منذ ولادة فكرة السيارة على يد الايرلندي هنري فورد قبل اكثر من نصف قرن وحتى وقت قريب لم تطرأ على بال مصنعي السيارات بمختلف اشكالها وانواعها فكرة توفير الحماية للمشاة كما هو الحال السائد في اهتمامهم بالسائق وتوفير الحماية القصوى له كإيجاد حزام الامان والمخدات الهوائية والزجاج الواقي وغير ذلك من وسائل السلامة في الوقت الذي تؤكد فيه المؤشرات والتقارير المرورية العالمية ارتفاع نسبة المتوفين من المشاة نتيجة تعرضهم لحوادث الدهس ولعدم وجود وسائل حماية لهم حيث ان اكثر من ثلث الملايين العشرة الذين يصابون كل عام وكذا 2ر1 مليون شخص يلقون حتفهم في حوادث الطرقات في جميع انحاء العالم هم من المشاة وذلك لعدم وجود مصدات هوائية او غير ذلك من وسائل الحماية التي تخفف من قوة ارتطامهم بمقدمة السيارة ويبدو ان المصنعين تنبهوا اخيرا الى دورهم الرئيسي في توفير الحماية للمشاة كونهم يمتلكون الخبرة الكافية في تحقيق هذا المطلب الانساني وكذلك احقية المشاة في السير على الطرقات بكل امان. واكد باحثون امريكيون ان المصدات التي تخفف اثر الصدمة والاغطية المرنة للمحركات والوسائد الهوائية على الزجاج الامامي قد تضاف قريبا الى السيارات بهدف وقاية ملايين المشاة الذين يصابون او يلقون حتفهم في حوادث السير كل عام. واضاف احد المتخصصين في ابحاث امان المشاة بجامعة فرجينيا ان مصنعي السيارات يعكفون بالفعل على اتخاذ كل التدابير وتضمينها في تصميمات سياراتهم وانه في المستقبل القريب ستحتوي السيارات المطروحة في الاسواق على تلك الاضافات. ويؤيد صانعو السيارات في اوروبا اتفاقا طوعيا لتضمين وسائل الامان الجديدة في سياراتهم على مدى العقد القادم. وتشير التقارير المرورية الى ان معظم حوادث الدهس تكون في الجزء الامامي من السيارة ويصاب الاشخاص المصدومون غالبا في الرأس والاجزاء السفلية من الجسم واصابات الرأس تأتي في مقدمة اسباب الوفاة. ويتوقع الباحثون ان تكون اغطية المحركات القائمة على زنبرك تتحكم في عملها اجهزة استشعار اكثر رفقا بمن تصدمهم السيارة كما يمكن للوسائد الهوائية الموجودة خارج السيارة ان تحول دون اصطدامهم بالزجاج الامامي. يذكر ان حوادث السير تتسبب في وفاة نحو 5000 شخص سنويا في الولاياتالمتحدة و10000 في اوروبا الا ان معظم حالات الوفاة الناجمة عن حوادث الطرق تقع في البلدان النامية حيث يزيد عدد المشاة عن عدد راكبي السيارات. ورغم احتمال ارتفاع تكلفة وسائل الامان هذه في حالة البلدان النامية فان اشكالا اخرى من التصميم يمكن ان تساعد على تقليص عدد الضحايا. وتشير دراسة قام بها الدكتور فهد عبدالكريم التركستاني من جامعة ام القرى في مكةالمكرمة الى ان 50 بالمائة من الحوادث المرورية التي تقع في السعودية سببها النساء وان الكثير من السيدات يعبرن الشوارع العامة دون تحسب للسيارات العابرة التي عادة ما يقودها اصحابها بسرعة عالية مما يسبب الحوادث الشنيعة لهن ومن هن طالبات المدارس والسيدات المتجهات للاسواق والمجمعات من شارع لآخر بينهما طرق رئيسية. التطور الصناعي يجعل سيارات المستقبل مختلفة