تتجدّد هذه المناسبة وبلادنا ترفل - ولله الحمد - في ثوب العزة والتمكين بتوفيق الله ثم بحكمة قيادة رشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، واليوم الوطني في بلادنا له طعم ومذاق خاص في نفوس أبناء هذا الشعب وخصوصاً من أدرك منهم مراحل تكوين هذا الكيان والوثبات التي قطعها في مسيرة خير ونماء أشبه ما تكون بالأسطورة التاريخية، فتوحيد البلاد على يد"صقر الجزيرة"الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي كان لديه العزم والتصميم والإيمان والعزيمة والثقة - بعد الاعتماد على الله -، الأمر الذي هيأ له انعقاد لواء الأمة حوله. إن توفيق الله وشخصية القائد والتفاف الناس حوله حقق سبل النصر والحلم العزيز وهذا الكيان الكبير الذي نسميه الآن"المملكة العربية السعودية"والذي يحظى اليوم باحترام العالم نظراً إلى مكانته الدينية والاقتصادية ونموذجه في التعامل مع المعطيات والمتغيرات المحلية والدولية. فتجربتنا السياسية مزيج فريد من الاستمرارية والتطور، مع قدرة فائقة على تحقيق أعلى معدلات النمو في شتى المجالات بأقل التكاليف الاجتماعية. وفي هذه المناسبة فإني أجدها فرصة للحديث عن الحرص الدائم الذي توليه القيادة الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس مروراً بأبنائه البررة من بعده باهتمام بالشأن الاجتماعي في رعاية أصحاب الحاجات وذوي الاحتياجات فكان للمسن والضعيف والعاجز والمعوق واليتيم والأرملة والمقعد والمعوز مكانة خاصة في نفوسهم، والتوجيهات السديدة تشدد في كل مناسبة على العناية بهم ورعايتهم وتسهيل حياتهم بالشكل الذي يحفظ كرامتهم ويوفر لهم أسباب الحياة الكريمة. إن هذا التوازن الذي تحرص عليه الدولة بين برامج التنمية الشاملة وبين المحافظة على الاستقرار الاجتماعي هو أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز ويدل على بُعد النظر ونفاذ البصيرة. إن مجتمعنا كيان كبير تشيع فيه - ولله الحمد - أواصر القربى والمودة والمحبة كأسرة كبيرة، وواجبنا في المقابل كمواطنين، ونحن نستشعر أهمية هذه المناسبة، أننا أمام مسؤوليات جسام أولها الشكر للمولى - جلت قدرته - على ما تحقق من نعمة الأمن والاستقرار والرضاء ثم المحافظة على مكتسبات هذا الوطن الغالي الذي أسهم الآباء والأجداد ثم الأحفاد في بنائه وإنمائه وتعهده بالرعاية على مر الزمان وتعاقب الأيام. وإذا كان اليوم الوطني مناسبة للفخر والاعتزاز فيجب ألا نضيعه في احتفالية نمطية بل ربما يحسن بنا أن نتأمل في أن تكون طموحاتنا أكبر ومجهوداتنا أكثر. * وزير الشؤون الاجتماعية