اختتم مساء أول من أمس مهرجان النماء والانتماء الوطني الذي أقيم في ساحة العروض على طريق الدائري الشرقي في الرياض، تحت رعاية حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان، وافتتحته بالنيابة الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز. وتضمن المهرجان الذي نظمته شركة المعجل للمشاريع المحدودة، تحت إشراف الهيئة العليا للسياحة، مجموعة من الفعاليات الثقافية، والتراثية، والترويجية، والأمسيات الشعرية، وعروض أزياء مقدمة من مصممات سعوديات، وعرضاً لأوبريت"وطني"قدمته طالبات مدارس دار السلام ومنسوبات جمعية الثقافة والفنون. وأكدت رئيسة اللجنة النسائية ذكرى الشعلان أن المهرجان سعى إلى إبراز مفردات وعناصر التراث الأدبي والحرف اليدوية المرتبطة بالصناعات والفنون الشعبية النسائية التي كانت تمارس في الماضي. وقالت:"إن هذا المهرجان يعتبر نواة لإقامة مهرجانات سنوية على المستوى الوطني، ويحتوي على أركان عدة تراثية شاملة، منها ركن السدو، والغزل، وسعف الخوص، والطحن على الرحا، وركن الخياطة، والتطريز، وحياكة الصوف، ونقش الحناء، وخض اللبن، وتمشيط الشعر، إضافة إلى المأكولات الشعبية، وركن الجدة الذي تشرف عليه الجدة نورة أبو تيلي"أم عايشة"التي تحكي حكايات الماضي، والألغاز الشعبية، وشاهد الزوار المسرحيات، والمسابقات المقدمة جوائزها من الهيئة العليا للسياحة". وأضافت أن المهرجان يهدف إلى إحياء التراث والصناعات التقليدية، وتنميتها وتطويرها، حتى تتمكن من الصمود أمام المنافسة الخارجية، كما يهدف المهرجان إلى تفعيل دور المرأة في المجتمع، وتفعيل هذه الصناعات، ورعايتها والمحافظة عليها من الاندثار، وتنمية السياحة الداخلية، وإعطاء فرص استثمارية، وتشجيع الناشئين على حب الانتماء الوطني. وكانت الجدة نورة أبو تيلي تتحدث إلى الزوار وتقص عليهم قصص الماضي في شكل جميل جذبتهم من خلاله، وقالت:"إنها تقدم هذا الدور منذ 10 سنوات، وفي كل عام تتعرف على شابات كثيرات يرغبن سماع قصص الماضي وتقليد الجدة في شكلها، وحديثها إلى الناس". ومن الحضور عبرت الطفلة مها العتيبي عن سعادتها بحضورها المسرحيات، مشيرة إلى أنها كانت تأتي مع والدتها كل يوم لمشاهدة فقرات المهرجان. وقال زائر من الإكوادور يعمل في السعودية يدعى كونسيمانوس:"أحب حضور ومشاهدة الاحتفالات التراثية"، مشيراً إلى أنه سبقت له زيارة"الجنادرية". وفي ركن السدو أشارت أم بدر، التي تعمل منذ 20 سنة في هذه المهنة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها وأنها سعيدة جداً بالمشاركة، ولم تتوقع هذا الحضور الكبير، وتعتقد أن ارتباط التراث بالعيد هو لتوطيد العلاقة بينهم وجذب الناس إليهم. وتشاركها زميلتها أم تركي في ركن السعف، وتقول:"الكثير من الكبار يتأثر بمشاهدة الماضي، أما الأطفال فهم يسألون كثيراً". وأكدت رئيسة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية أميرة المشاري أن مشاركتهم في المهرجان كانت رائعة جداً، وتعرف عليهم الكثير من الناس عن قرب، واطلعوا على أهداف المركز.