تحتفي المملكة العربية السعودية بالذكرى ال 75 لليوم الوطني، الذي يوافق يوم الجمعة غرة برج الميزان من العام 1384ه الموافق التاسع عشر من شهر شعبان 1426ه، المصادف 26 أيلول سبتمبر 2005. تأتي هذه المناسبة الغالية المجيدة تخليداً لذكرى تأسيسها وتوحيدها في كيان واحد عام 1351ه - 1932م، على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - الذي سطر أروع الملاحم الوطنية البطولية في التاريخ الحديث واستطاع أن يضع المنهج السليم لهذا الوطن الكبير فوحد أركانه تحت راية التوحيد وبنى دولة عصرية على أسس راسخة ومتينة من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء والقيم العربية الأصيلة، وأعلن عن مولد أمة وبناء حضارة فوحد شتات الجزيرة العربية ونقلها إلى حياة مدنية وحضارية، وجمع القلوب في كيان واحد. اليوم الوطني هو يوم من الأيام الخالدة في تاريخ المملكة العربية السعودية، يوم سطر فيه المؤسس ? رحمه الله ? الملك عبدالعزيز ملحمة البناء وأسطورة النماء والوحدة الوطنية في زمن تواضع الإمكانات، إذ قهر الصعاب بعزيمته العظيمة ومساعدة من معه من رجال أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حتى تحقق لهم الأمن والتنمية والاستقرار. وبهذه السيرة العطرة سار أبناء الملك عبدالعزيز البررة على نهج والدهم ? رحمه الله ? فواصلوا المسيرة من الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد ? رحمهم الله ? وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ? حفظه الله ورعاه... حيث شهدت المملكة سبع خطط تنموية شاملة لإنجازات تنموية عملاقة شملت البنية الأساسية على امتداد الوطن ومختلف القطاعات في الخدمات والإنتاج وبتخطيط تنموي اتسم بالتوازن والشمولية، وحقق مزيجاً فريداً من التطور المادي والاجتماعي، ونشر التنمية في كل أرجاء السعودية. لقد كان وما زال الإنسان السعودي وطموحاته المحور الرئيسي الذي تتجه إليه كل جهود التنمية التي استهدفت في الأساس رفاهيته وتقدمه واستقراره وأمنه، وقد لا يتسع المجال للحديث بلغة الأرقام والإحصاءات التي تجسد اهتمام الدولة بكل ما يهم الوطن والمواطن. إن المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، تعد مدرسة في الديبلوماسية الخارجية، إذ تقوم بدور بارز في دعم ومساندة القضايا العربية والإسلامية في كل المحافل الدولية، وتقوم بدورها كاملاً في القضايا الدولية. واليوم نقف لنتذكر ونتدبر كيف كان حال الوطن من فرقة وتمزق وشتات وكيف أصبح كياناً راسخاً قوياً وفاعلاً بين الأمم، لنحمل على عواتقنا الحفاظ على هذا الكيان الشامخ الذي أسسه الملك عبدالعزيز ? رحمه الله ? وحمل الراية من بعده أبناؤه البررة. * مساعد وزير الثقافة والإعلام