تفاعل حضور"منتدى بوخمسين الثقافي"مع الممثلين السعوديين سمير الناصر وعبدالمحسن النمر في لقاء مفتوح حول"فن الدراما"، أدار الأمسية الصحافي جعفر عمران. ولم يقتصر حديث الضيفين حول دوريهما في المسلسل الأخير"مجاديف الأمل"الذي يعرض على شاشة التلفزيون السعودي القناة الأولى، ويحكي تاريخ الأحساء قبل عقدين من الزمان. بل تطرقا إلى تاريخ مشوارهما الفني والعقبات التي واجهتهما خلال دخولهما سلك التمثيل مع المجتمع الذي كان رافضاً هذا الفن، غير أن"ذلك لا يكاد يذكر مع دخولنا الألفية الثالثة لوعي المجتمع بأهمية الدراما، والرسالة الفنية وما لها من تأثير بشكل عام في المستوى العالمي في طرح قضايا المجتمع". وقال الناصر:"لم يستوعب المجتمع في البداية أننا نؤدي رسالة، ومبادئ ذات قيمة إنسانية واجتماعية، حتى قالوا"إنها سخافات"وما أثبتناه مع انطواء السنين أن هدفناً لم يكن عبثاً أو من أجل التمثيل فقط، ولكن رسالة موجودة في أعماقنا وأن نقدم ما يفيد المجتمع". وأردف النمر"لم يكن التمثيل رغبة في الشهرة أو الظهور على شاشات التلفزيون، بيد أن الله أعطى الإنسان موهبة ورسالة سامية يوصلها إلى الآخرين، بحسب ما وهب له من إبداع فطري يجسدها بطريقة التي يتواصل بها مع الناس". وأضاف"إن الدراما في الجزيرة العربية، بالنسبة لنا كمسلمين في تاريخنا والمسرح ليسا جزءاً من تراثنا، غير أن هناك ملامح مسرحية، منها سوق عكاظ التي تلقى فيها الأشعار، وهو لون من ألوان المسرح". ويرى أن"الدراما داخلة في كل تفاصيل الحياة، ولكن في شكلها المسرحي الدرامي الذي يعتمد على الفعل ورد الفعل، وتحديد قضية معينة". وأشار إلى ردة الفعل السلبية التي اتخذها المجتمع بعد ظهورهما على شاشات التلفزيون، خصوصاً أن البعض كان يقول إن التمثيل حرام، حتى ان بعضهم أخرجنا من إطار الدين وكفرنا، وكانت تشطب أسماؤنا التي توضع على لوحات الإعلانات". وأوضحا أن التحريم يدور في عدم المساس بالنساء، وهذا من وازع أخلاقنا الإسلامية والاجتماعية. وأوضح النمر أنه"لم يعرف دور المسرح وأهميته سوى الأنظمة الاستبدادية، مثلاً في العراق كان صدام من أهم الشخصيات داخل المجتمع العراقي، وكان يشتري ذمم المسرحيين بإهدائهم سكناً أو سيارة، لأنه كان يعرف خطورة المسرحي، وقدرته على تمجيد شيئاً لا يستحق التمجيد". ثم تطرق الناصر إلى كتابة النص وعلاقته بالمخرج من عملية تعديل وحذف في الكلام المكتوب، ومدى تجسيد النص كاملاً على وقع الدراما، ثم أخذ الحديث جانباً من"مجاديف الأمل".