كان تعيين الأمير سلطان عام 1962 وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً أهم مرحلة في تاريخ القوات المسلحة السعودية، ما يمكن وصفه بالعصر الذهبي لهذه القوات بفروعها الأربعة، إذ انتقلت هذه القوات إلى أرقى مستوياتها منذ نشأتها ووصلت إلى مصاف الدول الحديثة. وتمثلت جهود الأمير سلطان في تطوير القوات المسلحة في إنجازات كثيرة يصعب استعراضها ولكن يمكن الإشارة إلى بعضها من خلال: - إعادة بناء القوات البشرية للقوات المسلحة بتوسيع الكليات والمعاهد والمدارس ومراكز التدريب العسكرية الجديدة لاستيعاب أكبر عدد من المجندين والشباب المتعلم في مختلف مناطق المملكة وإرسال البعثات العسكرية والكليات والمعاهد والمدارس العسكرية المتقدمة في كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. - إنشاء المدن العسكرية والقواعد الجوية والبحرية ومراكز الدفاع الجوي ومباني مشاريع الكليات والمجمعات الطبية التي تضم القيادات والإسكان والمرافق العامة والخدمات كالمدارس والمعاهد والمراكز الصحية المتقدمة ومراكز التدريب العسكري والمهني وبناء مقر وزارة الدفاع والطيران ومركز عمليات الدفاع الوطني ما كان له أثر فعال في رفع درجة الاستعداد والقدرات العسكرية للقوات المسلحة. - بناء المستشفيات العسكرية الكبيرة في المدن الرئيسة وتجهيزها بالمعدات الطبية المتقدمة وتشغيلها وصيانتها والتدريب الطبي والفني للسعوديين عليها لتقديم أرقى الخدمات الطبية لأفراد القوات المسلحة وعوائلهم وإنشاء أسطول جوي للإخلاء الطبي تعمل عليه كفاءات سعودية، كما أنشئت أكاديمية طبية في المجمع الطبي في مدينة الملك فهد العسكرية وفتحت المراكز الصحية في المعسكرات والمجمعات السكنية ومستشفيات الميدان المتقدمة. - توسيع القاعدة الصناعية للمصانع الحربية وتحويلها إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية لتمكينها من المشاركة مع القطاع الخاص في التصنيع المشترك. - اعتماده برنامج التوازن الاقتصادي مع الدول المصدرة للسلاح وأنظمة الدفاع بأن ينفق 35 في المئة من قيمة عقود التسليح والمشاريع الدفاعية في السعودية بموجب مشاريع صناعية متقدمة مشتركة مع القطاع الأهلي السعودي والمؤسسة العامة للصناعات الحربية، وهذه خطوة متقدمة في نقل التقنية العالية لم يسبق المملكة فيها إلا قليل من الدول. - إعادة بناء وزارة الدفاع والطيران ورئاسة هيئة الأركان العامة وإحداث قيادة جديدة للقوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوى مع إعطائها موازنات مستقلة لضمان استمرار تقدمها وإعطائها المرونة لتنفيذ خططها. - بناء نظم جديدة للدفاع مثل نظام القيادة والسيطرة ومركز للدفاع الوطني ومراكز القيادة والسيطرة لفروع القوات المسلحة ونظم المعلومات المالية والإدارية والتموين التي تكون في مجموعها نظاماً دفاعياً متقدما. - إنشاء إدارة مركزية للأشغال العسكرية وإدارات في فروع القوات المسلحة للتشغيل والصيانة والإدارة للمدن والمرافق والقواعد العسكرية والجوية والبحرية والدفاع الجوى تدار بأعلى المستويات الهندسية ونظم الإدارة والتشغيل والصيانة بكفاءات سعودية مؤهلة جرى تدريبها لهذا العمل. - إنشاء إدارة عامة للمساحة العسكرية لرسم الخرائط العسكرية الجوية والبحرية بالتنسيق مع إدارة المساحة في الدولة وتدريب العاملين فيها. - إنشاء إدارات متخصصة تهتم بالجندي السعودي في القوات المسلحة لرفع الجانبين الديني والمعنوي مثل إدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة وكذلك إنشاء إدارة لشؤون المتقاعدين تهتم بشؤون الضباط والأفراد العسكريين عند إحالتهم إلى التقاعد ورعاية شؤونهم وتقديم الخدمات التي يحتاجون إليها بعد التقاعد. - تطوير الطيران المدني وذلك بإشراف الأمير سلطان المباشر على تنفيذ المشاريع المدنية التابعة لوزارة الدفاع مثل بناء المطارات المحلية والإقليمية والدولية وتطوير مصلحة الأرصاد الجوية وتوسيع الأسطول الجوي للخطوط السعودية، وأصبح لدى المملكة ثلاثة مطارات