تتجدد هذه المناسبة الغالية وبلادنا الحبيبة ترفل ولله الحمد في ثوب العزة والمنعة والتمكين بتوفيق الله ثم بحكمة قيادة رشيدة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -. واليوم الوطني في بلادنا له طعم ومذاق خاص في نفوس ابناء هذا الشعب خاصة من ادرك منهم مراحل تكوين هذا الكيان والوثبات التي قطعها في مسيرة خير ونماء اشبه ما تكون بالأسطورة التاريخية، فهي اسطورة حقيقية تحكي قصة القائد البطل صقر الجزيرة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي كان لديه من العزم والتصميم والإيمان والعزيمة والثقة بعد الاعتماد على الله الامر الذي هيأ له سبل النصر وتحقق على يديه كيان حضاري اسمه الآن " المملكة العربية السعودية " التي حظيت باحترام العالم نظراً لمكانتها الدينية والاقتصادية ونموذجها المتميز في التعامل مع المعطيات والمتغيرات الدولية . ٭ ومن كان يدور في خلده ان تصبح هذه الواحات والمدن الصغيرة والقرى المتناثرة والقبائل المتناحرة والهجر المتباعدة ان يأتي اليوم الذي تنطوي فيه تحت نظام سياسي واجتماعي واحد وتحت راية " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ويصبح دستورها القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعمت شريعة الله كما جاءت في الكتاب والسنة وتراث السلف الصالح من علماء المسلمين فكانت تلك السمة الأساسية التي عرفت بها المملكة منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا . ولما تجاوزت المملكة مرحلة التكوين والتأسيس بدأت رحلة العمل والبناء والنماء في سباق مشهود مع الزمن للحاق بركب الحضارة الإنسانية مستفيدة مما يقدمه الآخرون من معطيات إنسانية ومنجزات حضارية مع مراعاة خصوصية المجتمع السعودي عقيدة وشريعة واسلوب حياة مما جنب بلادنا ولله الحمد القلاقل والفتن وعناصر الفرقة التي احاطت بالمجتمعات الاخرى . وبهذه المناسبة فإنني اجدها فرصة للحديث عن الحرص الدائم الذي توليه القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مروراً بابنائه البررة من بعده حتى هذا العهد - عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين باهتمامهما بالشأن الاجتماعي في رعاية اصحاب الحاجات وذوي الاحتياجات فكان للمسن والضعيف والعاجز والمعوق واليتيم والارملة والمقعد والمعوز مكانة خاصة في نفوسهم - حفظهم الله - والتوجيهات السديدة تؤكد في كل مناسبة على العناية بهم ورعايتهم وتسهيل حياتهم بالشكل الذي يحفظ كرامتهم ويوفر لهم اسباب الحياة الكريمة . ان هذا التوازن الذي تحرص عليه الدولة - اعزها الله - بين برامج التنمية الشاملة وبين المحافظة على الاستقرار الاجتماعي لهو امر يدعو للفخر والاعتزاز، ويدل على بعد النظر ونفاذ البصيرة، وان مجتمعنا كيان كبير تشيع فيه ولله الحمد اواصر القربى والمودة والمحبة كأسرة كبيرة وواجبنا في المقابل كمواطنين ونحن نستشعر اهمية هذه المناسبة أننا امام مسؤوليات جسام اولها الشكر للمولى جلت قدرته على ما تحقق من نعمة الأمن والاستقرار والرضاء ثم المحافظة على مكتسبات هذا الوطن الغالي الذي اسهم الآباء والأجداد ثم الأحفاد في بنائه وانمائه وتعهده بالرعاية والعناية باذن الله شامخاً على مر الزمان وتعاقب الأيام . حفظ الله هذه البلاد، واعز القيادة، وادام ازدهار المجتمع .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ٭ وزير الشؤون الاجتماعية