أغلق أصحاب المحال التجارية المحيطة بساحات قصر الحكم أمس أبوابهم، متجهين إلى قصر الحكم لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبدت الأسواق المكتظة دوماً بالباعة والمتسوقين، خالية من الناس. "لن يكون هناك بيع كما كان أمس، فاليوم هو البيعة"، هذا ما قاله أحد أصحاب المحال محمد سعيد 36عاماً، ويضيف:"أمس وقبله، لم تكن هناك أي حركة بيع في الصباح، لانشغالنا بالصلاة على الملك فهد - رحمه الله - واليوم سنذهب للمبايعة، أنا اذكر بيعة الملك فهد ، كان عمري حينها 13 عاماً، والآن أنا أبايع الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-". لم تكن المحال التجارية هي فقط من أقفل، فبائعات"البسطات"أيضاً أقفلن، بعد ان غطين بسطاتهن وغادرنها. وعلى عكس الأسواق المحيطة بالقصر، اكتظت ساحات القصر بالمعزين من الوفود العربية والدولية، والمبايعين من المواطنين السعوديين كباراً وصغاراً، فعلى رغم حرارة الشمس، سار الطفل خالد أحمد 11 عاماً إلى ساحة قصر الحكم من مسافة بعيدة،"لقد أخبرني جدي أنه بايع الملك فهد - رحمه الله -، فأصررت على أن أرافقه للبيعة، وأبايع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للمسافة التي سرتها، همي الأكبر هو أن أبايع الملك". أما الشقيقتان نورة وعبير العتيبي، فحضرتا إلى قصر الحكم للمبايعة، ولم يستطعن الدخول إلى القصر، حينها رفعتا صوتيهما بالدعاء بالرحمة والمغفرة للملك الراحل، ومن ثم المبايعة لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز. تتحدث نورة وهي مبتعدة:"الآن اشعر بالراحة لتنفيذي وصية أمي المريضة بالذهاب للمبايعة، فهي أيضاً ذهبت للمبايعة في صغرها مع جدتي لمبايعة الملك فيصل، على رغم أنني لم أستطع الدخول لكنني بايعت الملك من هنا من خلف أسوار قصر الحكم".