فضَّل عدد من المواطنين والمقيمين خلال هذا الصيف السفر داخل السعودية وإلى دول مجاورة براً، على رغم فارق الزمن الذي تستغرقه الرحلات البرية واختلاف عناء السفر، مقارنة بالرحلات الجوية. ولم يكن هذا التفضيل في جميع الحالات حباً في"النقل الجماعي"، إذ أجبر عدم توافر حجوزات على الرحلات الجوية بعضهم على اللجوء إلى الرحلات البرية، وفي المقابل، دفع الخوف من التحليق والسعي وراء توفير الفارق الكبير بين التذكرتين الجوية والبرية آخرين إلى اللجوء إلى الطرق البرية. وعلى رغم اختلاف الأسباب، إلا أن محطات النقل الجماعي شهدت خلال هذا الصيف اندفاعاً هائلاً من الركاب نحوها، إلا أنه تتضح جلياً صعوبة إرضاء الجميع، إذ بدا المسافر سعد الشمري في محطة الشركة في الرياض مستاء، لأنه اضطر إلى الانتظار أكثر من ساعتين ليحصل على مقعد في رحلة ثانية بعد أن فاتته الرحلة الأولى. وعن سبب اختياره"النقل الجماعي"إن لم يكن راضياً عن مستوى خدماتها، أشار الشمري إلى أن الخوف من حوادث الطيران هو العامل الأساس الذي دفعه إلى ذلك، وأضاف:"لا بأس بمستوى خدمات النقل، إلا أننا نتطلع لتحقيق مزيد من التقدم، ومواكبتها مستوى الخدمات في الدول المتقدمة". أما المقيم السوري محمود حاتم، فبدا الإعياء على وجهه قبل انطلاق رحلته، إذ كان منهمكاً في البحث عن"واسطة"ليتمكن من نقل عفشه مجاناً، وقال:"إن ما أجبرني كمقيم على تحمل مشقة السفر براً، هو توفير الفارق في سعر التذكرة الجوية، الذي يفوق ألف ريال، إلا أنني لم أكن أتوقع أن أطالب بتسديد قيمة نقل العفش الزائد عن الوزن المسموح به، وطلب مني أحد الموظفين دفع تأمين عليها كي يتم تعويضي إذا تلفت". من جهته، نفى أحد المسؤولين في الشركة السعودية للنقل الجماعي ادعاء شركته الكمال، إلا أنه أكد أنها لا توفر أي جهد في خدمة المسافرين عبرها"دعمت الشركة أسطولها بعدد من الحافلات الجديدة لرحلات النقل بين المدن، وكذلك الأسطول الدولي، وتم خلال هذه الفترة تكثيف الرقابة على خطوط النقل الداخلية والدولية، والحرص على التقيد بمواعيد الرحلات المحددة مسبقاً والتي تصل إلى 109 رحلات يومية". وأشار المسؤول إلى الجانب الإنساني للشركة التي وضعت أسعاراً مخفضة بالنسبة إلى تذاكر المعوقين، وتذاكر عودة مجانية للطلاب. وعن مواجهة الشركة الضغوط خلال فصل الصيف، والمشكلات الناتجة منها، أفاد المسؤول بأن الرحلات الداخلية ازدادت بنسبة 7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأن الرحلات الدولية ازدادت بنسبة 40 في المئة. وأضاف أن الشركة استعدت لهذا الإقبال ب164 رحلة إضافية بين المدن خلال الشهرين الأخيرين، و1229 رحلة دولية إضافية. وفي ما يتعلق بإجبار المسافرين على دفع كلفة نقل أمتعتهم، أفاد بأنه يمنح لكل راكب 50 كيلو غراماً مجانية، وتصل بالنسبة إلى بعض الرحلات الدولية إلى 100 كيلو غرام. واختتم المسؤول حديثه ل"الحياة"مشيراً إلى عقود مدرسية جديدة أبرمتها شركته في منطقة الرياض، لنقل الطلاب والطالبات خلال العام الدراسي المقبل، تجاوزت قيمتها 18.5 مليون ريال، وخصصت لها 254 حافلة.