعيد لي فلذة كبدي". وطالب وزير الصحة والجهات المعنية ب"التحقيق مع هؤلاء الأطباء، لتلافي حدوث مثل هذه الأخطاء مستقبلاً"، كما طالب ب"سن قوانين تحفظ المرضى من الأخطاء، ومتابعة المسؤولين وعقاب المقصرين منهم". مدير "صحة" القصيم يبدي أسفه ... ويؤكد تشكيل لجنة تحقيق رفض المدير العام للشؤون الصحية في منطقة القصيم الدكتور هشام محمد ناظرة"الاستعجال في إصدار حكم وتحديد ما إذا كانت الوفاة ناتجة من خطأ طبي أو وفاة طبيعية ناتجة من مضاعفات مرضية معينة". وقال ل"الحياة"في اتصال هاتفي:"تقدم ذوو المتوفاة أفنان الجار الله بدعوى أن الوفاة كانت ناتجة من خطأ طبي، مطالبين بإحالة المتسببين فيها إلى القضاء ومحاكمتهم"، مضيفاً"في مثل هذه الحالات عادة ما تحال القضايا إلى لجنة طبية شرعية، يرأسها قاضٍ، وتتكون من أطباء سعوديين ومتخصصين من كلية الطب، وهذه اللجنة الطبية الشرعية هي التي تصدر الحكم عن أسباب الوفاة، وما إذا كانت الوفاة طبيعة ناتجة من مضاعفات مرض، أو من خطأ طبي". وأشار إلى وجود"لجنة ابتدائية تنظر في الموضوع قبل أن يحال إلى اللجنة الطبية الشرعية، وتم تكوينها للتحقق من أسباب الوفاة، ويعتمد الإطار الزمني للانتهاء من التحقيق، وتحديد أسباب الوفاة لآلية العمل في اللجنة، ومن المتوقع أن تنتهي خلال الأشهر القليلة المقبلة". وأضاف إن"صوت مطالبات والد أفنان كان مسموعاً ومحترماً". مبدياً أسفه لوفاتها. وقال:"نشارك أسرتها الحزن"، مؤكداً أن"كل حالات الوفيات تتم مراجعة أسبابها، وهو نظام ومتطلب أساس من متطلبات الإدارة الصحية، وعندما تكون هناك وفاة لفتاة بعد إجراء عملية فمن البديهي أن تكون هناك لجنة تحقيق، وكذلك أن ينتهي التحقيق أمام اللجنة الطبية". وشدد على وجود"آليات نظامية تنظر في جميع حالات الوفاة في المستشفيات". واعتبر ذلك"من الإجراءات الأساس في كل المستشفيات، كما أن النظام يحرص وفي شكل كبير على أن تظهر الحقيقة". وأكد"دور المسؤولين وقدرتهم على التعامل بشفافية ونزاهة تحفظ حق المدعي وحق المدعى عليه أثناء النظر في الدعاوى بأسلوب التقاضي أمام الشرع". وعلى رغم أنه لم ينكر وجود أخطاء طبية، لكنه قال:"من الاحتراز أن لا نستعجل الحكم، ويجب أن يصدر بعد دراسة".