دراسة نالت اهتمام الصحافة السعودية ونقلتها الوكالات العالمية، تؤكد أن النساء السعوديات يتسببن في نصف الحوادث المرورية، على رغم عدم السماح لهن بقيادة المركبات، وبعض التقارير الصحافية تنسبها الى الدكتور فهد بن عبدالكريم تركستاني من جامعة أم القرى، في حين تشير تقارير أخرى الى أن الدراسة مصدرها جامعة الملك سعود. المهم في الأمر أن كثيرين أصابتهم الدهشة والذهول من تلك المعلومة الموثقة علمياً، والتي وردت في دراسة، والدكتور تركستاني ربما يرى أن الأسباب تكمن في عدم مبالاة السيدات وطالبات المدارس بمواقع عبور الشوارع العامة، ما يتسبب في حوادث شنيعة، كما أن تدخل المرأة بطريق غير مباشر في القيادة من خلال إصدار أوامرها للسائق من دون مقدمات أو إلمام بقواعد السير، يؤدي إلى ارتباك السائق والتسبب بحوادث شنيعة. هذه الأسباب وغيرها تؤدي الى حوادث مرورية بالتأكيد، لكنها لا تكفي للوصول الى نسبة الخمسين في المئة التي أشار اليها الدكتور، أي أن ما يقرب من 160 الف حادث مروري كل سنة في مدن المملكة تقع بسبب عبور خاطئ لطالبة في شارع مزدحم، او بسبب أوامر مفاجئة أصدرتها"المدام"لسائق مرتبك، وهو ما يجعلنا نطلب إعادة النظر في تلك المعطيات، او نفعل كما فعلته صحافية في صحيفة عرب نيوز اسمها ابتهال مبارك، أرادت الانتصار للحقيقة ولبنات جنسها فصنعت تقريراً صحافياً مميزاً عن القضية. تحدثت الصحافية الى العقيد محمد القحطاني من إدارة مرور جدة، الذي أكد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون المرأة مسؤولة عن نصف الحوادث المرورية، وأشار الى أن السيدات قد يكنّ موجودات في مسرح الحادث المروري، كراكبات في إحدى السيارات المشتركة في الحادث، الا ان النسبة المعلنة تعد مبالغة كبيرة. العقيد القحطاني ينفي أيضاً ان يكون للخلافات داخل السيارة بين الزوج وزوجته دور في الحوادث المرورية، وإن حدثت فلا يمكن أن تدوّن في تقرير الحادث المروري الذي يُعدّه رجال المرور من الموقع. المميّز في التقرير هو تلك الملاحظة التي أوردها العقيد عن قيام الآباء بتوصيل بناتهم الى كلية حددها بالاسم، تقع في شارع الملك فهد"الستين"، والكارثة أن نزول الكثير من الطالبات يتم على الضفة المقابلة من الشارع، ويجبرن على عبور الطريق في وقت ذروة السير، ويتساءل العقيد إن كان لوم الطالبات جائزاً هنا أم أن قلة وعي السائقين"الذكور"وتخاذلهم عن توصيلهن لموقف السيارات في الجهة المقابلة هما المسؤولان عن الحادث المروري المؤسف، إن وقع. بين تلك الدراسة وإفادة العقيد القحطاني وحيرتنا"نطلب الحقيقة". [email protected]