دولية وعشرات المطارات الإقليمية والمحلية التي تغطي كل أنحاء المملكة فضلاً عن أسطول جوي يصل المملكة بالعالم ويغطي احتياجات المملكة. وتعتبر القوات البرية هي العمود الفقري للقوات المسلحة، ونالت اهتماماً خاصاً من الأمير سلطان وزودت بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية لمختلف الأغراض الميدانية والمهمات القتالية والإسناد ولا تزال خططها تتجدد يوماً بعد يوم لتساير الزمن تحديثاً وتطويراً ونمواً لتأخذ مكانها اللائق بين فروع القوات المسلحة الأخرى. والقوات البرية تتكون من عدة أسلحة تتكاتف مع بعضها بعضاً لتشكل قوة قادرة على خوض المعارك التي يتطلبها واجب الدفاع عن الوطن وهذه الأسلحة هي: سلاح المشاة، وسلاح المدرعات، والمظلات، والقوات الخاصة، وسلاح المدفعية، وسلاح الإشارة وسلاح الصيانة وسلاح النقل. طيران القوات البرية مع تطور التقنية الحديثة واستخدامها في الطائرات العمودية أمكنها الطيران والقتال على مدار الساعة ليلاً أو نهاراً وفي جميع الأحوال الجوية لذا أصبحت الطائرات العمودية سيدة المعارك الحديثة بفضل ما تتمتع به من مرونة وقدرة قتالية عالية. ونظراً إلى التطور الذي شهدته القوات المسلحة السعودية خلال العصر الذهبي منذ تولي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مسؤولية وزارة الدفاع والطيران فقد وضعت خطط إنشاء طيران القوات البرية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة وصلت أول دفعة من طائرات صقر الصحراء وتضم طيران القوات البرية حالياً طائرات الأباتشي الهجومية المتطورة التي أثبتت فاعليتها في عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت. يقوم طيران القوات البرية باكتشاف وتثبيت وتدمير قوات العدو باستخدام النيران والقيام بالإسناد القتالي والإدارة في العمليات المنسقة كجزء من القوات البرية ويلعب دوراً رئيساً في ميدان المعركة مثل الهجوم والاستطلاع والأمن والاقتحام الجوي وتنفيذ العمليات الخاصة والقيادة والسيطرة، ولا يزال طيران الجيش مستمراً في الأخذ بأحدث معطيات التقنية الحديثة وهو في تطور مستمر. كلية الملك عبدالعزيز الحربية أنشأ الجيش مدرسة عسكرية عام 1354ه - 1934م في مكةالمكرمة ثم انتقلت هذه المدرسة عام 1358ه - 1938م إلى مدينة الطائف وفي عام 1374ه - 1954م صدر مرسوم ملكي بإنشاء كلية عسكرية تحت اسم كلية الملك عبدالعزيز الحربية وتم افتتاحها في مدينة الرياض في جمادى الأولى عام 1375ه - 1955م. ونظراً إلى التطور الذي شهدته القوات المسلحة فقد صدرت التوجيهات الكريمة بنقل كلية الملك عبدالعزيز من داخل الرياض إلى منطقة أخرى تساعد على تطويرها. وقام خادم الحرمين الشريفين بافتتاح المبنى الجديد للكلية وتقوم الكلية بتعليم وتدريب الطلاب الذين يتم قبولهم بها ليحوزوا الصفات الضرورية التي تؤهلهم للخدمة ضباطاً في القوات البرية، وترتبط الكلية ارتباطاً مباشراً بقائد القوات البرية. المعهد الملكي الفني للقوات البرية نتيجة للتطور الكبير في القوات المسلحة والنقلة الكبيرة في استخدام المعدات والأسلحة المتطورة فقد ظهرت الحاجة إلى إنشاء معهد في القوات البرية يهدف إلى تخريج إعداد من الفنيين المهرة المزودين بالمعرفة الفنية الأساسية لتشغيل وصيانة المعدات العسكرية. وافتتحه الأمير سلطان بن عبدالعزيز يوم الثلثاء الموافق 2 من جمادى الأولى عام 1413 ه وبلغت تكاليف إنشائه 670 مليون ريال وهو يغطي معظم التخصصات المطلوبة لإيجاد قاعدة من ضباط الصف الفنيين المؤهلين للخدمة في جميع وحدات وتخصصات القوات البرية من خلال التدريبات النظرية والعملية التي يوفرها لمنسوبيه لاكتساب المعرفة والمهارة الفنية القادرة على استخدام التقنية الحديثة بكل يسر وسهولة. كما يقوم المعهد بعقد دورات تأسيسية متقدمة لمنسوبي القوات المسلحة كزيادة الخبرة العسكرية والفنية. والجدير بالذكر أن الأمير سلطان كان أمر بتحويل المدرسة الثانوية العسكرية في القسم عام 1405ه إلى المعهد الملكي الفني للقوات البرية.