في مثل هذا اليوم، أسفر الكفاح الطويل الذي قام به الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عن قيام دولة موحدة، تنعم بالأمن والعدل والاستقرار، واستمر ابناؤه المخلصون على النهج الحكيم في مسيرة البناء، واحبوا الوطن والمواطن، فبادلهم الشعب حباً بحب، وظل التكاتف والتلاحم بالقيادة سمة لازمت شعب السعودية، ما اسهم في نقل هذه البلاد من طور البداوة الى الحياة العصرية. وقد سادت مظاهر النهضة المباركة جميع ارجاء المملكة، وشملت مختلف القطاعات التنموية، ترسخ النهج القويم الذي يرتكز على الالتزام بالشريعة الاسلامية الغراء، واشاعة الاستقرار والامن ركيزة اساسية لتأسيس دولة حديثة، تجمع في توازن دقيق بين روح الاصالة والمعاصرة. ولقد اسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جميع الجهود التي بذلت لتحديث وتطوير المملكة، وكانت له انجازاته المميزة على المستويات العربية والدولية والاسلامية. ان تحديث الاقتصاد السعودي وانشاء الكيانات الاقتصادية المهمة، يعكسان الرؤية الثاقبة للقيادة في مواكبة التغييرات الاقتصادية السريعة التي تجتاح العالم، ومسايرة تيارات العولمة، والاتساق مع الاوضاع الاقتصادية المستجدة، لا سيما ان العالم كله يتجه الى التعاون والتكاتف والاندماج الاقتصادي، كما ان إنشاء هذه الكيانات الاقتصادية يترجم حرص الحكومة على الأخذ بأحدث تطورات ومستجدات العصر، ورغبة القيادة في ان يكون للمملكة دور بارز وملموس على الساحة الاقتصادية الدولية، وخصوصاً مع تطلعها الى الانضمام الى منظمة التجارة العالمية W.T.O. ومن المؤكد ان إنشاء مثل هذه الكيانات الاقتصادية سيسهم في تنويع مصادر الدخل، وزيادة القيمة المضافة من الناتج الوطني، وتحسين فرص العمل، وتطوير إسهام المواطن في الاقتصاد الوطني، وجذب رؤوس الاموال، وتحسين مناخ الاستثمار. والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، باعتبارها احدى مؤسسات التنمية التي تم تأسيسها بهدف دعم الاقتصاد الوطني، وحماية المستهلك والاسواق الوطنية، وتحقيق المصالح الوطنية للمملكة في هذا القطاع الحيوي، لتعتز بأنها حققت العديد من المنجزات المميزة في سبيل رفعة هذا الوطن المعطاء، والإسهام الجاد والمخلص في جهود التنمية والبناء. وتعمل الهيئة على تعزيز امكاناتها الفنية والبشرية والمخبرية، إذ امكنها تنفيذ المرحلة الاولى من مقر الهيئة ومختبراتها، وتعكف حالياً على استكمال شبكة متكاملة من الامكانات المخبرية، تغطي مختلف السلع والخدمات، بادئة ذلك بمشروع مختبر القياس والمعايرة، الذي سيكون الوحيد من نوعه في الوطن العربي، لمواكبة التطورات المتسارعة على الساحة الدولية، بما يعود بالخير والرفاهية على المملكة وشعبها بإذن الله. * المدير العام لهيئة المواصفات والمقاييس